منصور مقراط
العربية ال22 التي اختتمت بالأمس أعمالها في مدينة " سرت" وأنا أتابع وقائع أعمال القمة
العربية ال22 التي اختتمت بالأمس أعمالها في مدينة " سرت" بالجماهيرية العربية
الليبية الاشتراكية العظمى انتابني شعور بالفرحة والفخر والاعتزاز كغيري من
أبناء الشعوب العربية واليمنيين على وجه الخصوص في تلك اللحظة التاريخية النادرة
التي أجمع فيها الزعماء العرب على المبادرة اليمنية التي تضمنت إنشاء اتحاد للدول
العربية بديلاً عن مؤسسة جامعة الدول العربية والتي جآت في مرحلة اشد قتامة تعيشها
الأمة العربية لتضاء مصابيح الأمل والتفاؤل بخروج الشعوب العربية من حالة التشظي
والشتات والضعف والهيمنة والوصاية التي وصلت إليها. .
* الحاصل أن هذا الفخر
والاعتزاز والارتياح زاد في النفس أن هذا المشروع العملاق جاء من اليمن ممثلة
بقيادتها التاريخية الحكيمة وعلى رأسها الزعيم العربي الأصيل فخامة الرئيس علي
عبدالله صالح الذي يدخل اليوم ومن بوابة هذه القمة التاريخ من أوسع أبوابه من جديد
بعد أن سجل له بحروف نور وذهب في انصع الصفحات عندما استعاد تحقيق الوحدة اليمنية
في 22 مايو 90م. .
وبذلك نقول ما أشبه الليلة بالبارحة والتاريخ بالفعل يعيد نفسه
في لحظات فريدة ونادرة وخالدة. .
وشخصياً وأنا أسمع وأرى الإجماع العربي على
المبادرة المقدمة من اليمن بإنشاء اتحاد الدول العربية فقد عادت بي إلى الأذهان
لأيام الخطوات الوحدوية المتسارعة في العام 89م وأهمها توقيع الاتفاق الوحدوي
الحاسم في ال30 من نوفمبر 89م بين الرئيس صالح والبيض في مدينة عدن حيث أعلنت بعد
ذلك بستة أشهر الوحدة المباركة 22 مايو 90م المجيد. .
* إن هذا الإنجاز الكبير
للأمة العربية الذي يحسب لليمن قد رفع من رصيد الرئيس علي عبدالله صالح الوطني
والقومي إلى المجد والخلود وكان الزعيم الليبي معمر القذافي صريحاً وصادقاً وهو
يثني علي الرئيس صالح ويؤكد استحقاقه وجدارته لوسام الصمود والشجاعة.
والراجح أن
تجربة الرئيس الطويلة في دخول الأحداث التاريخية مكنته من النقاط الملحة وتقديم
المفاجئات بمشاريع وقرارات جريئة وجسورة تخدم الشعب اليمني والشعوب العربية
عامة. .
إنه من حقنا كيمنيين أن نتفاخر بذلك المشهد الرائع الذي برز في قمة "
سرت" ودفع باليمن إلى الواجهة. . وعلينا أن نقف هنا من الحفاظ على الوحدة اليمنية وأن
نجلس على طاولة الحوار الجاد والمسؤول للخروج من الأزمات والمشكلات التي تفجر
الصراعات المدمرة وتهدد وحدتنا وسلمنا الأهلي والاجتماعي. .
والله المستعان.