;

استقلالية التعليم والقضاء على فضيحة التعليم ..الحلقة الـ«37» 1237

2010-04-13 06:29:52

صفحه من
كتاب


تعاني التربية في بلاد العرب
والمسلمين من أزمة حادة على الرغم مما استنفذته من جهود طائلة وأرصدة هائلة، حيث من
مظاهر هذه الأزمة تحلل أجيالنا المعاصرة وضعفها في مجابهة ما تزخر به مجتمعاتنا من
فنون الإغراء وانسياقها وراء كل ما نبع في الغرب من مذاهب
وتيارات. .

مقترحات: في هذا الحيز
المحدد إزاء هذا المرفق الحيوي الإستراتيجي المعقد وفي إطار دعم حريات أمتنا
وتقدمها نجتزى الأفكار التالية: استقلال التربية ومؤسساتها عن الدولة وذلك بالكف عن
تسييس المناهج التربوية لا بمعنى حياد المدرسة إزاء هموم أمتنا الكبرى فإنما جعلت
المدرسة لمعالجة تلك الهموم والامتناع عن الزج بها في معاركنا اليومية وأهمها
المعركة على السلطة فحين يصرح وزير للتربية إنه جاء لمحاربة الإسلاميين فكيف يدعو
بعد ذلك إلى عدم تسييس الجامعة والمدرسة والمسجد، ومعنى ذلك أننا إزاء استعمال غير
مشروع للمدرسة والسلطة وأن برامج التربية في الغرب الذي يزعمون تقليده لا تشهد
تغييراً هيكلياً يذكر بمجيء وزير وحتى حزب إلى السلطة أو بذهاب آخر وكذا كان الأمر
أيام قوة واستقرار حضارتنا، لقد كانت دول تأتي وتمضي أخرى ومناهج التعليم في جامع
الزيتونة مثلاً لا تمس أساسيات، لأنه إذا كان وصف السياسة الغالب هو التقلب
فالتربية وصفها الغالب في ثباتها على الأساسيات تثبيتاً ومحافظة على شخصية الأمة
والاعتماد الجاد لمبدأ استقلال التربية والتعليم عن الدولة، من حيث وضع البرامج
توكل هذا المهمة لهيئة علمية لا سلطان للدولة عليها يمثل فيها بانتخاب كبار العلماء
والمثقفين ونواب عن قطاعات التعليم الرئيسية.
بعد كسر احتكار الدولة للسيطرة على
المدرسة وضمن ثوابت أمتنا يمكن أن تتعدد المناهج الدراسية وتتعدد جهات الإشراف على
التعليم بالعودة إلى تشجيع القطاعات الشعبية التي كانت تتحكم خلال ازدهارنا الحضاري
في قطاع التعليم كله حتى نكبنا بالاستعمار وحلفائه فقاموا بالاستيلاء على المدرسة
والاستيلاء على الأوقاف التي كانت تمولها، وكذا تشجيع القطاع الخاص بوسائل كثيرة
منها مشاركة الدولة في تمويله دون تحمل عبء إدارتها أو الإنفاق الكامل
عليها.
استقلالية التعليم: تقليص نفوذ السلطة المركزية على مجالات العلم
والثقافة والتربية والبحث في اتجاه الاقتصار على بذل النصح والنهوض ما عجز المجتمع
عن القيام به، ريثما يفعل ذلك لتنسحب الدولة تاركة المجال للمؤسسات الشعبية الجهوية
والجهود الفردية والجماعية الطوعية والمنظمة مثل مجالس البلدية المحلية وجمعيات
الوقف ونقابات التعليم واتحادات الكتاب وهيئات الخريجين، وتكون مهمة وزارة التربية
هو التنسيق بين سائر هيئات التعليم الشعبية وتكون صلتها في إطار التعليم شبيهة بصلة
وزارة العدل بالقضاء والقضاة في البلاد الديمقراطية، الأمر الذي سيفضي إلى تحجيمها
بالتدريج لصالح مؤسسات التشغيل الكامل لمؤسساتنا التربوية كالمساجد والمدارس،
فالمساجد التي كانت الرحم التي نشأت فيها حضارة الإسلام مجسدة التكامل التربوي في
الإسلام بين العقل والروح قد عطل إلى حد كبير دورها التربوي فهي اليوم لا تستخدم
إلا في أوقات محدودة جداً من اليوم، على حين يمكن تشغيلها من الصباح الباكر حتى آخر
النهار وساعات من الليل فها هي الجامعات المفتوحة التي تشهد في السنوات الأخيرة
إزدهاراتها في الغرب وكذا فإن تشغيل المدارس والجامعات اليوم محدود جداً لا يتجاوز
ثلث أو نصف الوقت بحسب العطل. .
أليس هذا التعطيل لإمكاناتنا مظهراً من مظاهر
تخلفنا وسبباً رئيسياً من أسبابه، بينما يمكن من خلال التشغيل الكامل لمؤسساتنا
