كتب/ ابن
اليمن
اليمن
في هذا
المكان من صدر الصفحة الأخيرة ل"أخبار اليوم" نُشرت يوم أمس صورة لمجموعة من
طالبات إحدى مدارس مديرية ردفان، وتُرك أسفل الصورة فراغ خصص لكتابة تعليق على تلك
الصورة التي بدت في أبشع مظاهرها، إلا أنه ونتيجة لخلل فني لم يظهر
التعليق. .
ولكن الصورة المعبرة التي
نشرت أمس واحتوت على طالبات ما زلن يدرسن في المرحلة الأساسية خرجن في تظاهرة وحملن
معهن قطع أسلحة وأعلاماً تشطيرية. . كافية للتأكيد على أن الأمر جد خطير ويضع أصحاب
الشأن أمام مفترق صعب وحساس، وأن القادم مرهون بحسابات معقدة تجعلنا نقرأهبكثير من
التوجس. . القلق. . الخوف. . يختزل في دواخلنا الكثير من تموجات المستقبل. .
نشعر في
أحايين كثيرة أن فلذات أكبادنا من طلاب وطالبات المدارس في بعض المحافظات الجنوبية
يتم إشغالهم عن السبب الرئيسي الذي جاءوا من أجله وهو التسلح بالعلم والمعرفة
ليكونوا عناصر فاعلة في بناء مجتمعهم ووطنهم، وصرفهم نحو تخليد الضغائن وإشاعة روح
العدوانية الفجة نتيجة لغياب الدور الفاعل لوزارة التربية والتعليم والذي جعل فلذات
أكبادنا لقمة سائغة يتم الزج بهم في مثل هكذا فعاليات تشطيرية، فهناك من يتربص بنا
في الظلام ويراقب حركاتنا في الظل ليجعل منا وقوداً للدمار الإجتماعي سواء على
مستوى الأفراد أو الجماعات.
هذا المشهد الذي بات شبه يومي من الطبيعي أن يصيبنا
بكثير من الريبة والقلق مما تخفيه لنا قادم الأيام من عموميات وتبعات على مستقبل
وطن بأكمله ويقودنا إلى أن نضع كثير تساؤلات على طاولة معالي وزير التربية
د. عبدالسلام الجوفي منها : ترى من المسؤول عن تسليح فلذات أكبادنا بالأسلحة الرشاشة
بدلاً من العلم؟ ومن المسؤول عن رفعهم لهذه الأعلام التشطيرية واللافتات المناطقية
بدلاً من الكتاب والقلم؟ ومن المسؤول عن تسرب هؤلاء من داخل مدارسهم؟ وما هي
الدوافع التي تجعل احد أبنائنا وبناتنا في عمر السابعة أو العاشرة أو الخامسة عشر
يقوم بهكذا عمل؟ رغم أن هذا الطالب أو الطالبة خرج من بيت أسرته وهو يحمل حقيبته
المدرسية المليئة بالكتب وليس الذخيرة !، وهل سوء اختيار مدراء المدارس ووكلائهم
أحد أسباب خلق هذه المشاهد التي ضحاياها فلذات أكبادنا؟ وهل إبعاد وإقصاء الكوادر
التربوية والفاعلة لأسباب حزبية مقيتة تعد أحد الأقلام التي ساهمت في رسم هذه
اللوحة التي أقل ما يقال عنها بأن حبرها دم؟ وهل غياب البعد الوطني في وضع مناهجنا
الدراسية سبباً آخر في إيجاد مثل هكذا صور؟.
إن هذه المشاهد الغرائبية التي تطفو
على السطح الحياتي ويرسمها فلذات أكبادنا بحبر الفساد والتسيب والإهمال الوارد من
داخل مؤسسات تربوية كنا ولا زلنا نضع عليها آمالاً للخروج بنا من دوامة أعاصير
الأزمات والإرتقاء بوطننا إلى مصاف الرقي والتقدم، إلا أنه وللأسف الشديد يبدو أن
حال وزارة التربية والتعليم المعنية بالأمر بالدرجة الأولى والتي تمضي بنهج كيفما
اتفق ودونما اكتراث يجعل عيوننا تقطر دماً ويثير فينا الرعب عن المستقبل المجهول
الذي ينتظر جيلاً بأكمله لم تترسخ فيه معاني الإنتماء للوطن ولم يزرع المدرسون فيهم
كيفية حب الوطن وماذا يعني علم الوطن وأن حب الوطن من الإيمان ولم يشعروهم يوماً أن
العلم الوطني هذا الرمز المقدس ليس عبارة عن هزيج شعارات نرددها ولا قطعة قماش
نبتاعها لأولادنا بخمسين ريالاً ليعلقوها على بزاتهم المدرسية.
أمام هذه المشاهد
أسئلة كثيرة أخرى تضع نفسها على طاولة معالي وزير التربية والتعليم لكننا نكتفي
بهذه لنترك للوزير الجوفي فسحة من الوقت للإجابة العملية على هذه التساؤلات من خلال
العمل في الميدان وتغيير هذه المشاهد قبل أن نتفاجأ بها يوماً وقد تسللت إلى باقي
المحافظات.
