الرمادي
السلوكية التي تتنافى وتتعارض مع الأخلاق الإسلامية شرب الخمور والمخدرات لما لها
من أضرار وعواقب وخيمة في الدين والمال والجسد والسلوك والمجتمع، وقبل البدء في
الموضوع لا بد من تبيانها وتعريفها: المعنى: الخمر كل شيء يستر العقل يسمى خمراً،
وسميت بذلك لمخامرتها للعقل وسترها له.
" وهو ما أسكر من العصير أو من النبيذ أو من غير ذلك " وهي مواد ناتجة عن
التفاعلات التي تحدث في المواد السكرية الموجودة في بعض النباتات كالشعير والتمر
والعنب والتفاح وبعض أنواع البصل. . . إلخ.
والسكر: لذة ونشوة يغيب معها العقل
الذي يحصل به التمييز فلا يعلم صاحبه ما يقول والمسكرات : هي جميع الأشياء التي
يشملها اسم الخمر والمخدرات : أي مواد يتعاطاها الكائن الحي، بحيث تعطل وظيفة أو
أكثر من وظائفه الحيوية.
ومن ذلك يتبين أن العلاقة بين الخمر والسكر والمخدرات
علاقة كبيرة ووطيدة مؤداها غياب العقل عن وعيه الصحيح : فالسكر هو الحالة التي تصيب
العقل نتيجة الخمر أو المخدرات.
لا يقدم المرء على عمل إلا بدافع يدفعه وبشدة
إلى إتيان ذلك العمل سواء كان بمحض إرادته أو كان بدافع خارجي.
البواعث: هي
النابعة من الإرادة المطلقة للفرد، لأنها نتيجة ميول شخصية عاطفية أودت إلى
الإنحراف.
ومن تلك البواعث والدوافع لتعاطي المخدرات والمسكرات ما يأتي : 1-
إتباع الهوى والبحث عن اللذة لوقتها- بغض النظر عن عواقبها يدفعان الفرد إلى
تحسسها، والتماسها وإتيانها للتلذذ والنشوة بها.
2- ضعف البصيرة بأضرار المخدرات
والمسكرات " والجهل بما يرمي إليه الإستعمار من القضاء على المجتمع الإسلامي
وبتصديره هذه السموم لهم : 3- البصيرة الخاطئة في التصور بأن هذه المسكرات تقوى
الناحية الجنسية فيبحث عنها من يعاني من ذلك في حيث أن الواقع الطبي أثبت خلاف
ذلك.
4- الإنتعاش الإقتصادي وما أدى إليه من فائض مادي.
5- انتشار عادة السفر
إلى الدول الغربية وغيرها.
6- استقدام أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية.
آفات
المسكرات والمخدرات: آفات المخدرات والمسكرات جمة وأكثر من أن تحصى إلا في بحث
مستقل بها لأن آفاتها تصيب الدين والمال والعقل والنفس بالأمراض.
1- إنها تغير
الخُلق لأن نشوة الخمر تسري في عروق السكران فتسوء أخلاقه وتكشف أسراره وأسرار غيره
وقد كان جواسيس آلاف تعتمد على الخمر في كسب المعلومات الخطيرة.
2- أنها توقف
النمو العقلي والجسدي.
3- أنها تعرض صاحبها للأمراض المعدية وتفتك بصحته وأجهزته
الجسمية.
4- تحول المخمور إلى حالة بهيمية.
التوجيهات التربوية العلاجية:
من أهم التوجيهات التربوية العلاجية للإنحراف الخاصة بتعاطي الخمور والمخدرات ما
يأتي: 1- إبراز الحكم الإسلامي في تناول المخدرات والمسكرات وبيعها وترويجها مع
ذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من هذا الوباء.
2- إظهار النقد
الإجتماعي اللاذع لأولئك الذين يتعاطونها أو يروجون لها وأجتنابهم ونصحهم،
وتوجيههم.
3- إبراز أخطارها على الناحية الصحية وما تسببه من أضرار في الأجهزة
المعوية والتناسلية وفي الدماغ.
4- إيجاد البديل لأولئك الذين يتعاطونها من أجل
الهروب من المشكلات والأحزان والمصائب التي تواجههم في الحياة.
5- توجيه ونصح من
يقدمون لضيوفهم ( الدخان والجراك " الشيشة" ويظنون أن ذلك من الكرم والسخاء.
6-
أن تمنع الدول الإسلامية صناعة الخمور والدخان واستيرادها من الخارج.
7- قيام
المسجد والإعلام والمدارس والجامعات وعموم المؤسسات التربوية والإجتماعية بدورها
الحقيقي في محاربة هذه السموم بالكلمة والكتابة الصادقة المندفعة من الوازع الديني،
لأن تأثير ذلك في القلب كبير وعميق.