منصور الجدري
يلجأ المظلوم والمتضرر إلى القانون لأنصافه فيتوجه إلى الجهات المعنية والمختصة فيه
وكل حسب نوع قضيته فكل جهة لها اختصاصاتها التي تختلف عن اختصاصات الجهة الأخرى ،
والتي لا يحق لأي منها التدخل في اختصاصات الأخرى لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى وبالتالي
عندما، يتم الإنصاف وتحقيق العدل للمظلومين ستتولد مأساة وكارثة نتيجة غياب سلطة
القانون الذي من المفترض أن الجميع سواسية أمامه .
size=4 face=Arial>وبسبب الفوضى وتجاوز الاختصاصات يشكو كثير من المظلومين عدم
إنصافهم فتخيب آمالهم ويزداد الظلم عليهم فوق ما وقع عليهم من ظلم بسبب سوء استخدام
بعض رجال القانون لمناصبهم ومسؤولياتهم ، ويظن المظلومون أن القانون السبب بعدم
إنصافهم ورد حقوقهم لأنه للأسف الشديد يتجاوز ذلك بكثير فيؤكد ظلم الظالم ويزيده
عتواً وتجبراً لأن الجهة المعنية بضبطه ومحاسبته ومعاقبته صارت أداة يستخدمها
لحمايته ومباركة ظلمه للآخرين وكل هذا لأنه يمتلك المال الذي قد يغري الكثير من
رجال القانون فيجعلهم في صفة ضد المظلوم الذي لا يمتلك إلا الحق والذي ظن بأن
القانون سيصفه لأنه عليه وقد يصبح القانون أداة في أيدي الظالم عند ما تكون له
قرابة أو معرفة مع أحد رجال القانون فتجعله تلك الصلة والقرابة محضاً مهما كان
بعيداً عن الحق، نعم هناك رجال مخلصون من رجال القانون ومن المنتسبين إليه ويؤدون
دورهم وواجبهم بكل أخلاص وأمانة ويمثلون القانون خير تمثيل وأمثال هؤلاء هم من يفرض
احترام القانون وهيبته بإخلاصهم ومواقفهم المشرفة في مناصرة الحق وتحقيق العدالة
أينما وجدت دون تمييز أو محاباة لكننا لا ننكر أيضاً ولا نستطيع أن نتجاهل أن هناك
من رجال القانون من يسيئون إلى القانون ويستغلون مناصبهم أسوأ استغلال ويجعلونه
وسيلتهم للابتزاز والترزق واكتساب الأموال الغير مشروعه وهذا بسبب ضعفهم أمام المال
وغياب الرقابة عليهم والمحاسبة والمعاقبة لهم عند اكتشاف ومعرفة وتأكد استغلالهم
لمناصبهم، للأسف إن آلاف المظلومين الذين لجئوا للقانون لم ينصفهم أحدً ولم يرد
الظلم عنهم وساعد على ظلمهم بسبب وقوف بعض الضعفاء في صف الظالم والمعتدي لأنه
أغراهم بما له ليجعلهم في صفه ضد المظلوم، إن بعض رجال القانون الذين أساءوا
استغلال مناصبهم يتناسون بأن المولى عز وجل حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين
الناس، فكيف عندما يكون الظلم ممن يفترض بهم دفع الظلم ومحاربته ومعاقبته والقضاء
عليه، لهذا نحن نكتب عن الظالم الذي لو وجد قانون يردعه ويعاقبه ما تجرأ على معاودة
ظلمه، إننا نكتب عن الوسيلة التي كان من واجبها ردع الظالم فجعلها الظالم وسيلة له
يزداد بها قوة وظلماً وعتواً، فماذا أصبح القانون وسيلة للابتزاز وليس وسيلة لتحقيق
العدل والإنصاف ؟ كيف حدث ليصبح تحقيق العدل حلماً من المستحيل تحقيق عند أصحاب
المظالم والمغلوبين على أمرهم؟ لماذا أصبحت ضعيفاً وعاجزاً عن تحقيق الأمان
والإنصاف ورد الظلم عن المظلومين اللاجئين إليك؟ لماذا أصبحت أداة ترهب المظلومين
ولا تردع الظالمين ؟ لماذا أيها القانون امتلأت سجونك بالمظلومين وأطلقت وحررت
المقتدرين من كل صاحب حق لجأ إليك وأني لأراك تستحق الشفقة لأنك أصبحت ضحية وصرت
مظلوماً كآلاف المظلومين الذين لجئوا إليك فوجدوك ضعيفاً عاجزاً عن دفع الظلم عن
نفسك فكيف ستدفعه عنهم ؟ لأن من يمتلك وينتمي إليك معظمهم صار المال غايته وهدفه
ولم يعد للحق والعدل أي اعتبار بالنسبة له فإلى متى؟! ومتى ستتخلص من كل أولئك
الضعفاء المستغلين والمبتزين الموجودين في صفوفك والمنتمين إليك؟ متى ستردعهم وترد
الظلم عن نفسك لتستطيع رد الظلم عن كل المظلومين الذي لجئوا إليك؟ إننا أيها
القانون لن نطالبك بإنصاف المظلومين لأنك في أشد الحاجة اليوم إلى إنصاف نفسك قبلهم
وبعد ذلك من المؤكد أنك ستقوم بإنصاف المظلومين حتى قبل أن نطالبك نحن بإنصافهم
لأنك ساعتها ستعلم بأن لهذا وجدت على هذه الأرض وفي هذا المجتمع المشتاق لقوة
القانون وعدالته بعد أن غابت عنهم وعجزت عن مناصرتهم ودفع الظلم عنهم.
نعم أيها
القانون لتعد إلينا عادلاً وإلا فلتظل غائباً حتى ينصفنا وينصفك قانون السماء ،
قانون الحق والعدالة والإنصاف والقوة والقدرة الذي ليس بينه وبين المظلومين
ودعواتهم أي حجاب وهو على كل شيء قدير.