;

عاقبة الفرار من الحوار 1244

2010-03-29 04:51:25

عبدالفتاح
العودي


أمام المشهد السياسي الحالي الذي
ينوء به الوطن ليس هناك من صواب سوى عودة الكل من كافة الأطياف السياسية ومنظمات
المجتمع المدني والشركاء الأساسيين في تحقيق الوحدة المباركة إلى طاولة الحوار إذا
أرادوا إثبات حسن النية بدعاوى إخلاصهم وحبهم للوطن وحرصهم عليه من أن يقع ضحية
الهزات والخفات السياسية والاقتصادية والإدارية.

والقارئ للتاريخ السياسي المعاصر لبلادنا لا يعدم رؤية أن معظم
النكبات والويلات التي حدثث وأحدثت شروخا وجروحا عميقة في جسد الوطن اليمني كافة
كانت تلك النكبات والأحداث الكارثية خلاصة انسداد أبواب الحوار أو بمعنى أدق انسداد
أبواب العقول الفعالة ووقوعها أمام ضحالة المناطقية والقبلية والشللية والجهوية
والنزعة التدميرية التي خلاصة غايتها ( أنا ومن بعدي الطوفان).
أحداث 1978م التي
أكلت فيها الثورة بعض رجالها من الصف الأول كانت عاقبة انسداد أبواب الحوار للجوء
الى النزعة التدميرية ومن المفارقات العجيبة أن تجد بعد بضع سنين ذلك الطابور من
رجال السياسة والقيادة في تلك الفترة هم أنفسهم ينشقون عن بعضهم ويتركون مرة أخرى
إلى النزعة التدميرية كما حدث في أحداث 13 يناير 1986م ومن المفارقات العجيبة أن
ترى الإخوة الأعداء بعد بضع سنين يصبحون يجلسون على طاولة عض اصابع الندم والرواغ
السياسي التحالفي تجاه طرف آخر.
وكذلك الشأن انفجار الوضع صيف عام 1994م كان
بسبب توقف الرؤية العقلانية والتروي عن سبل الحوار والوقوف أمام وثيقة العهد
والاتفاق التي استضافتها الأردن ورؤى العقلاء والعلماء في مؤتمر الجند الكارثة أن
بعض رجال السياسية في بلادنا لديهم غطرسة ونرجسية سياسية ولا مرونة في الرؤى
والأطروحات ولديهم قوة تمترس أمام ما يرونه ويعتقدونه ويعزمون عليه حتى أن جلوسهم
على طاولة الحوار ليس الهدف منه الاستماع الى صدى الآخر بل ارتكان الآخر إلى رأيه
والكارثة أن الكل من سياستنا يدور في هذا الفلك العجيب من المتمرس حول رؤى الذات
وعدمية التوافق مع رؤى الآخر وهذه الصفة دونية نرجسية ذاتية تصطدم كثيرا حينما نرى
تصريحات هذا الطرف أو ذاك من هو يديرون فلك القلق والاضطرابات في بلادنا إلى حد
وصول البعض إلى رؤية عبثية ضلالية اعتباطية مثل فك الارتباط التي تعد هي الأخرى آخر
صرعة من حالة انسداد العقل أو جموديته وتخلخل وظيفته الفعالة إلى الركون إلى العودة
إلى الشتات.
وكل الأحداث التي حصلت في بلادنا والمرشحة للحدوث لو نظرنا بوعي
وإدراك وتحليل إلى مجريات تلك السياسات لرأينا أن كل ذلك عائد إلى التمترس حول
الرأي الانفرادي وعدم القبول الرأي الآخر وتلك هي الكارثة التي جعلت هذا الوطن رهن
سياسات وسياسيين لا يجيدون إلا إنتاج الأزمات وإدارتها وتهاوي حصاد ويلاتها على هذا
الوطن المرقع بالجروح بفضل رؤى سياستنا وطبيعة البعض العبثية بمصير الآخر من أبناء
الوطن.
إن الارتكان إلى رؤية الذات وعدمية المرونة والتقبل الرأي الآخر هي علة
حال تأجيل مؤتمر الحوار الوطني من شهر إلى آخر إلى أجل غير مسمى إلى وساطات عربية
وربما عالمية من أجل رأب الصدع الذي بات مهددا للوطن والذي يسعى لتوسيعه ثمة ساسة
لا يجيدون إلا لغة الشتات ونرجسية الذات والتمترس وراء رؤى خاصة ذات معدن سلطوي
وامتياز سياسي ولكن بصبغة وطنية ودعاوى وطنية كل ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من
الازورار عن الحوار.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد