;

المتسللون.. هروب من الجوع إلى الموت 1078

2010-03-30 07:32:57

علي محمد
الحزمي


ليس من العيب أن تطمح إلى الأفضل،
وليس محرم أن تحلم بالغد الجميل، وليس من العار أن تسيح في الأرض بحثاً وراء
الرزق..
((ألم تكن أرضي واسعة)) صدق الله العظيم .
ولكن ما يبعث في النفس
الحسرة والألم ويدمي القلوب تلك المآسي التي يتعرض لها ويذهب ضحيتها الكثير ممن
يلقون حتفهم على أيدي قوات المجاهدين وحرس الحدود السعوديين على
الشريط الحدودي بين بلادنا، والسعودية، وغالباً ما
نسمع عن سجن وترحيل أو حتى (تبصيم) كل من اجتاز هذه الحدود بحثاً عن لقمة عيش كريمة
كفلها له الرب قبل العبد، فيعود متخماً بالهموم والديون، وهذا بالطبع إن عاد حياً،
فمنذ حادثة حرق بعض المتسللين اليمنيين من قبل قوات الحدود السعودية قبل أعوام،
هاهي الأحداث تعود مجدداً لتطفو على السطح بعد أن إنتهت فتنة المتمرد الحوثي
واتباعه، تجد الكثير من الشباب الكبار وبالذات من عادوا من هناك أثناء حرب الخليج
الثانية، تراودهم أحلامهم بالعودة ليل نهار ولا يملكون قيمة "الفيزا" التي يتجاوز
سعرها حد المعقول حيث تصل أحياناً إلى ستة عشر ألف ريال سعودي، أي ما يعادل أكثر من
ثمانمائة ألف ريال يمني إن لم تكن مزورة أو مضروبة.
فتبدأ رحلة العذاب من التنقل
في الظلام إلى التناوب في وسيلة النقل بين سيارة جيمس وعربة نقل وسيارة أجرة إلى
المشي بالأقدام صعوداً ونزولاً, وكل هذا بالطبع في الظلام.
ولعل أبرز المخاوف
التي تنتاب المتسللين - وليس المهربين - بعيداً عن الخوف من الحيوانات القاتلة
سوءاً كانت راكضة أو زاحفة أبرز المخاوف هي يبقى قوات المجاهدين وحرس الحدود
السعوديين أن تم ضبطهم.
كثير من الشباب تجده يتحمس كثيراً إذ يعتبرها مغامرة
يطيب له أن يحكي لنا تفاصيلها حال عودته وكأنه فتح أرض المقدس أو حرر الأراضي
المحتلة، وحين تسألة ماذا جنيت؟ فبالطبع لا شيئ سوى بعض الديون الذي اقترضها قبل
سفره وقد عاد خالي الوفاض، ومن حالفة الحظ في العمل هناك تجده إما تم ترحيله قبل أن
يقبض راتبه أو أنه عاد ببعض الدراهم التي لا تسد نصف ديونه التي اقترضها وتجده أشعث
الشعر، رث الثياب وكأنه قادم من زمن سحيق، حيث عمل في الرعي أو في حراسة مزرعة أو
في أعمال البناء والإنشاءات وغامر بحياته من أجل ماذا؟ أليست بضعة ألوف سيصرفها
خلال شهر أو شهرين؟ ثم هل راتب المجهول يكفي لحاجته؟ وهل يرضيك أن تعيش محتقراً
وخائفاً ولا تستطيع الخروج ولا ترى نور الشمس؟ أحدهم سافر ورجع خمس مرات بالترحيل
ولا زال يحاول ويخطط للعودة مجدداً، وآخر عمل في بدروم ويقسم بالله أنه لم يرَ
الشارع لمدة أربعة أشهر كاملة، وآخر عمل لمدة سنتين وعند مطالبته رب العمل براتبه
قام رب العمل بتبليغ الشرطة التي أتت وأخذته وقامت بترحيله دون الإستماع إلى شكواه
والسبب في ذلك أنه مجهول! فهل تهرب من الجوع إلى الموت؟ وهل تقبل بالمهانة
والاحتقار ووطنك بحاجة إليك؟ هل تسعدك بضعة ألوف من الريالات وأنت بعيد عن أهلك
وأحبابك ولا قيمة لك ولا رأي ولا حياة ؟ يا شباب الوطن، لكل شيئ أصوله ، إذا أردت
الطموح وتطلعت إلى الأفضل فما عليك سوى المثابرة والاجتهاد، ولا بأس بالاغتراب
بأصوله وبطرقه الشرعية، ولا تجعل الأوهام تطغى على الأحلام، فتتصرف بروح المغامرة
وتنسى المثابرة، فلا تلقى احتراماً لذاتك ولا بقيمة نفسك إلا حينما ترحل, وهل ترحل
خوفاً من المجهول إلى المجهول؟ وتذكر بأن نصيبك في الحياة كتبه رب
العباد.
وأخيراً من الطرائف التي تقال أن أحد حرس الحدود السعوديين أوقف أحد
المتسلين، موجهاً إليه سلاحه وباغته بالقول: أنت يماني فأجابه على الفور لا "حليب
بالموز".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد