علي
تفوق اليمن على العالم واحترامنا للآخرين من سكان الأرض وذلك من خلال انطفاءات
الكهرباء في بلانا طوال العام.
كنت أعتقد أن الانطفاءات المتكررة في بلادنا هي
بسبب فشل المسئولين في هذه الوزارة (لا سمح الله) أو بسبب نقص الديزل الذي يتم
تهريبه إلى خارج الوطن (لا قدر الله) أو بسبب تعاون وزارة الكهرباء مع المواطنين في
التخفيف من على كاهلهم ثقل الفواتير الشهرية التي تصل إليهم نهاية كل شهر سواء
بوجود الكهرباء أم بغيره.
اليوم أثبت اليمن للعالم أنه أكثر الدول
احتراماً للبيئة ، فاليوم السبت يحتفل العالم بما يعرف ب (ساعة الأرض) أو (يوم
الأرض) الذي اصطلح على أن يكون من آخر كل سبت في شهر مارس من كل عام، والذي يُنتظر
فيه أن يتم إطفاء الأنوار عن أهم المعالم في المدن الرئيسية في قرابة 92 مدينة حول
العالم للمشاركة في "ساعة الأرض" التي تهدف لتفاعل مشاركة سكان الأرض حول العالم في
تقليص حجم انبعاثات الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري، وكوقفة ثابتة نحو سُبل
عيش أفضل على كوكب الأرض.
اليوم فقط اكتشفت بأنه ليس هناك أي سبب آخر لإنقطاعات
الكهرباء اليومية في بلادنا سوى عن الاحتفال بيوم الأرض الذي يحتفل به العالم يوماً
واحداً بل ساعة واحدة فقط ، ونحن نحتفل بهذه المناسبة طوال العام.
كلامي هذا
ليس (جلداً للذات) كما عبر عنه الأستاذ/ عبده بورجي في إحدى مقالاته، بل الوضع
السيئ والمتدهور الذي تعيشه بلادنا هو من يحاكي نفسه ويعبر عن حالته.
كم كان
جميلاً أن يحتفل المواطن اليمني مع باقي سكان الأرض بهذه المناسبة ، وأن تصبح
بلادنا كباقي دول العالم التي تحتفل بإطفاء الكهرباء ساعة واحدة فقط على أن ينعم
المواطن بالنور باقي أيام السنة.
لقد بات الظلام شعار كل يمني ومناسبة يومية
وأسبوعية وشهرية يحتفل بها بدءاً بالاحتفال بأيام الأسبوع ومروراً بعيد الأم وعيد
المعلم وعيد العمال وووووووإلخ. . .
وانتهاءً بالاحتفال بالسنة الهجرية والميلادية
الجديدة.
وكم كان رائعاً أن تكون اليمن ضمن الدول التي أعلنت المشاركة والتي
يتوقع مشاركتها ضمن دول الخليج العربي والشرق الأوسط وأستراليا إلى جانب الولايات
المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا وإفريقيا، حيث ستعيش أهم المعالم حول العالم مثل
دار الأوبرا في سيدني، وبرج تايبيه وبرج خليفة في الإمارات، والأهرامات في القاهرة،
وبرج إيفل في باريس، وعين لندن وميدان بيكاديللي في لندن ومبنى إمباير ستيت في
نيويورك، ولاس فيغاس. .
في الظلام اليوم السبت لمدة ساعة من أجل كوكب الأرض،
إضافة إلى مشاركة مبانٍ شهيرة مثل رويال آلبرت هول، ومركز مانشستر يونايتد، كما
أعلنت شركات وجهات عالمية مثل كوكاكولا وإيكيا المشاركة في ذلك.
ف"ساعة الأرض"
التي انطلقت قبل عامين بمبادرة أسترالية تبنت تفعيل يوم الأرض الذي تشير معلومات
إلى أن التقليد أسسه ناشط السلام جون مكونيل في عام 1969 إلا أن أستراليا اشتهرت
بلفتها نظر الأفراد وكذا إلى المنظمات والمؤسسات والجهات الحكومية إلى مقدار
السهولة التي يسعهم أن يسهموا بها في تخفيف الضغط على موارد كوكب الأرض وفي تقليل
التأثير الذي تحدثه الثورة الصناعية على المناخ.
وتعتبر المناسبة حالياً حدثاً
دولياً ينظمه الصندوق العالمي للحياة الفطرية، ضمن يوم الأرض الذي يوافق سنوياً آخر
يوم سبت من شهر (مارس).
حيث يوصي الصندوق العالمي المنازل والمرافق الرسمية
والخاصة بإطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية غير الضرورية للتقليل من استهلاك
الطاقة، وبالتالي من الانبعاثات الصادرة عن توليدها جراء الإفراط في استهلاكها،
وذلك بهدف زيادة الوعي بخطورة تغير المناخ والضرر الواقع عليه بسبب تضخم بصمة
الكربون الناتجة عن إسراف البشر في الاستهلاك المفرط للطاقة على اختلاف
أنواعها.
فهنيئاً للعالم الاحتفال بهذه المناسبة اليوم حفاظاً على المناخ ،
وهنيئا لوطننا الحبيب اليمن الاحتفال بهذه المناسبة أيضاً طوال العام ، وهنيئاً
لسكان الوطن تجنبهم مخاطر الانبعاثات الغازية وتغير المناخ والعيش تحت الظلام طوال
العام. .
وعلى العالم أن يقتدي باليمن. .
وليكن (يوم الأرض) شعار كل يمني في
البر والبحر والجو.