;

احذروا الدحلانيين!! 1002

2010-04-06 03:37:38

نبيل مصلح
التويتي


تفنن ساسة اليمن على اختلاف مشاربهم
في كيل الاتهامات والتراشق بالألفاظ مع بعضهم بغية تحقيق مكاسب سياسية وشخصية كل
على طريقته الخاصة ,ومهما اختلف الإخوة في البيت الواحد فإن الجلوس إلى طاولة
الحوار دوماً يمثل قمة العقلانية و نهاية لكل القضايا العالقة
والشائكة.

ومع الأسف هناك من يسعى
إلى تأجيج الاحتقانات في محاولة لتعطيل الحوار الوطني , وتحويلها إلى خلافات عقيمة
شبيهة بخلافات أصحاب الضفة والقطاع , واعتقد وغيري الكثيرون بأنه كلما بدأت بوادر
الاتفاق على الحوار تلوح في الأفق , وأبدى الطرفان استعدادهما للحوار كما هي العادة
, تتدخل أيادٍ خفية لإفشال أي حوار أو اتفاق مبدئي على حوار, حتى سادت بين الجميع
حالة شكوك وتربص وعدم الثقة بالآخر، ووصل الأمر بالبعض أن ينادي بالحوار تحت غطاء
إقليمي أو دولي على غرار الفصائل الفلسطينية التي عادة ما تجري حواراتها في الخارج
, فيا ترى من المستفيد من تدويل قضايانا الداخلية التي يمكن أن تحل بجلسة واحدة في
إطار البيت الواحد؟؟ وما هو العائد الذي ستجنيه من هذا التدويل ؟ لاشك أن حالة
الشتات التي وصلت إليها الأحزاب اليمنية قد أدت إلى تراكم الملفات العالقة وتوسع
دائرة المطالب وتأرجحها , ووصول البعض إلى قناعة باستحالة الوصول إلى اتفاق ,
بالإضافة إلى غياب الثقة بين الفرقاء والسعي لإشراك قوى خارجية لرعاية أي حوار أو
اتفاق وهو ما زاد الأمر تعقيداً, وزاد بالتالي كيل الشتائم والاتهامات بين الأطراف
تارة باختراق النظام والقانون وتارة بتعطيل الدستور وتارة بالتحريض وإثارة الفوضى
وتارة بالخيانة والعمالة والاستقواء بالخارج , والمؤسف أن هذه العبارات قد تحولت
إلى جمل دارجة يتشدق بها السياسيون في تصريحاتهم عبر وسائل الإعلام والفضائيات، وفي
كل مناسبة يحاول كل طرف كسب تأييد واستعطاف تلك القنوات وتدويل الأزمات ونشر الغسيل
في محاولة للخروج بأوراق ضغط جديدة، وقد لا ينسى كل طرف أن ينصب نفسه وصياً أميناً
على المواطن اليمني، مدافعاً عن الوطن، و مكتسباته.
وفي الوقت الذي تزداد فيه
التصريحات هنا وهناك لم نسمع أن تقدم أحدهم بمشروع وطني صادق لإنقاذ بلد لا يعرف
أبناؤه الحزبية إلا في مفهومها الضيق, لإنقاذ بلد يعاني نصفه الأمية والفقر المطبق
من براثن التخلف والجهل , في بلد ما زالت القطاعات الخدمية تعاني تدهوراً شديداً
وما زالت الزراعة في طور النسيان.
في الوقت الذي نشهد تناقصاً ملحوظاً في كميات
النفط الذي نعتمد عليه كمورد أساسي للدخل ..
نحن بحاجة إلى مشروع لإنقاذ البلد
من حالة التشرذم والضياع الذي قد يقود إلى الانهيار وغرق السفينة بالجميع .
ونجد
في المقابل كل طرف يحمل الآخر مسئولية ما يجري من تدهور في الأوضاع على المستوى
السياسي أو الأمني أو الاقتصادي والمعيشي في محاولة لاستثارة عاطفة المواطن اليمني
الذي لا يعرف من مفهوم المواطنة إلا الوقوف في طوابير طويلة للحصول على متطلباته
الأساسية التي أضحت شغله الشاغل وصرفت فكره عمَّا يجري حوله فلم يعد يأبه لخطاب أو
اتفاق أو تشكيل وزاري أو تعديل دستوري بقدر اهتمامه بتوفير احتياجاته الضرورية التي
أصبح الحصول عليها يمثل بحد ذاته انجازاً أكبر من منجز الديمقراطية المأزومة التي
لم تجلب له سوى المزيد من الأعباء, ويبدو انه أصبح بفهمه البسيط مدركاً لما يحمله
الساسة بين ثنايا التصريحات السياسية والإعلامية والخطابات المنمقة.
فهذه
الأوضاع المتدهورة التي وصل إليها الحال بعد عقدين من الوحدة من توسع دائرة الفقر
وغياب التنمية وضعف الخدمات وانتشار البطالة، لا شك أنها تحمل بين طياتها حذراً من
تفاقم الأوضاع بالإضافة إلى حذر يسود بعض الأوساط السياسية من وصول الحوار الوطني
إلى طريق مسدود .
ومن يسعى إلى تعطيل الحوار في محاولة لتدويل الأزمات يعرف
تماماً أن العالم اليوم أصبح يراقب اليمن عن كثب في محاولة لخلق مبررات للتدخل خاصة
في ظل عدم الاستقرار السياسي وتدهور الوضع الأمني وتزايد الدعوات المنادية
بالانفصال أو فك الارتباط في وقت ما زالت الحكومة تسير بخطى سلحفاتية لحل المشكلات
المتفاقمة.
إن أمثال هؤلاء لا يقلون شأناً عن تجار الحروب وهم متواجدون في
السلطة والمعارضة على حد سواء ولا هم لهم سوى صب المزيد من الزيت على النار بغرض
تعكير الأجواء السياسية خدمة لأجندات خارجية تسعى لتمزيق اليمن فيجب التنبه لهم
والحذر منهم , ويجب أن يتحمل الجميع مسئوليتهم وأن يأخذ الجميع بنظر الاعتبار أن
اليمن بلد بالغ التعقيد لا يمكن بأي حال أن تحل مشاكله عبر المفاوضات الدحلانية
التي يراد لها تحويل اليمن في نهاية المطاف إلى ضفة وقطاع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد