د.سعاد
جبر
جبر
أعجب العجب أن كل شيء في اليمن
السعيد يتراجع نحو الخلف فالشارع الذي تمر منه وهو مسفلت أعجب العجب أن كل شيء في
اليمن السعيد يتراجع نحو الخلف فالشارع الذي تمر منه وهو مسفلت تعود إليه بعد عامين
أو ثلاثة وقد تحول إلى تراب والمدرسة التي يبهرك مظهرها ومنظر طلابها سرعان ما
تتحول إلى هرج ومرج والابتسامة التي قابلك بها الناس قبل سنوات قلما تجد من يطلقها
في وجهك اليوم بلد لا يطيب حاله رغم طيبة أهل مدرسة هائل سعيد أنعم بأمانة
العاصمة زرتها قبل ثلاث سنوات تقريباً عندما كانت في مرحلة من مراحل الوثب فوق
مساوئ وعيوب الماضي لأعود إليها اليوم فأجد نفسي أشبه ما أكون في وسط سرك أو بين
حالة من حالات الشغب الكل يصيح ولا أحد يعمل..
أشد ما لفت انتباهي وجود اثنين أو
ثلاثة مدرسين سعوديين حاولت أن أستوضح من أحدهم سر إبتعاثهم لليمن ولكنه كان
متحفظاً جداً فتطوع أحد الإخوة من المدرسين اليمنيين بالتعليق قائلاً "بأنه في
السعودية أي مدرس تتكرر أخطاؤه لا يستقطعون من راتبه ولا يسيئون إليه كما هو حالنا
ولكنهم يبعثوه للعمل في اليمن سنتين بضعف راتبه كنوع من العقاب" وهنا حاولت أن أجره
إلى نوع من الدعابة قائلة له إلى أين يمكن أن ينقل المدرس اليمني إذا أخطأ ولكنه
كان أكثر حصافة وأسرع بديهية مني عندما قال هل تتوقعين أن يسير المدرس اليمني بشكل
صحيح وسط هذا الكم الهائل والمخيف من الإهمال والفوضى والتصرف الإداري الذي يفتقر
إلى أبسط أبجديات الإدارة وللأمانة فقد حيرتني هذه الإجابة أكثر مما أقنعتني خاصة
وأنها جاءت من مدرس قديم تجاوز المصير الوعر بكثير من الوعي واستطاع اقتحام المجهول
برصيد من الاستبصار.
سبعة وكلاء في المدرسة يذودون بالعصا والهراوات مجاميع
الطلاب المنتشرة في ساحة المدرسة وفي طواريدها تختلط أصواتهم بأصوات الهراوات فلا
تدري هل أنت في عير أو في نفير المدير الجديد أشبه بالمصدوم كما شاهدته في الساحة
بين ما كان عليه وكيلاً لأربعة فصول في مدرسة ابتدائية للفترة المسائية كما يقال
وبين ما أصبح عليه في مدرسة يصل عدد طلابها إلى ما يقارب سبعة آلاف طالب للفترتين
الصباحية والمسائية الوكلاء يؤكسون بهراواتهم على نظام وهدوء المدرسة والمدير يؤكس
على أسماء المدرسين في حافظة الحضور والانصراف..
الوكلاء يطاردون الطلاب
بالهراوات كالثعالب والمدير يعقب على المدرسين كعمال بلدية والمقاول وعماله يطاردون
الزمن بين معاول الحفر وعجلات الطلاء وكل ما نخشاه هو أن لا يبقى في المدرسة غير
هراوات الوكلاء وأعمال الهدم والبناء ودفتر الحضور والانصراف.
والله يصرف
الشيطان.
السعيد يتراجع نحو الخلف فالشارع الذي تمر منه وهو مسفلت أعجب العجب أن كل شيء في
اليمن السعيد يتراجع نحو الخلف فالشارع الذي تمر منه وهو مسفلت تعود إليه بعد عامين
أو ثلاثة وقد تحول إلى تراب والمدرسة التي يبهرك مظهرها ومنظر طلابها سرعان ما
تتحول إلى هرج ومرج والابتسامة التي قابلك بها الناس قبل سنوات قلما تجد من يطلقها
في وجهك اليوم بلد لا يطيب حاله رغم طيبة أهل مدرسة هائل سعيد أنعم بأمانة
العاصمة زرتها قبل ثلاث سنوات تقريباً عندما كانت في مرحلة من مراحل الوثب فوق
مساوئ وعيوب الماضي لأعود إليها اليوم فأجد نفسي أشبه ما أكون في وسط سرك أو بين
حالة من حالات الشغب الكل يصيح ولا أحد يعمل..
أشد ما لفت انتباهي وجود اثنين أو
ثلاثة مدرسين سعوديين حاولت أن أستوضح من أحدهم سر إبتعاثهم لليمن ولكنه كان
متحفظاً جداً فتطوع أحد الإخوة من المدرسين اليمنيين بالتعليق قائلاً "بأنه في
السعودية أي مدرس تتكرر أخطاؤه لا يستقطعون من راتبه ولا يسيئون إليه كما هو حالنا
ولكنهم يبعثوه للعمل في اليمن سنتين بضعف راتبه كنوع من العقاب" وهنا حاولت أن أجره
إلى نوع من الدعابة قائلة له إلى أين يمكن أن ينقل المدرس اليمني إذا أخطأ ولكنه
كان أكثر حصافة وأسرع بديهية مني عندما قال هل تتوقعين أن يسير المدرس اليمني بشكل
صحيح وسط هذا الكم الهائل والمخيف من الإهمال والفوضى والتصرف الإداري الذي يفتقر
إلى أبسط أبجديات الإدارة وللأمانة فقد حيرتني هذه الإجابة أكثر مما أقنعتني خاصة
وأنها جاءت من مدرس قديم تجاوز المصير الوعر بكثير من الوعي واستطاع اقتحام المجهول
برصيد من الاستبصار.
سبعة وكلاء في المدرسة يذودون بالعصا والهراوات مجاميع
الطلاب المنتشرة في ساحة المدرسة وفي طواريدها تختلط أصواتهم بأصوات الهراوات فلا
تدري هل أنت في عير أو في نفير المدير الجديد أشبه بالمصدوم كما شاهدته في الساحة
بين ما كان عليه وكيلاً لأربعة فصول في مدرسة ابتدائية للفترة المسائية كما يقال
وبين ما أصبح عليه في مدرسة يصل عدد طلابها إلى ما يقارب سبعة آلاف طالب للفترتين
الصباحية والمسائية الوكلاء يؤكسون بهراواتهم على نظام وهدوء المدرسة والمدير يؤكس
على أسماء المدرسين في حافظة الحضور والانصراف..
الوكلاء يطاردون الطلاب
بالهراوات كالثعالب والمدير يعقب على المدرسين كعمال بلدية والمقاول وعماله يطاردون
الزمن بين معاول الحفر وعجلات الطلاء وكل ما نخشاه هو أن لا يبقى في المدرسة غير
هراوات الوكلاء وأعمال الهدم والبناء ودفتر الحضور والانصراف.
والله يصرف
الشيطان.