أمين الداهية
بسكارى، لا ندري أهو غضب الرب جل وعلا، أم هي الإرادة نرى العرب اليوم سكارى وما هم بسكارى، لا
ندري أهو غضب الرب جل وعلا، أم هي الإرادة العربية التي سُلبت، فأصبح العرب مسلوب
الإرادة فاقدي الهوية، يتخبطون في وسط الصراع العربي - العربي، فمنهم السياسي
المتحذلق الذي يسخر قواه العقلية والفكرية لتوسيع رقعة الجرح العربي، ومنهم التائه
الراكض خلف شهواته ونزواته، ومنهم رجل الأعمال ذو الغناء الفاحش والمسخر أمواله لما
يفتك بالأمة العربية وقضاياها ومقدسات المسلمين، ومنهم المحبط الذي جعل منه،
الزمن وعتاولته آلة يئس يستشري بين أوساط المجتمعات العربية، ليضفي عليها المزيد من
التقاعس والخذلان، وثمة عرب اليوم هم لسان حال الكيان الصهيوني في الأوطان
العربية.
الجرح العربي البالغ العمق قد وصل ذروة الألم وشرع بالإجهاز على الجسد
العربي الهالك.
في كل يوم يتقبل هذا الجسد المسكين المزيد والمزيد من الجثث
العربية القومية الذائدة عن كرامة الأمة ومقدساتها، يستقبل أشلاء النساء والأطفال،
يطهر بدموع البراءة والثكالى، يضمد بأنين أم وصغارها، وشيخ يموت في اليوم ألف مرة
حزناً وكمداً على وطن يدفع الأبرياء والأبطال أرواحهم في سبيل عزته وبقائه، في ظل
وجود أمة عربية إسلامية تتراقص على أنين الجرح العربي ودموع الأقصى
الشريف..
إفرحوا أيها العرب، إضحكوا بصخب، فليس لديكم أطفال اغتالتهم بنادق
الغزاة وليس لديكم أعزاء أجهزت عليهم أسواط الصهاينة ورصاصاتهم، إمرحوا أيها العرب،
فلم يعد لكم مقدسات تدنس وتحطم، عانقوا كلينتون وأوباما، القنبلة العربية التي فقدت
صاعقتها ، بإمكان الكيان الصهيوني أن يعيد ذلك الصاعق ، ويضع على عاتقكم ، أمانة
تحطيم الأقصى وبناء هيكله المزعوم، أيها العرب أفيقوا من سكاركم وتقيأوا ضمائركم،
أيها العرب أما خجلتم من ستين عاماً وأنتم أذلاء لم تذودوا حتى عن عقيدتكم
ومقدساتكم ألم تستغربوا اختفاء وضياع شعار " ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
"..
سحقاً لكم.