;

المبادرة اليمنية .. لماذا؟ 1301

2010-03-28 05:06:55

د.ابو بكر
القربي


رغم ما يبديه بعض المحللين
السياسيين والمفكرين من خوف على مستقبل العمل العربي المشترك في ظل المبادرات
العربية العديدة لإصلاحه، إلا أن القارئ المتمعن في تاريخ أمتنا العربية يدرك
تماماً قدرتها على الخروج من أزماتها العديدة -على مدى عمر الجامعة العربية- أكثر
توحداً وتماسكاً وقدرة على التحدي ومواجهة الأخطار التي تحيط بها.
وليس المجال
هنا لسرد الأحداث التي تثبت
ذلك
وتكفى الإشارة إلى أن إقرار مبدأ دورية اجتماعات القمة العربية بعد فترة من
الانقسام بعد غزو العراق الكويت، كما أن المبادرات العديدة التي قدمتها عدد من
الدول العربية لإصلاح الوضع العربي وتشكيل نظام عربي جديد إنما يعكس قناعات
القيادات العربية بضرورة إعادة صياغة العلاقات العربية - العربية في إطار يمكنها من
تجاوز الماضي وقصوره و الاستفادة من دروسه وآثاره السلبية والإيجابية.إن المبادرة
اليمنية لإصلاح الوضع العربي انطلقت من قناعة واعية لمعالجة الاختلالات القائمة في
العمل العربي المشترك خاصة وأن الظروف قد أصبحت مهيأة لمعالجة الاختلالات القائمة
في العمل العربي المشترك في ضوء ما تواجهه الأمة من تحديات في الوقت الراهن.كما أن
قمتي بيروت وشرم الشيخ قد دعتا الدول العربية لتقديم رؤاها حول إصلاح الوضع العربي،
إضافة إلى أن عدداً من الدول العربية قد بادرت بتقديم عدد من المشاريع لتحقيق هذا
الهدف ..
وتأتي المبادرة اليمنية لا لتتقاطع مع المبادرات الأخرى – كما طرح بعض
الكتاب- وإنما جاءت لتطور وتكمل الجهد الذي قدم في المشاريع العربية الأخرى، فاليمن
معروفة بمواقفها القومية لا يمكن أن تعيق أو تقف في طريق تحقيق وحدة الصف العربي
ويعزز من دور الجامعة العربية أو أي نظام عربي جديد تختاره القيادات
العربية..
من هذا المنطلق حرصت اليمن في مشروعها لتفعيل العمل العربي المشترك
وإنشاء اتحاد للدول العربية – أن تستفيد من كل الأوراق العربية المقدمة، وأن تضيف
إليها ما اعتقدته إسهاما يثريها ويطور آلياتها كما سعت إلى الاستفادة من تجارب
الاتحادات الإقليمية الناجحة سواء الاتحاد الأوروبي أم الآسيوي أم الاتحاد
الإفريقي.إن المشروع اليمني الداعي إلى قيام اتحاد دول عربية لا يهدف إلى إلغاء دور
الجامعة العربية، وإنما جاء ليعزز دورها وينتقل بها إلى مؤسسة أكثر تطوراً وفاعلية
يتجسد في اتحاد للدول العربية، كما حدث من قبل مع منظمة الوحدة الإفريقية التي
أصبحت الاتحاد الإفريقي ..
والسوق الأوروبية المشتركة التي تحولت فيما بعد إلى
الاتحاد الأوروبي، كما أن هذه المبادرة التي قد يصفها البعض بالطموح والقفز فوق
الواقع، إنما من وجهة النظر اليمنية الاختبار الحقيقي لمقدرة الدول العربية على
الاتفاق على المعالجات الجذرية للاختلالات التي قادت في الماضي إلى العديد من
الأزمات واحدة تلو الأخرى.
كما أن المبادرة تؤسس لاتحاد لا ينحصر في الدول وإنما
يسمح للمشاركة الشعبية من خلال البرلمان العربي والتأكيد على الحريات والمشاركة
الشعبية في الحكم دون المساس بسيادة دول الاتحاد وحرية كل منها في اختيار نظام
حكمها.إن اليمن وهي تعرض مبادرتها على قادة الحكومات العربية بمختلف اتجاهاتهم
السياسية والفكرية والاجتماعية، تدرك أن من حق أبناء الأمة العربية أن يطلعوا عليها
وأن يسهموا في إثرائها بالنقاش الجاد والمسؤول، لأنها لم تعد بعد اليوم ملكاً لليمن
ولكنها ملك لكل أبناء الأمة العربية ..
وما يهمنا اليوم في وطننا العربي أن نثبت
للعالم أن أبناء أمتنا العربية لقادرون على الخروج من أزماتهم أكثر إصرارا وأقوى
عزيمة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل عربي ينطلق من مبادئ الديمقراطية والحرية،
والمشاركة الشعبية والتنمية الشاملة، ويؤسس على قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي
يرفض التطرف والغلو ويرفض الإرهاب بكافة أشكاله وصوره أياً كان مصدره.
مؤكداً
هنا أن القيادة اليمنية ستتحمل دورها في عملية الإصلاح بكل أمانة وحرص على وحدة
الصف العربي وستعمل مع جميع أشقائها من الدول العربية على تحقيق إصلاح الوضع العربي
بشفافية وقناعة.إن هدفنا واحد وأننا جميعاً نسعى لإيجاد كيان عربي إقليمي يحمي
مستقبل الأمة ومصالحها، ويزيل عنها مكامن الضعف والوهن، ويعزز اقتدارها على مجابهة
كافة التحديات وفي مقدمتها تحديات العولمة والأمن والإرهاب!المصدر : صحيفة
"السياسية"

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد