عبدالغني الزعيتري
علي الإنسان بسمها القاتل.
ومن خطورتها أيضا انها الأفاعي هي أكثر أنواع الزواحف خطرا علي
الإنسان بسمها القاتل.
ومن خطورتها أيضا انها تزحف بهدوء وتريك جلدها الناعم
الأملس جميل المنظر (خداعا) وفجاه ودون أن تشعر تنقض علي فريستها لتعتصرها وتبتلع
ودون رحمة. .
هكذا هو اليوم تريد أطراف دولية لدول كبري بان تكون اليمن
فريسة إذ وتشاء الظروف الدولية بان أصبحت اليمن هدفا.
وتساعد في التهامه إدارة
داخلية متخبطة لشئون الدولة (أرضا وإنسان ) وبالشخصنه لشئون البلاد. .
فظروف
اليوم جعلت بان تكون اليمن هدفا لتسابق دولي محموم وبين أطراف دولية متعددة المعسكر
الصيني والمعسكر الغربي والمارد الأمريكي والمتطلع الإيراني وكلا يسعي للتموضع في
اليمن في برها وعلي قممها وجزرها وشوطيها والطفو علي سطح مياهها الإقليمية بحرا في
خليج عدن و الرغبة في التحكم بمضيق باب المندب المشرف عليه اليمن كدولة.
فعبر
التسابق ولأجل التواجد بقواعد عسكرية وأساطيل بحرية و لحفظ مصالح اقتصادية وعسكرية
تفرضها الأفاعي ولاستراتيجياتها الكونية المبتكرة من قبل كبار الدول العظماء
الباحثين كلا عن مناطق لوضع قدم ولتمركز عسكري لترسيخ نفوذ اكبر علي العالم
. .
والذي أمام هذه الظروف الدولية والاستراتيجيات الكونية يثار في الذهن تسأل
مضمونه : هل السياسة الخارجية اليمنية ومن خلفها سياسة إدارة الدولة الداخلية
والخارجية مؤهله لمواكبة هذا الظروف الدولية للتنافس الدولي والتي تجد اليمن اليوم
نفسها وحكومته إمامه. . ؟ وهل ستستطيع السياسة الخارجة اليمنية المتخبطة بين هذا
وذاك الحفاظ علي سياسة متوازنة بين المعسكر الصيني والمعسكر الغربي ورغبات المارد
الأمريكي وسعي التطلع الإيراني. .
إذ أن حقيقة الأهداف والواقع من التحرك الغربي
تجاه اليمن ليس تنظيم القاعدة ومكافحة الإرهاب كما يدعي (فحسب ). .
بل هو صراع
عالمي اكبر هو التنافس العالمي للسيطرة علي المحيط الهندي واتجاه القوي الآسيوية
ألناشئه إلي التحول نحو امتلاك القوة البحرية التي تمكنها من تحقيق تلك السيطرة إذ
ويدور التنافس الصامت بين الولايات المتحدة الأمريكية مدعومة من دول عظماء أوروبية
والهند و اليابان وبين الصين مدعومة من باكستان وميانمار إذ انه خلال هذا العقد
الأخير اتجهت كلا من الهند والصين وباكستان نحو تطوير قواتهم البحرية بان اتسع نطاق
عمل الأسطول الصيني ليشمل المحيط الهندي بأكمله.
كما أن إعلان الصين في ديسمبر
2009م عزمها علي إقامة قاعدة بحرية في خليج عدن لحماية سفنها من القرصنة الصومالية
جاء ليشكل ناقوس جرس دق فسمع صوته لدي الغرب فأيقظ مخاوفهم تجاه النفوذ الصيني الذي
يتسع يوما بعد آخر فانذرهم هذا وخاصة بعد أن كانت الصين قد أرسلت عدة مدمرات حربية
إلي خليج عدن وفي سياق جهد صيني لتطوير القوة البحرية الصينية وبما يمكنها ولأول
مره في تاريخها من نشر أسطولها في المحيطات البعيدة بشكل ممكن معه حماية خطوط نقل
النفط المستورد من إفريقيا ومنطقة الخليج العربي ويمثل أهم هذه المحيطات المحيط
الهندي والذي يعبره النفط المستورد إلي الصين وهو النفط الذي يعد عماد الصعود
الصيني وقد أعلنت الصين عزمها لإقامة قاعدة عسكرية في خليج عدن ربما استكمالا
لسلسلة نقاط الارتكاز البحرية لها في المحيط الهندي امتداد من سواحل ميانمار ومرورا
بسريلانكا وباكستان وحتى إلي ما تستهدف اليوم وتريده بان يكون لها قدم في خليج عدن
مع أن تلك النقاط التي اتخذتها الصين سابقا ليست قواعد عسكرية دائمة ولكنها توفر
للأسطول الصيني تسهيلات بحرية من خلال المنشات البحرية التي أنشأتها الصين في هذه
البلدان (ميانمار وسريلانكا وباكستان). .
ولهذا جاء الإعلان الانجلو أمريكي
تجاه الاهتمام باليمن لقطع الطريق أمام التحرك الصيني وإحكام السيطرة الغربية علي
الممرات البحرية الدولية والتي تربط العالم ببعضة ابتداء من مضيق جبل طارق ومرورا
بمضيق قناة السويس وانتهاء بمضيق باب المندب ولقطع الطريق أمام تواصل الصين مع
العالم وتدفق النفط إليه في حالة حدوث تصادم بين القوي الغربية والصين ولأجل هذه
الإستراتيجية (قطع طريق الإمداد وللتحكم ) تسعي الولايات المتحدة الأمريكية لممارسة
الضغوط علي اليمن لتمكينها من تحويل جزيرة سقطرة اليمنية من مهبط للطائرات إلي
قاعدة عسكرية أمريكية يتم التمركز فيها حيث وقد ظهر الاهتمام الغربي باليمن من خلال
المبادرة البريطانية والتي كانت أن دعت إلي عقد مؤتمر لندن ودون تشاور مسبق مع
الحكومة اليمنية أو طلبها حيث وقد عقد الغرب مؤتمر لندن وتضمن المؤتمر لجدول أعمال
كان فيه يغلب الأمور العسكرية ولمبررات أمنية وبمداخل دوليه وليس ان ما جاء فيه ما
يؤكد مصلحة اليمن وشعبه بشكل واضح وكلي وفعلي وإنما خرج المؤتمر باشتراطات وأوامر
وتوجيهات لحكومة اليمن ومن دول قادة مؤتمر لندن.
لان الولايات المتحدة
الأمريكية والغرب يجتهدون بالسعي نحو حرمان الصين من استكمال نقاط ارتكازها في
المحيط الهندي واليمن تعتبر احد نقاط الارتكاز المستهدفة للصين كما وتسعي في
المحاولة للقضاء علي نقاط الارتكاز السابقة والمتحققة للصين عن طريق فتح باب الحوار
مع المجموعة العسكرية الحاكمة في (ميانمار) وأيضا تخيير (باكستان) بين الصين أو
أمريكا والتي ذهبت نحو الصين حين رأت الدعم الأمريكي اكبر لخصمها الهند وكذلك
مساعدة (سريلانكا) علي تصفية حركة التمرد التأميليه.
وعلي غرار هذه المساعدة
الأمريكية فان ما نتوقعه قد يحدث وتقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة اليمن
لتمكينها من انشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرة وأيضا للتحكم في مضيق باب المندب
وأهداف أخري بالإسهام في إخماد حركة التمرد للحوثيين وبان ربما قد تذهب إلي أكثر من
هذا بان قد تقدم التعاون والدعم السياسي والاقتصادي وان لزم العسكري لإخماد الدعوة
لانفصال جنوب اليمن عن شماله ولإخماد الانفصاليين المنادين سواء كانوا ممن في
الداخل أو ممن في الخارج وهذا ليس حبا لليمن ووحدته ولا رحمة بشعبة ولا الهدف كما
تزعم أمريكا لمكافحة تزايد وجود تنظيم القاعدة ومكافحة الإرهابيين الإسلاميين في
اليمن وإنما هي ما تتطلبه مصالحها الدولية الاقتصادية والعسكرية.