أمين الداهية
القمم العربية المتداولة، الفشل الذريع الذي تخرج به هذه القمم، تعودنا منذ أن تعرفنا على
مشاريع القمم العربية المتداولة، الفشل الذريع الذي تخرج به هذه القمم، ففي أجلك
الظروف وأصعبها على الأمة العربية والإسلامية، لا تقدم قممنا العربية لقضايا الأمة
سوى كلام مكتوب على الورق يعده فلاطحة السياسة، ليلقي ممثلو الدول العربية كلماتهم
وخطاباتهم، وكأنهم جاءوا لحضور احتفال تدشين عربي، غير مرتبط إطلاقاً بقضايا
الأمة العربية فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية حفظه الله رفع رأس اليمن عالياً وكأنه
الوحيد الذي جاء متحمساً ومتفائلاً بنتائج عربية قومية تخدم هذه الأمة المسكينة،
فالمبادرة التي تقدم بها فخامته هي الحل الأنسب والقوة العظمى التي لا يمكن للأمة
العربية أن تواجه الغطرسة الصهيونية إلا بها ، فمشروع الاتحاد العربي هو بمثابة
الحلم الذي يعيشه الشارع العربي، ومنتظر مجيئه.
"قمة سرت" إذا لم تخرج باتحاد
عربي يكون القوة التي يمكن بها الدفاع عن الكرامة العربية ومقدسات المسلمين
وقضاياهم فلا بارك الله في قمم عربية لا تحقق سوى المزيد من الخزي والخذلان لمن ما
زال يملك بصيص أمل عربي، الاستعلاء الصهيوني على العرب حكاماً وشعوباً والممارسات
الجبانة في حق المسلمين ومقدساتهم لابد لها من مجابهة عربية ثورية واحدة موحدة تذود
عن مقدسات الأمة، وتكون درعاً حصيناً يصد ويدمر صلف الصهاينة وجبروتهم الظالم، لا
بد أن يستشعر حكامنا العرب أننا كشعوب نتجرع العلقم ونحن نرى مقدساتنا تدنس وقدسنا
يُهود ومسجدنا الأقصى يحطم ويُهد، نتجرع مرارة الظلم ونحن نرى أمهاتنا وأخواتنا في
فلسطين الحبيبة يصرخن من بطش الصهاينة وإهاناتهم وترويعهم، نشعر بثقل الأغلال على
أقدامنا ونحن نرى رصاصات الصهاينة تغتال الأطفال والنساء وخيرة الأبطال المقاومين
في ظل موت عربي مخجل وضمير مفقود الوحدة العربية لا يمكن للشعوب أن تصنعها إذا كان
الحكام لا يريدونها.