شايف بن
علي جار الله
علي جار الله
لا شك أن نظريات العلاقات الدولية
قد اهتمت بل وحددت أنماط التفاعلات والعلاقات بين الدول ووحدات النظام الدولي فمنها
من ركز على نمط القيم والأخلاق المشتركة كمحدد لتلك العلاقات وآخر اهتمت بالموقع
الجغرافي والبعد الديمغرافي، (ونوع آخر) قال إن تلك العلاقات تقوم على أساس المصالح
والمنافع المتبادلة بين أطراف تلك العلاقة.
ناهيك عن تلك النظريات التي أكدت على الصراعات والتباينات والتفاعلات
والنزاعات والأزمات كمحدد لعلاقة تلك الوحدات. .
فإذا كانت العلاقة بين المعسكر
الشرقي (حلف وارسو) والمعسكر الغربي (حلف الناتو) تقوم على أساس أنماط مختلفة من
العلاقات الصراعية والنزاعية التي كانت تصل بعض الأحيان إلى الصدامات المسلحة أو ما
اصطلح على تسميته بالحرب بالوكالة في مواطن كثيرة من العالم والتي كان أخرها أزمة
الصواريخ الكوبية في عام 1962م في خليج الخنازير، عندما استطاعت قوات الاتحاد
السوفيتي بإيصال بطاريتها الصاروخية النووية إلى كوبا ((فيدل كسترو، والتي تم حلها
بين قيادة المعسكرين ونشاء الخط الساخن.
وإذا كانت العلاقة بين الدول الأوروبية
منذ بدأ العقد الثاني من القرن العشرين قد سادها نمط الصراع والتصادم والحروب
المدمرة التي راح ضحيتها ملايين البشر، لكن سرعان ما تحولت تلك العلاقة إلى تعاون
وتكامل واعتماد متبادل ثم وحدة اقتصادية وهي في طريقها إلى الوحدة السياسية.
غير
أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تعد من بين أعقد وأصعب العلاقات ذات الطابع غير
الواضح لما يكتنفها من الغموض والتي لا تنطبق عليها أي نظرية محددة فإذا كانت
أمريكا تقدم دعماً مادياً سخياً لإسرائيل يقدر قيمته أكثر من 500$ أمريكي لكل مواطن
إسرائيلي سنوياً حسب ما ورد في كتاب أمريكا المختطفة للكاتبين الأمريكيين جون جي
ميرشايمر وستيفين أم والت وتزعم بان دعمها لإسرائيل أتى لاعتبارات كثيرة منها
أنها البلد الديمقراطي الوحيد في المنطقة ومن حولها مجموعة النظم الدكتاتورية،
ناهيك عن دعمها اللامتناهي في المجال العسكري، السياسي والاقتصادي
والاستراتيجي. . إلخ.
هل هذا الدعم جاء لأن إسرائيل كما يقال تحمي مصالح أمريكا
بالمنطقة أم لماذا؟ يعتقد البعض ذلك، مع أن الإجابة الصحيحة تأتي مخالفة لذلك، لقد
فشلت إسرائيل في حماية المصالح الأمريكية في عام 1973م عندما قرر العرب تصدير النفط
وفشلت أيضاً في عام 1979م عندما هددت تلك المصالح من الثورة الإيرانية.
كما فشلت
في حرب الخليج الثانية عندما عزا العراق الكويت وأحرق النفط فيها.
وتأسسا عليه
فإن فرضية حماية إسرائيل للمصالح الأمريكية غير صحيحة. . بل أن للوبي الصهيوني
واليهود، مناصريهم حضور، وتأثير كبير في رسم السياسة الخارجة الأمريكية بل وحتى في
دعم المرشحين للمناصب العليا في الدولة الأمريكية ابتداءً من أعلى هرم السلطة
ومروراً بأعضاء مجلسي النواب والشيوخ الذي يحرصون دوماً بأن يكون لهم مقاعد في أهم
اللجان البرلمانية لكي يتسنى لهم تمرير سياسياتهم وتحقيق أهدافهم ويحمون إسرائيل من
أي موقف قد يتخذ، بل ويسعون جاهدين إلى محاربة وتدمير من يعارض سياسة إسرائيل وعدم
تمكينه في الوصول إلى أي منصب سياسي.
وما يؤكد ذلك هو سيطرة الصهاينة واليهود
على أهم وسائل الإعلام والبنوك في الولايات المتحدة وعليه فهم من يستطيعون توجيه
الرأي العام الأمريكي ودعم من يرونه مناسباً للوصول إلى البيت الأبيض وقبة
الكنغرس.
