الشاطري
وسرعة بديهيته، استطاع الصحفي والأكاديمي د.
محمد لعقاب أن يلملم أشتات أفكاره
المبعثرة على صدر صفحات صحيفة "صوت الأحرار " الجزائرية، ويقدم لنا خلال "50" يومًا
إبداعا جديدًا يضاف إلى مسيرته المهنية تمثل في كتاب وسم ب" مصر التي أسقطتها كرة
القدم ". .
مقالات ما كان لها أن تكتب.
ومن خلال القراءة السريعة للكتاب الذي يعد أول إصدار جزائري لعام 2010م،
جسد لعقاب دفاعه عن وطنه الأم "الجزائر" من خلال حمله لقلمه الشريف الذي كان فيه
ناقدًا لمفاصل السلطة في بلده وأحايين كثيرة سوطًا جلد به ظهر "الإعلام
المصري".
وحتى لا أعيد ماسطره لعقاب في كتابه، الذي يعد كتابًا سياسيًا أكثر منه
رياضيًا، فإن مالفت نظري سرعة إخراجه إلى الأسواق في مدة لا تتجاوز "50" يومًا، بعد
تأهل منتخب الشقيقة الجزائر لكرة القدم إلى المونديال جنوب إفريقيا 2010، وهذه تعد
حسنة تحسب للمؤلف، الذي سبق غيره في توثيق اساءات "إعلام مصر" لبلد المليون ونصف
المليون شهيد، إضافة إلى ذلك فقد كانت فكرة كاريكاتير الغلاف رائعة، و تصميمها من
قبل المبدع عبدالغني بن حريزة أكثر روعة ، فلقد صورت (مصر) الجاثمة على صدر الأمة
العربية من خلال رسم خريطة الوطن العربي ، وهي ترتدي حلتها بالعلم المصري ، وتلتحف
بالخمار الفرعوني ، قاعدة على كرسي يتهاوى من شدة تسديدة اللاعب الجزائري عنتر يحيى
القوية ،التي حطمت إحدى أقدام الكرسي ، وهو ما يعني سقوطها ،وهي تصرخ مذعورة من هول
قوة الجزائر شعبًا و قيادةً، والذي أفاقها من حلمها بأنها هي الكل في الكل ، وأنها
لم تعد كذلك.
ومن خلال تقليب صفحات الكتاب الذي صدر عن منشوراتprocom خلصتُ إلى
أن الدبلوماسية الجزائرية كانت أكثر نضجًا من شقيقتها المصرية حيث التزمت الصمت وهو
أحيانًا أبلغ تعبير من الرد وخصوصًا في صغائر الأمور، وعندما ترد كما فعل سفير
الجزائر بمصر عبدالقادر حجار ، فإنه يكون أكثر قوة وشجاعة وحنكة ودهاءً، ووضع
النقاط على الحروف.
والقارئ العادي سيكتشف أنه عرف "المسكوت عنه" في الكتاب؛ وهو
أن المواطن الجزائري البسيط كلما شككته في عروبته ، فإنك تزيده إصراراً على تقزيمك،
وإثباته أن التاريخ القديم والحديث يؤكدان أن الجزائر عربية خالصة، لم تؤثر عليها
جحافل الاستعمار والاستيطان الذي توالى عليها مئات السنون، كما أثر على دول عربية
أخرى.
عمومًا الكتاب كشف خفايا وهستيريا الإعلام المصري، وأصبح ملفاً يدين قيادة
مصر التي سكتت عن تطاولات إعلامها على الجزائر قيادة وشعباً وتأريخاً وشهداءً، وسوء
تسيير الإعلام المصري لنهجه تجاه أخوة الدين والدم.