وللحديث بقية.
المكان من صدر الصفحة الأخيرة ل"أخبار اليوم" نُشرت يوم أمس صورة لمجموعة من
طالبات إحدى مدارس مديرية ردفان، وتُرك أسفل الصورة فراغ خصص لكتابة تعليق على تلك
الصورة التي بدت في أبشع مظاهرها، إلا أنه ونتيجة لخلل فني لم يظهر
التعليق. .
ولكن الصورة المعبرة التي
نشرت أمس واحتوت على طالبات ما زلن يدرسن في المرحلة الأساسية خرجن في تظاهرة وحملن
معهن قطع أسلحة وأعلاماً تشطيرية. . كافية للتأكيد على أن الأمر جد خطير ويضع أصحاب
الشأن أمام مفترق صعب وحساس، وأن القادم مرهون بحسابات معقدة تجعلنا نقرأهبكثير من
التوجس. . القلق. . الخوف. . يختزل في دواخلنا الكثير من تموجات المستقبل. .
نشعر في
أحايين كثيرة أن فلذات أكبادنا من طلاب وطالبات المدارس في بعض المحافظات الجنوبية
يتم إشغالهم عن السبب الرئيسي الذي جاءوا من أجله وهو التسلح بالعلم والمعرفة
ليكونوا عناصر فاعلة في بناء مجتمعهم ووطنهم، وصرفهم نحو تخليد الضغائن وإشاعة روح
العدوانية الفجة نتيجة لغياب الدور الفاعل لوزارة التربية والتعليم والذي جعل فلذات
أكبادنا لقمة سائغة يتم الزج بهم في مثل هكذا فعاليات تشطيرية، فهناك من يتربص بنا
في الظلام ويراقب حركاتنا في الظل ليجعل منا وقوداً للدمار الإجتماعي سواء على
مستوى الأفراد أو الجماعات.
هذا المشهد الذي بات شبه يومي من الطبيعي أن يصيبنا
بكثير من الريبة والقلق مما تخفيه لنا قادم الأيام من عموميات وتبعات على مستقبل
وطن بأكمله ويقودنا إلى أن نضع كثير تساؤلات على طاولة معالي وزير التربية
د. عبدالسلام الجوفي منها : ترى من المسؤول عن تسليح فلذات أكبادنا بالأسلحة الرشاشة
بدلاً من العلم؟ ومن المسؤول عن رفعهم لهذه الأعلام التشطيرية واللافتات المناطقية
بدلاً من الكتاب والقلم؟ ومن المسؤول عن تسرب هؤلاء من داخل مدارسهم؟ وما هي
الدوافع التي تجعل احد أبنائنا وبناتنا في عمر السابعة أو العاشرة أو الخامسة عشر
يقوم بهكذا عمل؟ رغم أن هذا الطالب أو الطالبة خرج من بيت أسرته وهو يحمل حقيبته
المدرسية المليئة بالكتب وليس الذخيرة !، وهل سوء اختيار مدراء المدارس ووكلائهم
أحد أسباب خلق هذه المشاهد التي ضحاياها فلذات أكبادنا؟ وهل إبعاد وإقصاء الكوادر
التربوية والفاعلة لأسباب حزبية مقيتة تعد أحد الأقلام التي ساهمت في رسم هذه
اللوحة التي أقل ما يقال عنها بأن حبرها دم؟ وهل غياب البعد الوطني في وضع مناهجنا
الدراسية سبباً آخر في إيجاد مثل هكذا صور؟.
إن هذه المشاهد الغرائبية التي تطفو
على السطح الحياتي ويرسمها فلذات أكبادنا بحبر الفساد والتسيب والإهمال الوارد من
داخل مؤسسات تربوية كنا ولا زلنا نضع عليها آمالاً للخروج بنا من دوامة أعاصير
الأزمات والإرتقاء بوطننا إلى مصاف الرقي والتقدم، إلا أنه وللأسف الشديد يبدو أن
حال وزارة التربية والتعليم المعنية بالأمر بالدرجة الأولى والتي تمضي بنهج كيفما
اتفق ودونما اكتراث يجعل عيوننا تقطر دماً ويثير فينا الرعب عن المستقبل المجهول
الذي ينتظر جيلاً بأكمله لم تترسخ فيه معاني الإنتماء للوطن ولم يزرع المدرسون فيهم
كيفية حب الوطن وماذا يعني علم الوطن وأن حب الوطن من الإيمان ولم يشعروهم يوماً أن
العلم الوطني هذا الرمز المقدس ليس عبارة عن هزيج شعارات نرددها ولا قطعة قماش
نبتاعها لأولادنا بخمسين ريالاً ليعلقوها على بزاتهم المدرسية.
أمام هذه المشاهد
أسئلة كثيرة أخرى تضع نفسها على طاولة معالي وزير التربية والتعليم لكننا نكتفي
بهذه لنترك للوزير الجوفي فسحة من الوقت للإجابة العملية على هذه التساؤلات من خلال
العمل في الميدان وتغيير هذه المشاهد قبل أن نتفاجأ بها يوماً وقد تسللت إلى باقي
المحافظات.
وللحديث بقية.