وإلا بماذا نفسر فشل الرئيس باراك أوباما في إقناع "بنيامين نتن ياهو"
في العدول على قرار حكومته في التوسع في بناء المستوطنات فبل أيام في الأراضي
الفلسطينية، وقد وعد باراك أوباما لمرات عديدة بأن إقامة دولتين فلسطينية
وإسرائيلية هو الحل (لقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي) باعتبار أمريكا راعية
عملية السلام والحاضنة لكل الحوارات والاتفاقيات التي قد وقع عليها الطرفان.
إن
المتابع لهذا الملف يلاحظ بأنه خط أحمر لا يستطيع يتجاوزه أحد من القادة الإسرائيلي
ين قبل غيرهم حيث أكد "نتن ياهو" ان هذه السياسة هي نفسه المتبعة منذ عام 1948م هذا
من جهة، ومن جهة آخري لماذا قتل رئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق رابين أعتقد بأنه
كان قد توصل إلى حل مع الفلسطينيين، وهو الأمر غير المصرح له به.
وهنا لابد من
الوقوف لوضع بعض الأسئلة على القارئ الكريم ليضع الإجابة التي يراها مناسبة: - هل
إسرائيل تقوم بحماية أمن أمريكا القومي حقيقة؟ - هل اللوبي الصهيوني هو الموجة
للسياسية الخارجية الأمريكية؟ - أم أن هناك أيد خفية لا زالت غير واضحة المعالم؟ -
ومن يدعم من. . . ؟. . ؟ وعليه فإنه من غير المنطقي أن دولة في حجم ومكانة الولايات
المتحدة الأمريك ية تنتظر دعماً من إسرائيل خاصة وقد أمست قواتها وأساطيلها منتشرة
في الشرق الأوسط الكبير بشكل يجعلها حارسة وحامية لمصالحها وأمنها القومي بنفسها،
لكن هناك تأثير مباشر لجماعات الضغط وجماعة المصالح في السياسة الأمريكية التي تشكل
من نسيج يكونه الصهاينة واليهود.
وفي الختام أجدني أكثر ميلاً إلى أن من يملك
المال والإعلام فإنه يستطيع أن يوجه السياس
قد اهتمت بل وحددت أنماط التفاعلات والعلاقات بين الدول ووحدات النظام الدولي فمنها
من ركز على نمط القيم والأخلاق المشتركة كمحدد لتلك العلاقات وآخر اهتمت بالموقع
الجغرافي والبعد الديمغرافي، (ونوع آخر) قال إن تلك العلاقات تقوم على أساس المصالح
والمنافع المتبادلة بين أطراف تلك العلاقة.
ناهيك عن تلك النظريات التي أكدت على الصراعات والتباينات والتفاعلات
والنزاعات والأزمات كمحدد لعلاقة تلك الوحدات. .
فإذا كانت العلاقة بين المعسكر
الشرقي (حلف وارسو) والمعسكر الغربي (حلف الناتو) تقوم على أساس أنماط مختلفة من
العلاقات الصراعية والنزاعية التي كانت تصل بعض الأحيان إلى الصدامات المسلحة أو ما
اصطلح على تسميته بالحرب بالوكالة في مواطن كثيرة من العالم والتي كان أخرها أزمة
الصواريخ الكوبية في عام 1962م في خليج الخنازير، عندما استطاعت قوات الاتحاد
السوفيتي بإيصال بطاريتها الصاروخية النووية إلى كوبا ((فيدل كسترو، والتي تم حلها
بين قيادة المعسكرين ونشاء الخط الساخن.
وإذا كانت العلاقة بين الدول الأوروبية
منذ بدأ العقد الثاني من القرن العشرين قد سادها نمط الصراع والتصادم والحروب
المدمرة التي راح ضحيتها ملايين البشر، لكن سرعان ما تحولت تلك العلاقة إلى تعاون
وتكامل واعتماد متبادل ثم وحدة اقتصادية وهي في طريقها إلى الوحدة السياسية.
