عبدالجليل الحمادي
لحين يتفق العرب فيما بينهم ويصلون إلى نتيجة ، فإما حسناء متعلمة منفتحة على الآخر
ومنظمة أمورها وكل خطوة تخطوها بقانون يتوافق مع سنها الحالي، والمصيبة أن أبو حسان
مصمم أيضاً على مجابهة التيار الجديد الذي يقيد الزواج بالسن.
أخيراً
إختار الطرفان الشارع ليكون مرجحاً
لرأي أحدهما وطبعاً كل فريق آثر السلامة وإختيار أحد أيام الأسبوع ليخرج مع من يؤيد
فكرته ورأيه.
وكأننا قد عملنا على حل كافة مشاكلنا ولم يبقَ إلا زواج حسناً
بحسناء ليكون قضية الشارع, فقد أنهينا مشكلة البطالة والمشكلة الاقتصادية والفساد
وووو إلخ.
وكأننا أيضاً في بلاد نصف شعبها من جزر واق الواق والنصف الآخر من جزر
شكوكو قادمون باختلاف كبير في العقيدة والدين والعادات والتقاليد والثقافات .
لا
يجمعنا ثمة رابط مشترك أو دين يأمرنا بسؤال أهل الذكر وأصحاب الدراية بالأحكام من
علمائنا الأجلاء..
أم أن الموضة تتطلب التقليد الأعمى الذي تنبأ به رسولنا
الأعظم عليه الصلاة والسلام وذكر فيه أننا وفي طريق إتباع سنن غيرنا قد نلحق بهم
ونسير خلفهم إلى جحر ضب خرب أو كما قال بالله عليكم أما كان أحرى بنا أن نبحث عن
سبل تسهيل الزواج ووضع حدٍ لغلاء المهور والمتاجرة بالنساء طلباً لكسب مادي، ثم أن
أولئك الذين يختارون دائماً النفخ في قربة مخرومة ويطلبون المستحيل دائماً مطالبون
بالإجابة على سؤال واحد هو هل انتهت برامج عملكم عند هذا الحد؟ يعني ألا تجدون ما
يشغلكم من أمور أهم من العزف على أوتار غربية أم تريدون أن نفصل لكم قوانين يومية
توائم أعمار وثقافات واتجاهات المقربين ونرمي غير ذلك وراء طهورنا ثم لماذا لا
تناقشون قوانين أصابت البلاد بمقتل كقانون المؤجر والمستأجر فلم نر أحداً خرج إلى
الشارع مندداً بهذا القانون الذي فصل على مقاس المُلاك للعقارات ولم يراع أدنى حقوق
الغالبية العظمى من الشعب الذين يسكنون ويقتاتون بالإيجار؟ يقال شر البلية ما يضحك
...
نعم أضحكنا أولئك الذين يتشددون في أمور مفروغ منها ويجندون إمكاناتهم
الهائلة لأمور لا يجب أن يناقشها عاقل لكنهم ربما أرادوا أن يستغلوا ما بقي من أيام
سطع فيها نجمهم ليحشرون أنوفهم بأمور أدعى للسخرية.
بالله عليكم إتركوا الناس
على ما هم عليه وما تركهم عليه رسولهم عليه الصلاة والسلام ولو كان رأي خيراً فيما
تقولون لشرعه تشريعاً أفضل مما تطلبونه الآن.
ثم إلتفتوا إلى أمور أخرى أخطر قد
تساهمون في حلها تكفيراً عن سيئاتكم...
واختاروا لهذه الأمة ما يرفق بها لا ما
يشق عليها حتى لا تدخلوا ضمن من دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشق
وأدخلوا ضمن من دعا لهم بالرفق حينما يقول (( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق
عليهم فأشقق عليه ومن رفق بهم فارق به..)) وكاذب ٌ من ظن أنه سيكون أرأف بنا ممن
أرسله الله رحمة للعالمين.