القبيلي
الحلم، وقد جعل الله تعالى رعايته فرض كفاية على الأمة إذا قام بها البعض سقط عن
البعض الباقي، والمصيبة انه في هذا الوطن المعطاء الحبيب قد سقط واجب رعاية اليتيم
عن الجميع ولم يجد من يكفله او يرعاه.
اليتيم عديم: رغم أن الله تعالى أمرنا بالإحسان إلى
اليتيم وإكرامه إلا أنه لا يلقى منا إلا كل الإهمال ونجد اليتيم في مجتمعنا اليمني
يقاسي شتى أنواع القهر والألم طوال مشوار حياته فهو بالنسبة للمجتمع همّ وعبءّ ثقيل
و"حنبه" تدلك على ذلك أمثالنا الشعبية التي تروج وتؤصل مفاهيم النظرة الدونية
لليتيم والتخلي عنه حتى في أحلك الظروف كقولهم زوراً " اليتيم عديم"، " وإذا لقيت
اليتيم بالزربه لا تدخله ولا تخرجه"، أي إذا رأيت اليتيم عالقاً بالشوك فلا تساعده
" لا تدخله ولا تخرجه" وهو بالنسبة للحكومة لاشيء ..
مثله مثل المطلقة
والأرملة والعجوز لاحظ له من خططها ولا اهتماماتها ولا يدرج مطلقاً في جدول أعمالها
إلا النزر اليسير.
كافله في الجنة وظالمه في النار: يقول النبي صلى الله عليه
وسلم: " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وفرج بين أصبعيه الوسطى والسبابة ورعاية
اليتيم تشمل كل احتياجاته التي يحتاجها أمثاله " ضع تحت أمثاله عشرين خط" من مأكل
وملبس ومشرب ومسكن وتربية وتعليم وبالله عليكم هل ما يحتاجه أمثاله أن يُحشر مجموعة
من الأيتام في مبنى يسمى داراً لا تتبع جهة محددة ولا تحظى بأدنى اهتمام سوى توفير
بعض الكتب وبعض المدرسين، وبالله عليكم هل ما يحتاجه أمثاله 1200 ريال فقط لا غير
كل أربعه أشهر، أي ما يعادل 10 ريالات لا غير يومياً لكل يتيم، وبالله عليكم هل ما
يحتاجه أمثاله أن تتأخر كسوة العيد عنه ولا تصرف له إلا بعد أسبوعين من حلوله على
الأمة كل عام.
علاج القسوة: لاشك أن سبب قسوة قلوب أعضاء الحكومة الرشيدة التي
لا تكرم اليتيم ولا تحض على طعام المسكين عائد إلى سوء معاملة الأيتام وعدم
الاهتمام بأمورهم ولن ينفع الحكومة دواء لما تعانيه من القسوه إلا ما وصفه رسولنا
الأعظم صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل الذي شكى إليه قسوة قلبه فقال له عليه الصلاة
والسلام: " امسح رأس اليتيم واطعم المسكين".
فأما اليتيم فلا تقهر: وقد نهى
المولى عز وجل عن قهر اليتيم وأوصى بالعطف عليه قائلاً: "فأما اليتيم فلا تقهر"
ولكننا نجد الكثير يصرون على قهره ونزع الابتسامة من بين شفتيه بدلاً من زرعها ونجد
الكثير ممن يرون الكعكعة بيد اليتيم لا يعجبهم ولا يروق لهم هذا
المنظر.