الحزمي
المشرعين لتحديد سن الزواج وإلى جانبهم تقف حشود كبيرة ممن فآتهن قطار الزواج بحثاً
وراء منافع الحياة ومشاغليها، يقف البعض الآخر في موقف المعارض وبشدة من منطلق
تشريعي بحت من ديننا الحنيف ومن خلفهم من حظين بالزواج مبكراً وأصبحن قابلات للعيش
بجانب (ضرة) وكذا في ظل ظاهرة العنوسة السائدة التي تغزي مجتمعنا اليمني أسوة بدول
الجوار ممن يملكون الذهب الأسود والأبيض والوردي والبرتقالي.
نقف نحن الشباب في موقف محايد لا ندري من أين نبدأ
ولعلنا الأكثر تأثراً بكلا القرارين، إذ أننا لا ندري مع من نقف ومن أين نستهل طرح
مشكلتنا الأزلية وهي غلاء المهور ومتطلبات الزواج وجشع بعض أولياء الأمور في
طلباتهم التعسفية والمستحيلةلمجرد التفكير فقط بالزواج.
فإذا قررنا أننا مع
قانون تحديد سن الزواج،، فمن سيحدد تكاليف الزواج؟ وإذا قررنا أننا مع رفض تحديد سن
الزواج, فهل نستطيع أن نستر أنفسنا بالزواج؟ إنه من المضحك قليلاً والمبكي كثيراً
أن يتسابق أعضاء مجلسنا التشريعي للتعبير والتحريض بين مؤيد ومعارض في مسألة الزواج
ونترك كل همومنا ومشاكلنا وكأننا نسينا كم يقف الواحد على معرض الغاز انتظاراً
لأنبوبة الحلم وما يعانيه أصحاب سيارات النقل العام من باصات وتكاسي الأجرة بطوابير
أمام محطات الغاز يومياً انتظاراً لعلنا تناسينا أن الوطن انتهى مؤخراً من فتنة
كادت أن تعصف به لولا لطف الله ونحن الآن مقبلون على مرحلة بناء سواء في شمال الوطن
أو في جنوبه ونحتاج إلى مزيد من زرع روح الوطنية بدلاً من ولادة جيل جديد لا يعرف
ماذا يعني الوطن ولا أين يبدأ الوطن ولا من أين تنتهي مساحة ترابه.
يا مشرعٍنا
الأفاضل بالله عليكم هل انتهيتم من كل مشاكلنا ومآسينا ولم يتبقَ سوى اكمال نصف
ديننا بالزواج؟؟ وتشريع سن الزواج؟؟!!! إذا فليكن تحديد سن الزواج إما في الخمسين
أو في الثامنة من العمر ولكن من يحدد سن الزواج للشباب من الرجال؟ فالشاب يصل إلى
الثلاثين وهو يمني النفس ليل نهار بشريكة حياته سواء كانت مطلقة أو أرملة أو عانسة
أو آنسة أو حتى طفلة، فقط أين المؤهل الحياتي لكي يقدم على هذه الخطوة؟ قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) صدق رسول الله.
ونحن
أصبحنا نصوم الاثنين والخميس والأيام البيض وعاشورا والأيام العشر ورمضان ونصف
شعبان وثلثي شوال ، لا من أجل أننا لا نستطيع الزواج فقط بل من أجل التوفير
أيضاً.
ماذا لو تم تحديد سن الزواج ما بين السادسة عشرة والثالثة والعشرين -
بالتأكيد ستظهر مشكلة جديدة وهي أن من يصل عمرها إلى العشرين ستبدأ إعلان الطوارئ
وستبدأ بالبحث بجدية عن شريك الحياة.
ويبقى سؤال أخير فقط أتمنى أن نسمع جوابه
ممن يشرعون لنا قوانين بلدنا ومنهم المؤيدون ومنهم ما دون ذلك: إذا تم تحديد سن
المرأة الصالحة للزواج ابتداءً من الثامنة عشرة وحتى العشرين، فهل هناك تاريخ
انتهاء صلاحية المرأة لتصبح سلعة غير صالحة للاستخدام الآدمي؟؟ صحيح أن من يجد
المظاهرات والمطالبات والبيانات التي تصب كلها في هذا الشأن سيموت ضحكاً وسيصبح دمه
في أعناقنا لأننا سبباً في موته ، وإذا كان الموضوع برمته يدعو إلى الضحك فإن شر
البلية ما يضحك، ودعونا نضحك فالضحك يطول العمر ، وسنواجه مشكلة جديدة في أننا لا
نريد أن نصبح أطول عمراً ونحن نعيش بنصف دين ولم نجد ما يكمل ديننا
بالزواج..
فبالله عليكم ماذا نفعل؟؟.