;

هل تمنع مواقف إيران وتركيا عدواناً جديداً على غزة؟ 1018

2010-04-11 05:32:36

د. عبد
الله الأشعل


تتوالى التصريحات التركية
،والإيرانية إلى حد ما ،لصالح غزة، حيث تركز تصريحات أردوغان على إسرائيل ونقدها
وتحذيرها، وعلى التضامن مع غزة والاقتراب يوماً بعد يوم من محنتها.
فقد تصاعد
الموقف الشعبي والرسمي التركي من مأساة غزة في مشاهد لا يتسع المقال لحصرها منذ
محرقة غزة واستمرار الحصار والعدوان والتآمر في حلقة تتسع وتبلغ درجة الصدام مع
إسرائيل عندما
صرح أردوغان يوم 6 أبريل 2010 بأن إسرائيل هي الخطر الرئيسي على
السلام العالمى، وذلك بعد ساعات من صدور بيان رسمي للخارجية الإسرائيلية يتهم تركيا
بالانحياز إلى العالم الإسلامي وهى تهمة تؤدى إلى تحريض الجيش والعلمانيين على
سياسات حزب العدالة والتنمية داخل تركيا وفى علاقاتها الغربية.

كذلك أكد
أردوغان حزنه على ما حدث لغزة وشجع النشطاء على كسر حصارها واستضافت اسطنبول
مؤتمراً ناجحاً لإعادة إعمارها وتحمل الأتراك كل ما عجزت عنه الأموال العربية في
برنامج إعادة الإعمار .
وقد تسببت هذه المواقف وغيرها في حيرة واشنطن وأوروبا
وإسرائيل خاصة عقب الأزمة الدبلوماسية الحادة مع واشنطن بسبب الأرمن ومع إسرائيل
بسبب السلوك الفظ للخارجية الإسرائيلية مع السفير التركي.
من ناحية أخرى، يركز
أحمدى نجاد على دعم القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة، لكنه يركز بشكل أكبر على
الحد الأقصى عندما يكرر باستمرار أن محو إسرائيل قريب وأن هجومها على إيران سيقرب
يوم زوالها ، بل إنه لأول مرة يحذر إسرائيل من الاعتداء على غزة، في نفس الوقت كرر
أردوغان أنه لن يسمح بإحراق غزة مرة أخرى وحذر إسرائيل من ذلك، وشجع علي أن يمضى
تقرير جولد ستون في طريقه لمعاقبة الإسرائيليين.
يهمنا في هذه المقالة أن نحلل
أثر هذه المواقف على الأطراف: إسرائيل والفلسطينيين في غزة والضفة، والقدس، والعرب
بشكل عام.
فيما يتعلق بإسرائيل، فالثابت أنها تتخذ قراراتها بالعدوان على غزة
دون أن يردها أي عوامل أخلاقية أو دينية أو قانونية مادامت تعمل وفق مشروعها
الصهيوني، ولكن موقف تركيا الذي يبدو أفضل وأوضح بكثير من مواقف عربية يؤثر على
إسرائيل تأثيراً معنويا في قرار العدوان عليها ، ولكن قد لا تأخذه إسرائيل بالجدية
الواجبة، إلا إذا كانت تركيا تنوى اتخاذ خطوات في علاقاتها بإسرائيل، ومع المقاومة
بما يجعل عمليات إسرائيل الجديدة ضد غزة بالغة الصعوبة والتكاليف.
ولكن إسرائيل
تدرك أنها أحرقت غزة في أواخر 2008 وأوائل 2009 دون أن يحرك أحد ساكناً ووسط ذهول
الأتراك الذين لم يتوقعوا هذا الموقف العربي، ثم تحرك أردوغان مغتاظاً مما
رأى.
أما دور الموقف الإيراني في منع إسرائيل من ضرب غزة فلا أظن أنه هو الآخر
له دور سوى دعم المقاومة، وهو موقف مستمر، ولن يؤدى إلى الاحتكاك بين إسرائيل
وإيران، إلا إذا كان العدوان علي غزة مقدمة وتمهيداً للعدوان على إيران.
ولكن
الموقف التركي قد يكون له فعالية أكبر خصوصاً إذا امتد إلى العلاقات التركية
الأمريكية، أو إثارة العالم الإسلامي، ولهذا قد تهتم إسرائيل كثيراً بالموقف التركي
من هذه الزاوية إذا كانت تفكر فعلاً في إعادة إحراق غزة.
أما الموقف الإيراني
فإنه يمكن أن يكون حاسماً إذا زودت إيران المقاومة بصواريخ مضادة للطائرات أو
الدبابات، ولكن إغلاق غزة وحصارها والإخلاص العربي في ذلك يقلل من قدرة أحد على
مساعدة غزة، غير أن حسابات إسرائيل هذه المرة يجب ألا تعتمد فقط على تردي الوضع
العربي واستسلامه أو تواطئه مع إسرائيل، لأن المنطقة كلها تغلي وأن أي عمل من هذا
النوع قد يكون فتيل الاشتعال ضد الحكومات المجاورة لإسرائيل وضد إسرائيل وأمريكا
نفسها، ولا تفيد جسارة "نتانيا هو" ونظريته في الضعف العربي شيئاً إذا انهارت النظم
الحليفة له تحت سنابك الجماهير المحترقة بالخذلان والعجز والقهر وانسداد الأفق في
داخل أوطانها ومع إسرائيل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد