الحسام
العربي منذ حملة نابليون، حيث عرفت أولى النقابات الجديدة في العقد الأخير من القرن
الماضي وكذلك حال سوريا ولبنان وفلسطين في وقت كانت فيه ظاهرة التعاضدات القديمة في
طور الإنقراض الطبيعي.
وآخر هذه التعاضديات في مصر في منتصف القرن الماضي وفي دمشق في أواخره
وفي حماة حتى عام 1908م.
والمقصود هنا الإشارة إلى تجمعات النجارة
والبنائين والسمانة والجمالة للنقل والصباغة والحياكة وتجارة الأغنام وتجارة النسيج
وغيرها من المهن.
ولم يكن لأي من المهن قانوناً مكتوباً بل كان يوجد لها مسئول
يدعى ( شيخ الكار - شيخ الحرفة) معين من الحكمة أو منتخب، كما كانت هذه النقابات
تتبع قواعد صارمة فمثلاً يشير ( جان غولمييه) إلى إن عدم دفع أي زبون لدينه يترافق
بمقاطعة عامة من أصحاب الكار له وعلى رئيس أو شيخ الكار أو السوق حل الخلافات
الداخلية بين أبناء الصنعة أو مع المشتكين من الزبائن.
ومن جهة أخرى تتضح
الهرمية في بعض المهن أكثر من غيرها حيث نجد في البناء مثلاً- الشاقي ( المعاون) ثم
المناول وأخيراً المعلم ( الأسطى)..
لقد كانت تظاهرات العمال في مصر وراء
الترخيصات النقابية الأولى في العقد التاسع من القرن التاسع عشر، تبع ذلك طلب
الحاكم العسكري في دمشق في عام 1919م تكوين النقابات ليضع حداً للإشكالات التاريخية
للمهن في وقت أصبحت المنطقة تمتلك كادر نقابياً شاباً، الأمر الذي منح ( تعليمات
نقابات الحرف والصنائع) البعد العملي لفتح صفحة جديدة في تاريخ النقابات..