زياد أبو
شاويش
شاويش
لم تكتف إسرائيل بالرد على بيان
الرباعية على لسان وزير خارجيتها ليبرمان ورفض فيه دعوتها لوقف الاستيطان والقول
بأن هذه الدعوة تشجع الفلسطينيين على التمسك بموقفهم، بل أكملت رسالتها السياسية
على لسان رئيس وزرائها هذه المرة بعبارة لا تحمل أي إمكانية للتأويل، قال فيها: "إن
البناء في القدس هو نفسه في تل أبيب"، والمعنى واضح جداً وهو أن القدس ليست أرضا
محتلة ولا حتى متنازع عليها وعلى الطرف الآخر والوسطاء أن يفهموا ذلك ويتصرفون
بموجبه.
الرسالة السياسية كان لا
بد أن تصل إلى المعنيين ليس ككل الرسائل بل بلون الدم لتصبح أكثر وضوحاً وأشد
تأثيراً، فقامت الطائرات الإسرائيلية ابتداءً بقصف المدنيين الفلسطينيين الذين
تواجدوا بالصدفة فيما تبقى من مطار رفح المدمر جنوب قطاع غزة بصواريخها التي جرحت
خمسة عشر مدنياً بينهم أربعة في حال الخطر؛ ثم أكملت إسرائيل رسالتها الدموية بقتل
أربعة مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية، اثنان منهم أعدمهما جنود الاحتلال
الإسرائيلي بدم بارد أثناء قيامهما بأعمال زراعية في أرضهم.
التصعيد الإسرائيلي
جاء متوافقاً بالكامل مع رؤية الحكومة المتطرفة بتل أبيب حول حدود قدرة الرباعية
على فرض أي حلول أو توجهات على إسرائيل، وهو تصعيد يظهر مدى الاستخفاف الذي تتعامل
به إسرائيل مع الطرف الفلسطيني والمجتمع الدولي، وفي ظل تغطية أمريكية واضحة
لجرائمها والتراجع المهين لإدارة أوباما عن مواقفها وتعهداتها تجاه العملية
السلمية.
هناك من يرى في التصعيد الإسرائيلي محاولة للهروب من استحقاقات العملية
السلمية، وهذا غير دقيق بقياس تجارب سابقة وممارسات إسرائيلية نمطية معروفة، ففي
الوقت الذي يعتقد البعض أن هناك رأياً دولياً ضاغطاً على إسرائيل في هذه الفترة وأن
الدولة العبرية باتت في زاوية ضيقة، وهذا صحيح، يستنتجون أن وضعاً كهذا يدفعها
باتجاه التصعيد والخروج على قواعد اللعبة التي رسمتها وتتابع خيوطها بالتفصيل حليفة
إسرائيل الأقوى، الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا استنتاج خاطئ لأن أقصى ما يمكن
لهذه الضغوط أن تفعله صدور قرار أو بيان من الرباعية أو الأمم المتحدة بإدانتها
والمطالبة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وهذه ترفضها إسرائيل وسبق أن رفضتها
عشرات المرات ولم يعاقبها أحد، وعاد الصمت يلف القضية برمتها.
إن التصعيد
الإسرائيلي هو جزء من العملية السياسية الجارية، الهدف منه الضغط على الطرف
الفلسطيني أساساً ووضع الوسطاء كالعادة أمام أزمة تقوم بحلها عبر وقف العدوان بشكل
مؤقت والقول بأنها تسعى للسلام، وتضيع كل الضغوط في لجة البحث عن وقف التصعيد،
ويبدأ البحث من جديد عن صيغة لعودة المفاوضات، وهكذا دواليك.
الإسرائيليون لا
يواجهون خطراً يتهدد وجودهم ولا تهديداً ينتهي بحصارهم أو معاقبتهم وليس في الأفق
إمكانية لهكذا وضع، إلا إذا توحد الفلسطينيون خلف برنامج للمقاومة وبخطوات تصعيد
مدروسة للرد على التصعيد الإسرائيلي ليصلوا إلى انتفاضة ثالثة ترغم إسرائيل
والمجتمع الدولي على التزام الجدية والرضوخ لمتطلبات عملية السلام بإعلان مرجعية
واضحة لها تقول بإنهاء الاحتلال للأرض التي اغتصبتها إسرائيل عام 1967 وإقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يعني بشكل تلقائي
التوقف عن بناء المستوطنات وفكفكة ما بني منها سابقاً.
إن رسائل إسرائيل
السياسية والعسكرية الدموية ستتكرر وتتصاعد إن لم يتم الرد عليها بذات الطريقة
وبنفس اللون، والأجدى أن يبادر الفلسطينيون بإرسال رسائل مناسبة ورادعة، وبغير ذلك
ستضيع الفرصة في تحقيق أية مكاسب من وراء المأزق الإسرائيلي الحالي كما جرى في
محطات سابقة.
سيكون أمام الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية وفصائله الوطنية مهمة
إقناع الدول العربية الشقيقة بضرورة تقديم المساندة اللازمة لهم وخاصة من الدول
الصديقة للولايات المتحدة الأمريكية، وهذه تتطلب الإسراع بترميم العلاقات الداخلية
وصولاً لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية في أقرب وقت لنزع الذرائع من الجميع حول
أهليتهم للحصول على دولة مستقلة وتقديم العون لهم، بحيث يكون ذلك جزءًا من الرد على
الرسائل الإسرائيلية بقسميها السياسي والعسكري.
العرب أونلاين
الرباعية على لسان وزير خارجيتها ليبرمان ورفض فيه دعوتها لوقف الاستيطان والقول
بأن هذه الدعوة تشجع الفلسطينيين على التمسك بموقفهم، بل أكملت رسالتها السياسية
على لسان رئيس وزرائها هذه المرة بعبارة لا تحمل أي إمكانية للتأويل، قال فيها: "إن
البناء في القدس هو نفسه في تل أبيب"، والمعنى واضح جداً وهو أن القدس ليست أرضا
محتلة ولا حتى متنازع عليها وعلى الطرف الآخر والوسطاء أن يفهموا ذلك ويتصرفون
بموجبه.
الرسالة السياسية كان لا
بد أن تصل إلى المعنيين ليس ككل الرسائل بل بلون الدم لتصبح أكثر وضوحاً وأشد
تأثيراً، فقامت الطائرات الإسرائيلية ابتداءً بقصف المدنيين الفلسطينيين الذين
تواجدوا بالصدفة فيما تبقى من مطار رفح المدمر جنوب قطاع غزة بصواريخها التي جرحت
خمسة عشر مدنياً بينهم أربعة في حال الخطر؛ ثم أكملت إسرائيل رسالتها الدموية بقتل
أربعة مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية، اثنان منهم أعدمهما جنود الاحتلال
الإسرائيلي بدم بارد أثناء قيامهما بأعمال زراعية في أرضهم.
التصعيد الإسرائيلي
جاء متوافقاً بالكامل مع رؤية الحكومة المتطرفة بتل أبيب حول حدود قدرة الرباعية
على فرض أي حلول أو توجهات على إسرائيل، وهو تصعيد يظهر مدى الاستخفاف الذي تتعامل
به إسرائيل مع الطرف الفلسطيني والمجتمع الدولي، وفي ظل تغطية أمريكية واضحة
لجرائمها والتراجع المهين لإدارة أوباما عن مواقفها وتعهداتها تجاه العملية
السلمية.
هناك من يرى في التصعيد الإسرائيلي محاولة للهروب من استحقاقات العملية
السلمية، وهذا غير دقيق بقياس تجارب سابقة وممارسات إسرائيلية نمطية معروفة، ففي
الوقت الذي يعتقد البعض أن هناك رأياً دولياً ضاغطاً على إسرائيل في هذه الفترة وأن
الدولة العبرية باتت في زاوية ضيقة، وهذا صحيح، يستنتجون أن وضعاً كهذا يدفعها
باتجاه التصعيد والخروج على قواعد اللعبة التي رسمتها وتتابع خيوطها بالتفصيل حليفة
إسرائيل الأقوى، الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا استنتاج خاطئ لأن أقصى ما يمكن
لهذه الضغوط أن تفعله صدور قرار أو بيان من الرباعية أو الأمم المتحدة بإدانتها
والمطالبة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وهذه ترفضها إسرائيل وسبق أن رفضتها
عشرات المرات ولم يعاقبها أحد، وعاد الصمت يلف القضية برمتها.
إن التصعيد
الإسرائيلي هو جزء من العملية السياسية الجارية، الهدف منه الضغط على الطرف
الفلسطيني أساساً ووضع الوسطاء كالعادة أمام أزمة تقوم بحلها عبر وقف العدوان بشكل
مؤقت والقول بأنها تسعى للسلام، وتضيع كل الضغوط في لجة البحث عن وقف التصعيد،
ويبدأ البحث من جديد عن صيغة لعودة المفاوضات، وهكذا دواليك.
الإسرائيليون لا
يواجهون خطراً يتهدد وجودهم ولا تهديداً ينتهي بحصارهم أو معاقبتهم وليس في الأفق
إمكانية لهكذا وضع، إلا إذا توحد الفلسطينيون خلف برنامج للمقاومة وبخطوات تصعيد
مدروسة للرد على التصعيد الإسرائيلي ليصلوا إلى انتفاضة ثالثة ترغم إسرائيل
والمجتمع الدولي على التزام الجدية والرضوخ لمتطلبات عملية السلام بإعلان مرجعية
واضحة لها تقول بإنهاء الاحتلال للأرض التي اغتصبتها إسرائيل عام 1967 وإقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يعني بشكل تلقائي
التوقف عن بناء المستوطنات وفكفكة ما بني منها سابقاً.
إن رسائل إسرائيل
السياسية والعسكرية الدموية ستتكرر وتتصاعد إن لم يتم الرد عليها بذات الطريقة
وبنفس اللون، والأجدى أن يبادر الفلسطينيون بإرسال رسائل مناسبة ورادعة، وبغير ذلك
ستضيع الفرصة في تحقيق أية مكاسب من وراء المأزق الإسرائيلي الحالي كما جرى في
محطات سابقة.
سيكون أمام الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية وفصائله الوطنية مهمة
إقناع الدول العربية الشقيقة بضرورة تقديم المساندة اللازمة لهم وخاصة من الدول
الصديقة للولايات المتحدة الأمريكية، وهذه تتطلب الإسراع بترميم العلاقات الداخلية
وصولاً لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية في أقرب وقت لنزع الذرائع من الجميع حول
أهليتهم للحصول على دولة مستقلة وتقديم العون لهم، بحيث يكون ذلك جزءًا من الرد على
الرسائل الإسرائيلية بقسميها السياسي والعسكري.
العرب أونلاين