محمد المبارك الجموعي
شهداء الطن المخلصين الأوفياء، الذين بذلوا الروح والنفس رخيصة حباً وإخلاصاً للوطن
وترابه الطاهر، سوف نقرأ ونطلع عبر هذه السطور وهذه الصفحات لقائده ثورة الإنقاذ
والإعجاز "البشير عبدالله الفقير" وكوكبة عقده الفريد الذي إضاءة سماء السودان في
يوليو "1989م" والتي جاءت في الوقت المناسب عندما وصل الحكم للبلاد وهي تعيش تمزق
وشتات وضعف بكل معاني الكلام والكلمات، لذلك جاء الإنقاذ في الوقت المناسب بالفارس
المغوار لينقذ السودان من خشم الغول والضياع من المجهول.
وفي ذلك الوقت كان على رأس الدولة السيد "أحمد
عثمان المرغني" والإمام "الصادق المهدي" على رئاسة الوزراء وفي ساعات الليل البهيم
وأخره قام الأنقلاب العسكري على حكومة الصادق المهدي الذي كان نائم في العسل لأنه
كان يحتفل بحفيده من أبنته وسط وليمه كبيرة أقامها بهذه المناسبة السارة في الوقت
الذي كان فيه المتمردين وقادتهم من أبناء الجنوب بقيادة العقيد "جون قرنق" يتجاوزن
مدينة المرمك في ولاية النيل الأزرق، وكل ما جاءت ساعة كانوا يتقدمون صوب الخرطوم
درة أفريقيا وقلبها النابض.
لذلك أراد الله للإنقاذ أن يكون فكان في منتصف
"1989"م معلنة للسودان وأبناءه عهداً جديداً ناصع بتخرجهم من الظلمات إلى النور،
وإنهاء عهد الطائفية والعلمانية وخروج السودان من القمقم الذي كان يقبع فيه، ليطل
برأسه المشرق للعالم بعد أن كان عبارة زيل في المحافل الدولية يتبع لمصر إذا قالت
نعم قال نعم وإن قالت لا قال لا.
فجاءت هذه الحكومة تحمل صحيفتها بيمينها إلى
بوابة الجنات فرفعة من شأنه وكيانه وصار اسمه يجلجل في كل المحافل الدولية ويردده
ويتناقه جميع الناس بكل خير وتشريف.
لأن هذه الحكومة استخرجت ثرواته الكامنة في
باطن أرضه وظاهرها من بترول ومعادن ويورانيوم، وتوسعت في التعليم العام والعالي حتى
صار يمتلك عدد (42) جامعة في جميع إنحائه ودخلت البلاد عهد جديداً من الصناعات
الثقيلة الممثلة في مصانع جياد لصناعة السيارات والجرارات الزراعية وتوابعها،
والشاحنات ودخلت الدولة في مجال التصنيع الحربي بكل أشكاله من طائرات مروحية
وطائرات مقاتلة ودبابات ومدافع وصواريخ وحاملات جنود وآليات فردية. . إلخ.
وهذه
الحكومة تقوم بتوجيه جزء كبير من عائدات النفط لتطوير الزراعة بشقيها النباتي
والحيواني، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية من الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد
والتي يبلغ مساحتها مائتين مليون فدان لم يستغل منها حتى الآن سوى السدس فقط، لذلك
نجد كثير من المستثمرين يتجهون صوب السودان لكي يجدوا لهم موطئ قدم حتى لا يسبقهم
قطار الزراعة في أرض وادي النيل الخصبة المعطاءة.
وكان للصين الشعبية حضور في
الزراعة مثل ما كان لها حضور ونصيب كنصيب الأسد في البترول، حيث قامت بإدخال محطة
تجارب زراعية في "إقليم القضارف" الذي يعتبر أغنى وأخصب إقليم في الكرة الأرضية
بقيمة (800) مليون دولار، وهذه المحطة الصينية للتجار الزراعية سوف ترفع مستوى
إنتاج الفدان إلى أثنين ونصف طن من الحبوب حتى تصدق المقولة التي تقول بأن السودان
سلة غذاء العالم.
ومن هذا الباب الزراعي الخصيب والمياه المتوفرة وشروط
الاستثمار المجزية الجزابة السلهة، ندعو أخوتنا في اليمن الشقيق الصديق بطرق هذا
الباب إلى بلدهم الثاني السودان.
هذه ثورة الإنقاذ التي رفعت السودان من الظلم
والظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم ومن المرض إلى العافية، ومن الجوع إلى
الكتفاء الذاتي من الغذاء ومن الخوف إلى الأمن والأمان فأطعمتهم من جوع وأمنتهم من
خوف.
فهلا جددتم البيعة واخترتم القوي الأمين.
قم يا بني واستقم إجلالٌ
وتقديره لأب السودان الهمام حسن السير والسيرة الذي لم يجمع في بنوك الدنيا دولار
ولا دنانيره أنعم به وأكرم به من قائد تقي حصوره.