كتب/ابن
اليمن
اليمن
ذات يومٍ وأنا أعيش أجواء الساعة
السليمانية أسير خيالٍ يجوب اليمن طولاً وعرضاً..أرسم لنفسي مشاهد تسيطر عليها
أنفاق مظلمة للحياة السياسية التي نعيشها يمنياً وفصولاً من الأحداث، لأجد نفسي
أكثر اتساعاً في دائرة الخيال للبحث عن مشهد حتى وإن كان في عالم الخيال أعيشه ولو
لحظات..مشهد تحكي أحداثه أن اليمن بدأت تتجه نحو الخروج من شرانق أزماته، وأن طاولة
الحوار بدأت تدور في مسارها الصحيح،
وأن الحزب الحاكم أعلن انضمامه إلى لجنة الحوار الوطني، وأن أخبار التلفاز تتصدرها
صور تجمع الرئيس مع قيادات أحزاب المشترك، وأن الكل وفي مقدمتهم الرئيس قرروا زيارة
المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة، وأن الجميع أجمع على مشروع وطني..
وبدأت ملامح
وجهي تنشرح وبدأت عيناي تذرفان دموع الفرح بهذا الحدث العظيم، وبالرغم من أني وصلت
إلى هذا الخيال دون أن ترتسم في مخيلتي "كيف ومن أدار الدفة لهذا المنجز"، المهم
هكذا بدأت المشاهد تتجلى في مخيلتي وأنا في الساعة السليمانية، وإذا برسالة sms
تصلني عبر هاتفي الجوال تقطع عليّ الساعة السليمانية وخيالاتها الأكثر روعة في
صورها ومشاهدها بوصول خبر عاجل فحواه أنه تم الإعلان عن إنشاء منظمة جلد الذات من
أجل الوطن.
هذا الخبر وهذا العنوان لهكذا منظمة أعادني وأنا في حالة تسمُّر إلى
الساعة السليمانية للتحليق فوق بساط الخيال من جديد ولكن بصورة ورؤية مختلفة،
فرسالة الإعلان عن (منظمة جلد الذات من أجل الوطن) ذهبت بي إلى البحث في ذاكرتي
وخيالاتي عن منظمات مقاربة تسميةً ووظيفةً لهذه المنظمة التي تم الإعلان عن تأسيسها
في وطني، والتفكير والوقوف بمسؤولية أمام عبارة "جلد الذات من أجل الوطن"، وبعد بحث
مستفيض ودوران مستمر لرأسي توقفت عند عناوين مقاربة ورؤى تقاربية مع مسمى منظمتنا
الجديدة، وأن أهم ما استوقفني من عناوين كان الأكثر علاقة هي عناوين مراسيم العزاء
التي تقيمها الطائفة الاثنا عشرية لأحياء ذكرى وفاة الإمام الحسين "ع" تحت عناوين
جلد الذات، نُصرةً للحسين(ع).
والتي تقام لمنهجية فكرية، لعيش ساعات درامية حية
للظلم الذي عاشه الإمام الحسين (ع) ومن معه من أسرته وأصحابه، وظهرت في خيالي مشاهد
ذلك العزاء الذي تقيمه الشيعة الاثنا عشرية سنوياً لإحياء هذه الذكرى منذ أكثر من
1400سنة، وتلك المأساة والظلم الذي عاشه الإمام الحسين (ع) ما زلنا ندفع ثمنه وكأن
من قتل الحسين (ع) هم المسلمون اليوم بشقيهم الشيعة الاثنى عشرية والسنة..
فمشهد
الجلد واللطم الذي تُستخَدم فيه السكاكين والسلاسل من قبل الشيعة الاثني عشرية في
هذه المراسيم وينتج عنها أفعال يمارسها البعض وكأنهم هم من كان يعيش في زمن الحسين
وهم من خذلوه ولم ينصروه..
هذه المشاهد قادتني إلى تخيل منهجية المنظمة الجديدة
والتي أُعلن عن إنشائها في يمننا الحبيب، وبدأ يتضح لي أن مفهوم جلد الذات بات
فعلاً - يمارس وليس ضميرياً فقط - لمراجعة موضوعية مسؤولة للوضع الراهن، وأن لها
أبعاد أكثر ثقابة من أصحاب مراسيم عزاء الحسين مكوياً وعقائدياً، وبدأت هنا أعيش
هذا التصور لأجد نفسي أمام هدفين من إقامة هذه المنظمة الهامة والتي يتم الاعداد
والتهيئة لها من خلال مشروع "اليمن أولاً" والدعوة إلى جلد الذات، فوجدت أن الهدف
الأول هو التقليد الفعلي منهجاً وسلوكاً لمنهجية الشيعة الاثني عشرية في إحياء
مراسيم عزاء الحسين، أيديولوجياً وفكرياً وعقائدياً والتي نجحت في إقناع الناس بقتل
أنفسهم من أجل الحسين (ع) وإن كان بعد 1400سنة ، وذهب ظني إلى أن الذكرى التي سيتم
التركيز عليها لتبقى مرتكزاً للغرس الفكري والعقدي في أوساط المجتمع كهدف لهذه
الهيئة ستركز على محورين، ينبغي أن يصور الوطن وكأنه الحسين).
الأول: جرائم
أحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني ومؤامراتها التي استهدفت استقرار
الوطن، وكذلك تورطها في دعم تنظيم القاعدة ورفضها للحكم الرشيد.
الثاني: انعدام
الثقافة الوطنية لدى المجتمع وقطاع الشباب خاصةً وتنكرهم لخيرات الوطن وعدالته
الاجتماعية والطفرة التي نعيشها من الاستقرار والأمان.
وبدأ المشهد يتجه إلى
منظمة "جلد الذات من أجل الوطن" بأنه لا يمكن أن ينحصر في حدود الصبر على الأوضاع
المتردية للمواطن والضياع والخواء الثقافي والفراغ الفكري وانعدام مقومات العيش
الزهيد فقط، بل إن حدود ما يتوجب علينا حين نجلد ذاتنا من أجل الوطن، أن نعيشه
بطقوس أكثر واقعية ومنطقية.
وهنا وجدت نفسي وبعد ساعات أقلب جهاز التلفاز لأسمع
نشرة الأخبار الرئيسية ليقرع ذلك الخبر مسمعي كخبر يتصدر الأخبار في قناتنا الأولى
وهو أن منظمة (جلد الذات من أجل الوطن) سيتم تدشين أولى فعالياتها الثقافية في ملعب
المريسي بالعاصمة وبأنها أي منظمة "جلد الذات من أجل الوطن" قد استطاعت الحصول على
منحة عينية سخية من إحدى المنظمات الإقليمية وهذه المنحة عبارة عن عشرات الآلاف من
سياط الجلد الممتاز وعشرات الآلاف من السلاسل التي تستخدمها الطائفة الإثنا عشرية
ليجلد بها المرء نفسه في مراسيم عزاء الحسين (عليه السلام)، وأن المنظمة تؤكد بأنها
قد وجدت في هذه في هذه التجربة للإثنا عشرية فاعلية يمكن الإستفادة منها خاصة وبأن
الوطن يستحق من المواطن أن يجلد نفسه لأجله بإيمان وعقيدة، وأن هذا الوطن ؟؟لا يقل
شأناً من الحسين (ع).
وأشارت المنظمة بأنها قد انتهت من إعداد برنامج ممنهج شامل
من شأنه أن يعمق الشعور بالولاء الوطني من خلال جلد الذات ممارسةً، وهي - حسب
المنظمة- الطريقة الأكثر منهجية لتعميق.
السليمانية أسير خيالٍ يجوب اليمن طولاً وعرضاً..أرسم لنفسي مشاهد تسيطر عليها
أنفاق مظلمة للحياة السياسية التي نعيشها يمنياً وفصولاً من الأحداث، لأجد نفسي
أكثر اتساعاً في دائرة الخيال للبحث عن مشهد حتى وإن كان في عالم الخيال أعيشه ولو
لحظات..مشهد تحكي أحداثه أن اليمن بدأت تتجه نحو الخروج من شرانق أزماته، وأن طاولة
الحوار بدأت تدور في مسارها الصحيح،
وأن الحزب الحاكم أعلن انضمامه إلى لجنة الحوار الوطني، وأن أخبار التلفاز تتصدرها
صور تجمع الرئيس مع قيادات أحزاب المشترك، وأن الكل وفي مقدمتهم الرئيس قرروا زيارة
المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة، وأن الجميع أجمع على مشروع وطني..
وبدأت ملامح
وجهي تنشرح وبدأت عيناي تذرفان دموع الفرح بهذا الحدث العظيم، وبالرغم من أني وصلت
إلى هذا الخيال دون أن ترتسم في مخيلتي "كيف ومن أدار الدفة لهذا المنجز"، المهم
هكذا بدأت المشاهد تتجلى في مخيلتي وأنا في الساعة السليمانية، وإذا برسالة sms
تصلني عبر هاتفي الجوال تقطع عليّ الساعة السليمانية وخيالاتها الأكثر روعة في
صورها ومشاهدها بوصول خبر عاجل فحواه أنه تم الإعلان عن إنشاء منظمة جلد الذات من
أجل الوطن.
هذا الخبر وهذا العنوان لهكذا منظمة أعادني وأنا في حالة تسمُّر إلى
الساعة السليمانية للتحليق فوق بساط الخيال من جديد ولكن بصورة ورؤية مختلفة،
فرسالة الإعلان عن (منظمة جلد الذات من أجل الوطن) ذهبت بي إلى البحث في ذاكرتي
وخيالاتي عن منظمات مقاربة تسميةً ووظيفةً لهذه المنظمة التي تم الإعلان عن تأسيسها
في وطني، والتفكير والوقوف بمسؤولية أمام عبارة "جلد الذات من أجل الوطن"، وبعد بحث
مستفيض ودوران مستمر لرأسي توقفت عند عناوين مقاربة ورؤى تقاربية مع مسمى منظمتنا
الجديدة، وأن أهم ما استوقفني من عناوين كان الأكثر علاقة هي عناوين مراسيم العزاء
التي تقيمها الطائفة الاثنا عشرية لأحياء ذكرى وفاة الإمام الحسين "ع" تحت عناوين
جلد الذات، نُصرةً للحسين(ع).
