فاروق
الجفري
الجفري
إحدى الأساطير الألمانية تقول
أن هناك كهفاً اسمه العبقرية ومن حق كل إنسان أن يدخله ولكن بشرط أن يدفع ثمن تذكرة
الدخول.
وكل واحد يدفع ثمناً مختلفاً لماذا؟ لا يحق للإنسان أن يسأل لماذا، لأنه
لا أحد يعرف فن الذي وضع قائمة أسعار دخول كهف العبقرية ولكن عندما يدخل الإنسان
يجد انه دون أن يشعر قد دفع الثمن، فالعبقرية لها ثمن يدفعه العبقري ويدفعه الناس من حوله أيضاً
وقد صور أديب الأطفال اندرسون هذا المعنى في قصة كتبها وهو في الثالثة
والسبعين من عمره والقصة اسمها العودة إلى الوعي وموضوعها أن رساماً كبيراً في السن
قد التقى بفتاة جميلة التي كان قد اتخذها نموذجا للوحاته الفنية وعندما التقى بها
في شيخوخته اكتشف كم هي جميلة، كيف انه انشغل عنها تماما وكان في استطاعه أن يحبها
ولكنه خاف ان يؤدي هذا الحب إلى القضاء على فنه فلاشيء يقتل الحب إلا الواقع ولا
شيء يقتل جذوة الشوق إلا الجنس فقرر ان يظل مشتعلاً بتوهج في لوحاته الفنية على ان
يطفئ كل هذه المعاني الجميلة في حبه لها. لقد أحب فنه الكثير ويتساءل اندرسون في
نهاية القصة كم عدد الأشخاص الذين ضاعوا وأضاعوا الحياة بسبب إخلاصهم؟ كثيرون جداً
هم على استعداد دائم أن يفعلوا ذلك فالعباقرة لا سلطان لهم على أنفسهم لكنهم يعيشون
ويبدعون ويموتون تبعاً لبرنامج لا نعرفه فما الذي نفعله نحن، قد نفتح الأبواب
والنوافذ ليدخل الهواء وأشعة الشمس لا أكثر ولا أقل وننتظر العقول الالكترونية في
كل إنسان ان تنشط وان تعمل وان تنفذ ما جاء في برنامجها حتى تبلغ عمرها الافتراضي
الحقيقي. المهم ان نقوم بحضانة المواهب وإلا ننشغل بصاحبها مبكراً أو متأخراً وليس
صحيح أن الديك الفصيح في البيضة يصيح ولا هو صحيح ، انه في الشيخوخة يصيح ولكن من
المؤكد أن صاحب الموهبة سوف يصيح
أن هناك كهفاً اسمه العبقرية ومن حق كل إنسان أن يدخله ولكن بشرط أن يدفع ثمن تذكرة
الدخول.
وكل واحد يدفع ثمناً مختلفاً لماذا؟ لا يحق للإنسان أن يسأل لماذا، لأنه
لا أحد يعرف فن الذي وضع قائمة أسعار دخول كهف العبقرية ولكن عندما يدخل الإنسان
يجد انه دون أن يشعر قد دفع الثمن، فالعبقرية لها ثمن يدفعه العبقري ويدفعه الناس من حوله أيضاً
وقد صور أديب الأطفال اندرسون هذا المعنى في قصة كتبها وهو في الثالثة
والسبعين من عمره والقصة اسمها العودة إلى الوعي وموضوعها أن رساماً كبيراً في السن
قد التقى بفتاة جميلة التي كان قد اتخذها نموذجا للوحاته الفنية وعندما التقى بها
في شيخوخته اكتشف كم هي جميلة، كيف انه انشغل عنها تماما وكان في استطاعه أن يحبها
ولكنه خاف ان يؤدي هذا الحب إلى القضاء على فنه فلاشيء يقتل الحب إلا الواقع ولا
شيء يقتل جذوة الشوق إلا الجنس فقرر ان يظل مشتعلاً بتوهج في لوحاته الفنية على ان
يطفئ كل هذه المعاني الجميلة في حبه لها. لقد أحب فنه الكثير ويتساءل اندرسون في
نهاية القصة كم عدد الأشخاص الذين ضاعوا وأضاعوا الحياة بسبب إخلاصهم؟ كثيرون جداً
هم على استعداد دائم أن يفعلوا ذلك فالعباقرة لا سلطان لهم على أنفسهم لكنهم يعيشون
ويبدعون ويموتون تبعاً لبرنامج لا نعرفه فما الذي نفعله نحن، قد نفتح الأبواب
والنوافذ ليدخل الهواء وأشعة الشمس لا أكثر ولا أقل وننتظر العقول الالكترونية في
كل إنسان ان تنشط وان تعمل وان تنفذ ما جاء في برنامجها حتى تبلغ عمرها الافتراضي
الحقيقي. المهم ان نقوم بحضانة المواهب وإلا ننشغل بصاحبها مبكراً أو متأخراً وليس
صحيح أن الديك الفصيح في البيضة يصيح ولا هو صحيح ، انه في الشيخوخة يصيح ولكن من
المؤكد أن صاحب الموهبة سوف يصيح