التربوية رفع نسبة القبول والقضاء على فضيحة الأمية في وطننا العربي
الإسلامي.
الشوط المفتوح وذلك من خلال اعتماد مبدأ الرجل وبلائه فيفتح مجال
السير والتقدم في سلم الدراسة حسب الذكاء والاجتهاد بدل فرض حد أوسط من السرعة يعجز
عنه البطيئ فيسقط ويثبط همة السريع فيخمل. . .
إنها المدرسة المفتوحة والشوط
المفتوح. .
إذاً المطلوب في تخريج طبيب مثلاً حملة من المهارات في اشترط في
تحصيلها كمية معينة من الزمن.
المدرسة والمؤسسة الاقتصادية: يمكن معالجة مشكلة
بطالة المعلمين والتخفيف من أعباء الدولة بالربط بين التعليم لاسيما التعليم
المهني والمؤسسات الاقتصادية فيكون لكل مؤسسة اقتصادية مدرسة تابعة لها لتخريج
كوادرها فيصبح للمؤسسة دور تربوي ،ويتم التدريب على المهنة في الميدان العملي ويكون
منتجاً بدل التعليم المهني المصطنع الذي تقوم به الدولة ولا تجد لخريجيه عملاً بل
قد ترفضهم المؤسسة الاقتصادية إذ لا يصلحون لها، كذا كان التعليم المهني يتم في
أسواق صناعتنا التقليدية قبل أن تنكب بتسلط التحديث التقليدية وكأننا أمة قدمت من
الأدغال.
مقابل المدرسة المرتبطة بالمؤسسة الاقتصادية والإدارية سواءً تلك التي
ترعاها الدولة أو غيرها هناك المدرسة المفتوحة على هيئة مسجد أو غيره تنهض بمهام
التثقيف العام والعلوم النظرية يؤمها الناس من مختلف الأعمار وحسب ما شاءوا ومتى ما
شاءوا ويختارون من الأساتذة من شاءوا، فحلقات الدروس على اختلافها معروضة أمامهم
يتقدمون فيها بالسرعة التي يختارون توسيع نطاق التثقيف العام أو الجامعة الشعبية
تسخير كل المؤسسات المتاحة لطول الوقت أو في أوقات محدودة من الليل أو النهار في
الصيف أو الشتاء، ويمكن أن تتم حتى في الحدائق أو على الشواطئ وتحت ظلال الأشجار،
المهم هو توسيع نطاق التعليم وتسييره وكسر احتكاره وكسر القوالب التقليدية والتي لا
تهدف إلى القضاء على فضيحة الأمية فحسب وإنما الارتفاع المتواصل بالمتوسط العام إلى
ما وراء الثانوية العامة.
الاهتمام بتعليم المرأة بالمستوى نفسه من الحرص وأشد،
فالمرأة نصف المجتمع وفي أحضانها يتربى النصف الآخر فكيف ترجى نهضة لا تكون مشاركة
المرأة فيها فعالة.
الارتفاع المتواصل برسالة التعليم من خلال الارتفاع المتواصل
بمستوى المعلم في كل المراحل وعلى كل المستويات العلمية والخلقية والمادية فيشترط
فيه من مثالية الأخلاق ما لا يشترط في غيره إلا أن يكون حاكماً أو قاضياً أو إمام
مسجد، ويخص المدرس في كل المستويات بامتيازات مادية لا تضاهيها مهنة أخرى.
الحرص
على الجيل القادم: الحرص كل الحرص على تخريج جيل في أعلى درجات الالتزام بالإسلام
والاعتزاز بانتمائه إلى أمة لإسلام وتراثها في اعتدال بعيد عن كل تشدد وضيق نظر،
وذلك بالابتعاد عن التعصب المذهبي لأي مذهب في الإسلام، فيتربى المسلم في الوقت
ذاته على الإيمان والاعتزاز بعظمة الإسلام وتوحيد الله وحده والرسل ووحدة الأمة
والإنسانية وتقديس الكرامة البشرية وقيم الحرية والعدالة، ومن الجهة الأخرى على
حرية الفكر والاجتهاد والشورى ومحبة العلم والعلماء وعلى تعدد الألوان داخل المدرسة
الإسلامية، وإن الحكمة ضآلة المؤمن يبحث عنها داخل منصبه وخارجه، وداخل أمة الإسلام
وخارجها، كما يتربى على الإيمان بوحدة النوع الإنساني فيتألم المعذبون في الأرض
ويشتد غيظه ضد. .
الظلم والظالمين، ضد الاستبداد والتمييز العنصري والهيمنة
الاستعمارية والتسلط الإسرائيلي على فلسطين وعلى أخلاقيات الشعوب فيكون إيجابياً في
نصرته لقضايا الحق والعدل والحرية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد