مقراط
كسائر الفنانين الكبار في اليمن والخليج العربي بالنسبة لأبناء محافظة لحج والأرجح
الحوطة المحروسة والمنكوبة الآن..لهذا فهم اجتازوا كل معاني الوصف والألقاب
والتسميات التي يطلقونها على فيصل علوي الذي أحبوه بكل جوارحهم ومن أعماق قلوبهم
فبادلهم نفس الحب والمشاعر..كيف لا وهم أطلقوا عليه اسم الزعيم، ينادونه بالزعيم
ويعني بذلك تجاوزا محافظ المحافظة
إلى أعلى درجات الهيبة والأعتزاز..فعندما يشاهدوا الزعيم يترجل او على متن السيارة
أو في إحدى مناسبات الأعراس وقد يصادف وجود المحافظ ووزير الثقافة فهم يشخصون
بأعينهم إلى الزعيم فيصل علوي ولا يلتفتون إلى المحافظ أو الوزير أو غيرهم من كبار
مسؤولي الدولة والحكومة ..حسناً بهجتهم وفرحتهم الغامرة تكفي برؤيتهم لزعيم وبس..*
صباح يوم الأحد الموافق 7/2/2010م توقف قلب الفنان الزعيم فيصل علوي عن الخفقان
وفاضت تلك الروح التي ملئت الناس بالفرح والحب والطرب إلى بارئها وبذلك طويت صفحة
مضيئة في المشوار الحافل بالألق والإبداع اللامحدود لأشهر فنان شعبي عرفه اليمن
والخليج العربي..
فانتشر خبر وفاة الفنان البارز فيصل بسرعة البرق عبر الموبايل
فكانت الصدمة عنيفة بالنسبة للحج والحوطة التي كانت الأوضاع فيها تشتعل وملتهبة جرى
أعمال العنف والفوضى العارمة التي حولت حياة السكان فيها إلى جحيم..خيم الحزن بكل
ظلاله على أبناء الحوطة وعم سائر المعمورة..كيف لا وقد مات الزعيم ،مات فيصل علوي،
الحمدلله هذا حال الدنيا (كل نفس ذائقة الموت)صدق الله العظيم.
* لقد كنت خيم
ذلك اليوم الحزين على العاصمة صنعاء وجائني النبأ المفجع عبر الموبايل من موقع
سبتمبر الإخباري في العاشرة صباحاً ومتهيأ للسفر إلى عدن مع الأخ العزيز/ علي محمد
الدماني وطوال رحلة السفر كان محور حديثنا عن رحيل فيصل علوي فمرينا على لحج
وحوطتها المضطربة ورأينا الناس مكلومين وقررنا اليوم التالي حضور تشييع جثمان
الفقيد ومعنا الأخ/ محسن صالح دوفان..
لكن للأسف سرقنا الوقت فوصلنا وقد تم دفن
الجثمان والذي ووري الثرى بمقبرة الحمراء فذهبنا إلى مجلس العزاء وقدمنا تعازي
محافظ أبين م.
احمد الميسري وقيادة وأبناء أبين إلى نجلي الفقيد باسل وعلوي
ومكثنا لساعات في الصالة الرياضية التي أقيم فيها العزاء ثم استأذنا بالمغادرة
لحظتها ونحن خارجون رأينا أبو الواجب العميد عبدالقادر الشامي مدير الأمن السياسي
قادماً كأول مسؤول إلى مجلس العزاء غادرنا الحوطة وانأ أقول كيف لي أن أرى الحوطة
بدون فيصل علوي الذي ارتبط اسمه اللامع بذاكرتها وسكن ضمير ووجدان ناسها
الطيبين..
* الثابت أن فيصل علوي رحمه الله مات بعد صراع مرير ظل يعاصره مع
أمراض القلب ولم يجد من الاهتمام ما يليق بمكانته المرموقة في وجدان
محبيه..
الأشد مرارة أنه توفي بعد إحالته إلى التقاعد بمعاش حقير لا يتجاوز 23
ألف ريال لا يفي أضعافها خمس مرات لجلسة مقيل قات ليلة لأحد وزرائنا ومسؤولينا
الاعفاط الذين لا يعرف عنهم المواطن شياً ولم يقدموا الحد الأدنى للوطن بقدر ما
قدمه هذا الزعيم الذي اعتقد أنه أشهر من جميع الوزارء منذ بعد الثورة السبتمبرية
والاستقلال 30 نوفمبر وحتى اليوم...
ونتحدى من يقول غير ذلك ...
لهذا فهو
الزعيم المتوج الذي فتحت له القلوب طواعية وبالمجان وبدون استئذان ومن أمثاله وهم
قلائل لن يموتوا بل خالدون ابد الدهر وإن غيبهم الموت فيرحلون إلى قلوب
الأحبة..
فسلام عليك أيها الزعيم - سلام عليك يا أبا باسل..