الجفري
غير قصد ولكن الخطأ يتسبب في مشاكل كبيرة أو صغيرة حسب حجم الخطأ ومعظم الأخطاء من
زلة لسان.
وفي القاموس العربي أمثال كثيرة لتجنب هذا النوع من الخطأ وأشهرها
المثل الذي يقول لسانك حصانك إذا صنته صانك وإذا خنته خانك ومعظم الناس في العالم
العربي يهوى استخدام اللسان بسبب وبدون سبب والدليل على ذلك برامج الإذاعة والتلفزيون في العالم
العربي التي لا تكف عن "اللت والعجن".
وإذا حركت الريموت كنترول لتشاهد
المحطات الفضائية سوف تكتشف على الفور المحطات العربية لأن معظم برامجها يجلس
المذيعون فيها على مقاعد ويدور الحديث أو الرغي فيها حول مائدة مستديرة أما المحطات
التلفزيونية الأجنبية فنجد فيها الكثير من الحركة والقليل من الكلام والصحفيون
أيضاً يهوون الكلام فنجد الواحد منهم في الندوات والمؤتمرات الصحفية يتكلم أكثر مما
يستمع وبعضهم يهوي طرح الأسئلة الطويلة التي تشبه المحاضرة حتى يستعرض معلوماته
وسعة اطلاعه بينما الضيف المسكين حائر في السؤال وكيف يجيب على كل هذه
الأسئلة.
ومعظمنا في العالم العربي لا يستطيع أن يمسك لسانه فهو خبير في كل شيء
من الطب إلى الهندسة إلى الفضاء ونحن نتبرع دائما لأصدقائنا بوصف الدواء المناسب
والحل الصحيح لأي معضلة بدون أن نعطي لأنفسنا مهلة قليلاً من الصمت نفكر فيه في
الكلام السليم الذي يجب أن نقوله أو لا نقوله وفي الاجتماعات يتكلم الجميع مرة
واحدة وكل واحد يحاول التغلب على الآخرين برفع درجة صوته حتى يصبح المكان أشبه
ببورصة الأوراق المالية.
أخيراً يقول المثل الشعبي المصري "داري على شمعتك تقيد"
وأفضل طريقة للمداراة طبعا هي أن نغلق أفواهنا ونفتح آذاننا وهكذا تستمر الشمعة
مضيئة مدى الحياة.