العربية تزداد هواناً وضعفاً، لم يعد هناك أدنى استغراب لهذا يوم بعد يوم وعام بعد عام
الأمة العربية تزداد هواناً وضعفاً، لم يعد هناك أدنى استغراب لهذا الضعف الذي
تعيشه أمتنا العربية، ولا يحتاج الأمر منا إلى دراسة أو بحث أو تحليل للأسباب التي
جعلت العرب يعيشون كالأنعام، فلا هم لهم سوى كيف يعيشون أو يبقون أحياءً، وكل ما
يخشونه أن لا تكون نهايتهم كالتي يرونها في الصامدين المقاومين الأبطال من
أبناء فلسطين، فنجد العرب اليوم يتباكون على أنفسهم خشية أن تسطر أسماؤهم في
القائمة السوداء للكيان الصهيوني، وأصبح كل ما يقدر عليه الضمير العربي، الإدانة
مطأطئاً رأسه، وعلى خجل كبير مصحوب بالخوف الشديد من تبعات الإدانة والتي تأتي
غالباً لامتصاص غضب الشارع العربي، الذي هو الآخر أصبح اليوم رهين إعلام عربي منحط
لا يقدم سوى ما يفتن به الشباب العربي ويسحب منهم بهدوء الغضب والغيرة، التي يخشاها
الكيان الصهيوني، هذا النوع من الإعلام العربي الذي طغى بشكل كبير، على ما دونه
يعتبر السلاح الصهيوني الذي يفتك بالشارع العربي، ويلقيه صريع نزواته وهواه، القدس
الطاهر الشريف، الذي يتبختر الصهيانه على ساحاته المقدسة، ويدنسون مقدساته، ويعملون
ليل نهار على تهديمه والإحاطة به، ينتظر منذ أكثر من ستة عقود عرباً أبطالاً غيورين
يبعدون منه دنس الصهاينة ورجسهم، فكان هنالك فعلاً أوفياء وغيورون، باعوا أنفسهم
لله نصرة لدينه وفداء لمقدساته وابلوا بلاءً حسناً، ورغم ذلك إلا أن الضمير العربي
الذي مات من قلوب العرب كان أقوى من دماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة وإلى اليوم وحتى
غد وإلى ماشاء الله تبقى تلك الدماء والأرواح الطاهرة معلقة في أعناق الخونة
والعملاء من العرب، الذين بأبشع المجازر- المذابح التي يرتكبها الكيان الصهيوني في
حق الأبرياء من أبناء فلسطين، أطفالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً،- يقبضون حفنات من
الدولارات جراء خيانتهم وعمالتهم، هناك حقيقة مرة تبكي الصخور هي أن ما تمر به
فلسطين منذ ستة عقود وإلى يومنا هذا خيانة عربية جبانة هي اليوم في أوج قوتها
وأصبحت علناً على مرأى ومسمع من العالم بأسره.
يكفي هذه الأمة مفاوضات كاذبة،
وسراب الإتفاقيات والحوار، يكفي هذه الأمة جرماً عربياً في مقدساتها وأبناءها، يكفي
هذه الأمة عناقاً عربياً صهيونياً ضحيته قدس يُهّود، ومستوطنات توسع ، وجرح يوغل في
عمق فلسطين..
فهل هناك جرم أكبر من هذا ياعرب؟.