والتي تقام لمنهجية فكرية، لعيش ساعات درامية حية
للظلم الذي عاشه الإمام الحسين (ع) ومن معه من أسرته وأصحابه، وظهرت في خيالي مشاهد
ذلك العزاء الذي تقيمه الشيعة الاثنا عشرية سنوياً لإحياء هذه الذكرى منذ أكثر من
1400سنة، وتلك المأساة والظلم الذي عاشه الإمام الحسين (ع) ما زلنا ندفع ثمنه وكأن
من قتل الحسين (ع) هم المسلمون اليوم بشقيهم الشيعة الاثنى عشرية والسنة..
فمشهد
الجلد واللطم الذي تُستخَدم فيه السكاكين والسلاسل من قبل الشيعة الاثني عشرية في
هذه المراسيم وينتج عنها أفعال يمارسها البعض وكأنهم هم من كان يعيش في زمن الحسين
وهم من خذلوه ولم ينصروه..
هذه المشاهد قادتني إلى تخيل منهجية المنظمة الجديدة
والتي أُعلن عن إنشائها في يمننا الحبيب، وبدأ يتضح لي أن مفهوم جلد الذات بات
فعلاً - يمارس وليس ضميرياً فقط - لمراجعة موضوعية مسؤولة للوضع الراهن، وأن لها
أبعاد أكثر ثقابة من أصحاب مراسيم عزاء الحسين مكوياً وعقائدياً، وبدأت هنا أعيش
هذا التصور لأجد نفسي أمام هدفين من إقامة هذه المنظمة الهامة والتي يتم الاعداد
والتهيئة لها من خلال مشروع "اليمن أولاً" والدعوة إلى جلد الذات، فوجدت أن الهدف
الأول هو التقليد الفعلي منهجاً وسلوكاً لمنهجية الشيعة الاثني عشرية في إحياء
مراسيم عزاء الحسين، أيديولوجياً وفكرياً وعقائدياً والتي نجحت في إقناع الناس بقتل
أنفسهم من أجل الحسين (ع) وإن كان بعد 1400سنة ، وذهب ظني إلى أن الذكرى التي سيتم
التركيز عليها لتبقى مرتكزاً للغرس الفكري والعقدي في أوساط المجتمع كهدف لهذه
الهيئة ستركز على محورين، ينبغي أن يصور الوطن وكأنه الحسين).
الأول: جرائم
أحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني ومؤامراتها التي استهدفت استقرار
الوطن، وكذلك تورطها في دعم تنظيم القاعدة ورفضها للحكم الرشيد.
الثاني: انعدام
الثقافة الوطنية لدى المجتمع وقطاع الشباب خاصةً وتنكرهم لخيرات الوطن وعدالته
الاجتماعية والطفرة التي نعيشها من الاستقرار والأمان.
وبدأ المشهد يتجه إلى
منظمة "جلد الذات من أجل الوطن" بأنه لا يمكن أن ينحصر في حدود الصبر على الأوضاع
المتردية للمواطن والضياع والخواء الثقافي والفراغ الفكري وانعدام مقومات العيش
الزهيد فقط، بل إن حدود ما يتوجب علينا حين نجلد ذاتنا من أجل الوطن، أن نعيشه
بطقوس أكثر واقعية ومنطقية.
وهنا وجدت نفسي وبعد ساعات أقلب جهاز التلفاز لأسمع
نشرة الأخبار الرئيسية ليقرع ذلك الخبر مسمعي كخبر يتصدر الأخبار في قناتنا الأولى
وهو أن منظمة (جلد الذات من أجل الوطن) سيتم تدشين أولى فعالياتها الثقافية في ملعب
المريسي بالعاصمة وبأنها أي منظمة "جلد الذات من أجل الوطن" قد استطاعت الحصول على
منحة عينية سخية من إحدى المنظمات الإقليمية وهذه المنحة عبارة عن عشرات الآلاف من
سياط الجلد الممتاز وعشرات الآلاف من السلاسل التي تستخدمها الطائفة الإثنا عشرية
ليجلد بها المرء نفسه في مراسيم عزاء الحسين (عليه السلام)، وأن المنظمة تؤكد بأنها
قد وجدت في هذه في هذه التجربة للإثنا عشرية فاعلية يمكن الإستفادة منها خاصة وبأن
الوطن يستحق من المواطن أن يجلد نفسه لأجله بإيمان وعقيدة، وأن هذا الوطن ؟؟لا يقل
شأناً من الحسين (ع).
وأشارت المنظمة بأنها قد انتهت من إعداد برنامج ممنهج شامل
من شأنه أن يعمق الشعور بالولاء الوطني من خلال جلد الذات ممارسةً، وهي - حسب
المنظمة- الطريقة الأكثر منهجية لتعميق.