عبدالغني الزعيتري
يدحض ببراءة المواطن المغلوب علي أمره. .
حكم الإعدام مازال حكم الإعدام ساري
المفعول ولم يدحض ببراءة المواطن المغلوب علي أمره. .
حكم الإعدام هذا والذي كان
من المفترض أن ينفذ في الجاني الحقيقي والمرتكب ليس فقط لجريمة قتل شنعاء واحدة بل
لجرائم قتل عده، وفي حق مواطنين أبرياء، إذ انه الجاني الحقيقي بفعل القتل بانه تم
استيراد اسطوانات الغاز المنزلية الصينية التي لم تتطابق مواصفاتها بحسب
مواصفات السلامة والأمن، وحين استهلكت من قبل مواطنين واسر أبرياء أضرت بحياة
العديدين منهم بالموت بعد أن توقف نبض القلوب وجريان الدماء في العروق وهدمت
أجسادهم وحركاتهم التي جمدت ووريت تحت الثراء وتحللت تحت التراب بعد الموت
. .
والبعض ممن كان ضررهم اخف فداحة بان استمرت الحياة لهم وطال عمر خروج أنفاس
لهم، تشهق وتزفر ولكن مع مصاحبة التشوهات والإعاقات الجسدية لهم بفقدان عضو أو أكثر
من أجسامهم بفعل انفجار اسطوانة الغاز المنزلية حين استخدمتها الزوجة المسكينة
للطبخ.
الاسطوانات الصينية التي استوردها المستورد ولم يُهتم بمواصفات الجودة
والأمن والسلامة فيها بقدر ما اهتم بالربح ولو علي جثث الأبرياء. .
والتي حين
استوردها كان يدرك تمام الإدراك ويعلم علم اليقين بان الحكومة في اليمن ممثلة
بجهاتها الرسمية ذوي الاختصاص في حالة فساد وإفساد وسيكون منهم غض الطرف وخاصة أن
رأو لون القراطيس الخضراء (الدولارات ) وربما لمستها أيدي بعضهم كرشوة لإدخال
الكمية المعيوبه من الاسطوانات صينية الصنع وبيعها في الأسواق اليمنية
. .
الشرفاء من المسئولين الحكوميين إن وجدوا وقلما نجدهم في هذا الزمان الردئ هم
في حالة السبات غارقين في نومهم أو يتعامسون عن الإفساد والفساد. .
فقد حدثني
جار صديق عزيزا علي قلبي وعلي قلوب كل جيرانه بأنه تعرض لمشهد مأساوي أحزنه وأغار
بالألم العميق في صدره وظل المشهد يعشش في ذاكرته وعواطفه طويلا بالتذكر له في
مخيلته، إذ روي لي قائلا: بأنه بالأسبوع الماضي وبينما كان يقود سيارته في شارع
الزراعة بأمانة العاصمة وأثناء الفترة الصباحية وإذ به فجئة يرى فتاة في عمر
الرابعة عشر خرجت من منزلهم مهرولة إلي الشارع ومتجهه نحو مقدمة سيارته فداس علي
الفرامل للتوقف وحتى لا يصدم بها. .
وحينها كانت الفتاة المسكينة مفجوعة والخوف
يرعش بدنها وتصيح وتبكي وكانت كاشفة لشعرها وبملابس تكاد تكون بجامة النوم
. .
وبعدها بثوان تبعها خروج امرأة قيل له بأنها (أم ) الفتاة إلي الشارع مفجوعة
وتصيح وتغور وتطلب الإنقاذ والمساعدة وكانت الأم المسكينة في حالة خوف يرثى لها
ومكشوفة الوجه لا تحسد في منظرها المروع الذي احزن وألم كل شريف غيور فيه من نخوة
الرجولة. .
ولبضع ثواني وإذ برجل في سن الشيخوخة ظهر من باب المنزل يسير حبواً
علي ركبتيه فأسرع إليه منقذين فأبعدوه عن المنزل بينما كان الدخان يخرج من باب
المنزل بكثافة ويتزايد. .
وبعد أن قام المنقذون من جيران ومارين بالشارع بالتطوع
محاولين عمل الخير والمساعدة لهذه الأسرة وبجارهم إذ فتقدم واخذ المرأة (إلام)
وطفلتها المفجوعتان إلي منزله لستر حالهن ومظهرهن. .
ومن المنقذين من حاول دخول
المنزل الذي كان يحترق ويتزايد احتراقه ولم يستطيع احدهم الدخول ولم يكن من حيلتهم
إلا أن مدوا خراطيم المياه من منازل مجاورة لإطفاء النار المشتعلة ولكن دون فائدة
. .
في حين إن سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني مازالت غائبة عن المشهد
وبعيدة عن نجدة تلك الأسرة بالإنقاذ. .
وبعض من الحاضرين للمشهد المحزن يسمعون
كلام الرجل الطاعن في السن رب المنزل حيث سرد روايته للحادثة المؤسفة : وقال لهم
بان اسطوانة غاز الطبخ سربت الغاز من كل اتجاه واتبع التسرب للغاز انتشاره في جميع
أرجاء المنزل فاشتعلت النار، وسرعان ما امتدت إلي كل زاوية بالمنزل وكانت تتزايد في
اشتعالها. . .
اخلص إلى القول : هذا يدلل لنا بان الجهات الحكومية المعنية ممثلة
بوزارة النفط وفروعها لم تنهي تنظيف كامل قمامة اسطوانات الغاز المنزلية الصينية
المعيوبه بالخطر والتي استوردت واكتشف بأنها بيعت بالأسواق لمواطنين مستهلكين، وكان
فيها عيوب صناعية خطيرة تؤدي إلي انفجارها عند الاستخدام للطبخ. .
اختم سرد
الحادثة ومقالي هذا بتوجيه سؤال إلي الأستاذ معالي وزير النفط وكل قيادة الوزارة
قائلا لهم : أليس لديكم عائلة واسر وأطفال وتخافون عليهم من نسمة الريح تخافون
مرضهم وان كان بالزكام. . ؟ فما بالكم لا تخافون علي اسر وأطفال غيركم من المواطنين
الأبرياء ممن تعرضوا ومازال بعضهم يتعرض إلي كوارث انفجار اسطوانات غاز الطبخ
الصينية المعيوبه في منازلهم. . ؟ والتي تكاد تكون اسطوانات غاز وبمثابة قنابل
منزليه موقوتة الانفجار وتودي بحياة بعض المواطنين إلي الموت أو توقع الفجيعة وهلع
الخوف بالأرحام وتعرض بعض أعراض النساء ربات البيوت وأطفالهن للانكشاف وقلة ستر
العرض اللا إرادي الذي يكون ناتج هلع الخوف والفجيعه.
ألا تخشون يا قادة وزارة
النفط علي المواطنين الأبرياء. .
؟ فإن أجبتم علينا وعلي كل مواطن بالقول :
(نعم) بأنكم تخافون على كل المواطنين الأبرياء وعلي أسرهم وأعراضهم.
فسنقول لكم
(كذبتم) ونعم والله ( كذبتم) لان ما نلمسه من استمرار تواجد الاسطوانات الصينية
المعيبوبة وتداولها لدى المواطنين الأبرياء وأسرهم والتي لم ينهى تنظيف قمامتها
ومازال تكرار كوارث حوادثها المؤسفة لدي المواطنين وأسرهم الأبرياء من الذين يخدعون
عند استبدالها قائما يتجلي بالموت أو الإعاقة والتشوهه.
وعليه نقول لكم أن كان
منكم استمرار التغاضي وعدم المبالاة : فبئس هي قيادتكم التي لا تأبه بحياة وبأعراض
الناس. .
ونأسف علي ضمائركم أن كانت ميتة بان لا تسعي نحو الحفاظ علي سلامة وعلي
امن أسر وأطفال المواطنين وأعراضهم.
باستمرار تجاهل تنظيف الأسواق من باقي
اسطوانات غاز الطبخ المنزلي الصينية المعيبوبة.