غير
أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تعد من بين أعقد وأصعب العلاقات ذات الطابع غير
الواضح لما يكتنفها من الغموض والتي لا تنطبق عليها أي نظرية محددة فإذا كانت
أمريكا تقدم دعماً مادياً سخياً لإسرائيل يقدر قيمته أكثر من 500$ أمريكي لكل مواطن
إسرائيلي سنوياً حسب ما ورد في كتاب أمريكا المختطفة للكاتبين الأمريكيين جون جي
ميرشايمر وستيفين أم والت وتزعم بان دعمها لإسرائيل أتى لاعتبارات كثيرة منها
أنها البلد الديمقراطي الوحيد في المنطقة ومن حولها مجموعة النظم الدكتاتورية،
ناهيك عن دعمها اللامتناهي في المجال العسكري، السياسي والاقتصادي
والاستراتيجي. . إلخ.
هل هذا الدعم جاء لأن إسرائيل كما يقال تحمي مصالح أمريكا
بالمنطقة أم لماذا؟ يعتقد البعض ذلك، مع أن الإجابة الصحيحة تأتي مخالفة لذلك، لقد
فشلت إسرائيل في حماية المصالح الأمريكية في عام 1973م عندما قرر العرب تصدير النفط
وفشلت أيضاً في عام 1979م عندما هددت تلك المصالح من الثورة الإيرانية.
كما فشلت
في حرب الخليج الثانية عندما عزا العراق الكويت وأحرق النفط فيها.
وتأسسا عليه
فإن فرضية حماية إسرائيل للمصالح الأمريكية غير صحيحة. . بل أن للوبي الصهيوني
واليهود، مناصريهم حضور، وتأثير كبير في رسم السياسة الخارجة الأمريكية بل وحتى في
دعم المرشحين للمناصب العليا في الدولة الأمريكية ابتداءً من أعلى هرم السلطة
ومروراً بأعضاء مجلسي النواب والشيوخ الذي يحرصون دوماً بأن يكون لهم مقاعد في أهم
اللجان البرلمانية لكي يتسنى لهم تمرير سياسياتهم وتحقيق أهدافهم ويحمون إسرائيل من
أي موقف قد يتخذ، بل ويسعون جاهدين إلى محاربة وتدمير من يعارض سياسة إسرائيل وعدم
تمكينه في الوصول إلى أي منصب سياسي.
وما يؤكد ذلك هو سيطرة الصهاينة واليهود
على أهم وسائل الإعلام والبنوك في الولايات المتحدة وعليه فهم من يستطيعون توجيه
الرأي العام الأمريكي ودعم من يرونه مناسباً للوصول إلى البيت الأبيض وقبة
الكنغرس.
وإلا بماذا نفسر فشل الرئيس باراك أوباما في إقناع "بنيامين نتن ياهو"
في العدول على قرار حكومته في التوسع في بناء المستوطنات فبل أيام في الأراضي
الفلسطينية، وقد وعد باراك أوباما لمرات عديدة بأن إقامة دولتين فلسطينية
وإسرائيلية هو الحل (لقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي) باعتبار أمريكا راعية
عملية السلام والحاضنة لكل الحوارات والاتفاقيات التي قد وقع عليها الطرفان.
إن
المتابع لهذا الملف يلاحظ بأنه خط أحمر لا يستطيع يتجاوزه أحد من القادة الإسرائيلي
ين قبل غيرهم حيث أكد "نتن ياهو" ان هذه السياسة هي نفسه المتبعة منذ عام 1948م هذا
من جهة، ومن جهة آخري لماذا قتل رئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق رابين أعتقد بأنه
كان قد توصل إلى حل مع الفلسطينيين، وهو الأمر غير المصرح له به.
وهنا لابد من
الوقوف لوضع بعض الأسئلة على القارئ الكريم ليضع الإجابة التي يراها مناسبة: - هل
إسرائيل تقوم بحماية أمن أمريكا القومي حقيقة؟ - هل اللوبي الصهيوني هو الموجة
للسياسية الخارجية الأمريكية؟ - أم أن هناك أيد خفية لا زالت غير واضحة المعالم؟ -
ومن يدعم من. . . ؟. . ؟ وعليه فإنه من غير المنطقي أن دولة في حجم ومكانة الولايات
المتحدة الأمريك ية تنتظر دعماً من إسرائيل خاصة وقد أمست قواتها وأساطيلها منتشرة
في الشرق الأوسط الكبير بشكل يجعلها حارسة وحامية لمصالحها وأمنها القومي بنفسها،
لكن هناك تأثير مباشر لجماعات الضغط وجماعة المصالح في السياسة الأمريكية التي تشكل
من نسيج يكونه الصهاينة واليهود.
وفي الختام أجدني أكثر ميلاً إلى أن من يملك
المال والإعلام فإنه يستطيع أن يوجه السياس