الجفري
الشرق بمثابة الحلم بالنسبة للمجتمع الأوروبي كان هو الحنين في القرن التاسع عشر للميلاد
كان الشرق بمثابة الحلم بالنسبة للمجتمع الأوروبي كان هو الحنين للخيال أحياناً أو
للحرية في أحيان أخرى كان الشرق يعني للبعض ليس فقط موطن الأسرار بل أيضاً وطن
العواطف الجياشة وكما أن هناك مكتشفين أوائل لأي أرض جديدة كان هناك رواد كشفوا في
الشرق الفن المتوهج الغامض السخي في الوقت نفسه لقد أثمرت رحلات هؤلاء
الرواد إلى الشرق نصوصا أدبية ألهبت خيال القراء وأثبتت داخلهم رغبة لا تقاوم في
روسيا الجديدة على أرض ذلك الشرق الذي لم يكن وقتها قد باح بمكنوناته.
روايات
وقصائد خطها بيرون وفكتور هوجو وجوته وغيرهم وكان الشرق أيضاً مصدر الوحي للفن
التشكيلي في القرن التاسع عشر للميلاد بزعامة ثلاثة فنانين قدموا أشهر كنوز الفن
التشيكلي المستلهمة من الشرق وهم دولاكرو وفرومتان وشاسريو البداية كانت بالنزعة
الرومانسية التي دفعت بعديد من الفنانين والأدباء والشعراء إلى الترحال بحثا عن زاد
جديد للخيال فمن فرنسا خرجت أشهر اللوحات الفنية مستوحاة من الشرق قدمها دولاكرو
بعد أن سافر إلى المغرب أما فرومتان انتج لوحات لها رؤيا جديدة مستوحاة من
مصر.
وشاسرو غذته الجزائر بالمناظر الخلابة والسماء الصافية فأنتج لوحات فنية في
قمة الجمال ويمكن القول أن هؤلاء الفنانين نجحوا في الأخذ بلب الذوق الأوروبي عبر
قرن كامل وكان زبائنهم من هواة جمع اللوحات الفنية والباحثين عن مذاق الحلم والعبق
الجميل واللون الواضح الذي لم يجدوه إلا في اللوحات الفنية المعبرة عن الشرق الساحر
الجذاب.