محمد
مصطفى العمراني
مصطفى العمراني
من القيم التي تكاد تكون غائبة في
حياتنا اليوم قيمة عظيمة وهي وفاؤنا لأهل الفضل علينا كأفراد وكمجتمع وهنا أسجل
إعجابي بفكرة تحمل بعداً إنسانياً عميقاً وهي تخصيص بعض الصحف والمجلات زاوية تحت
عنوان " أوفياء " يسطر فيها البعض منا رسائل تحية وآيات شكر وتقدير لأهل الفضل
علينا ومن قدم لنا معروفاً أو أسدى لنا خدمة وحالت الظروف دون شكره ولقاؤه
.
كم لنا من أقارب ، معلمين ،
زملاء دراسة ، زملاء عمل لم نتذكرهم باتصال نسلم فيه عليهم ونسأل عن أحوالهم وندعوا
لهم وإذا كانت قد حالت الظروف دون الاتصال لسفر أو موت وما شابه ذلك فلماذا لم نكتب
عنهم أو نسأل من يمكن أن يصل إليهم ولو بعد حين ؟ لماذا لم ندعو لهم بظهر الغيب ولم
ننو مجرد النية التواصل معهم ؟ وإذا علم الله صدق نيتنا سهل ذلك التواصل.
من
يتذكر منا تلك الوجوه التي رافقته في طفولته أو في فصول دراسته أو مقاعد كليته أو
أماكن عمله ؟! من يقلب في سجلاته القديمة ودفاتر الهاتف ويعيد قراءة الأسماء ويرجع
البصر كرتين في حالها وأين ألقت رحلها ؟! من يعيد أرشفة الذاكرة ويبدأ جدولة
الأسماء ويبدأ التواصل معهم ؟! إلى هذا الحد تقيدنا ظروفنا وتربطنا أمعاؤنا ويضيق
وقتنا عن بذل أسمى وأرقى المعاني الإنسانية في الوفاء، ربما ساهمت الثورة
التكنولوجية خصوصاً في عالم الاتصال في تجميد مشاعرنا وتفكك علاقتنا الاجتماعية
والإنسانية مع أنه يفترض أن تعمق هذه المشاعر وتفعلها ،ورغم الفتاوى التي تحرم
أعياداً كعيد الحب والأم والمعلم وغيرها في مجتمعاتنا الإسلامية نجد إقبالاً كبيراً
عليها لما تحمل من بعد إنساني ومن إحساس عاطفي ومن رمزية غنية بالمشاعر ،هناك من
كتب عن كل الظواهر والقضايا وشخص مشاكل الواقع وطرح الحلول والمعالجات ولكنه لم
يكتب حرفاً واحداً وفاءاً لأمه أو أبيه أو معلمه أو أخيه ناهيك عن أخته أو زوجته
فهؤلاء من المحظور نشر أسمائهن وربما يذكرهن البعض بسطر في مذكراته التي ستنشر بعد
وفاته وربما وفاتهم.
كم من الأعلام اليوم يشيد بجهود زوجته أو زوجاته ويذكر
أدوارهن ومواقفهن في حياته ؟!! لقد كان صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثلة في
الوفاء حين كان يشيد بخديجة وأدوارها ويقول : لقد كانت وكانت وكان لي منها ولد حتى
غارت منها عائشة وهي - خديجة - ميتة ولو كان في إخفاء أسماء النساء وعدم الحديث
عنهن مندوب شرعي لما عرفنا أسماء زوجات الرسول وبناته وأسماء زوجات الصحابة ولكنها
العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
أتساءل : متى قرأنا للدكتور/
عبدالعزيز المقالح الذي سود الصفحات شعراً ونثراً وكتابةً مقالات عن أمه أو زوجته
التي لا يذكرها في مقابلاته إلا عند الحديث عند تكدس البيت بالكتب باعتبارها شاكية
ومتضايقة من هذا الحال وهكذا كنموذج يقاس.
قد يقول قائل: ما فائدة أن يكتب
هؤلاء المشاهير عن أقاربهم أو معلميهم؟ أقول : ليغرسوا فينا قيمة الوفاء والشكر
المفقودة في حياتنا تجاه أهل الفضل علينا من أقاربنا أليس الأقربون أولى بالمعروف
؟! ومعلمونا وكل أهل الفضل علينا منهم ؟ تلك الأم التي حملتنا كرهاً ووضعتنا كرهاً
وأرضعت وربت وسهرت وعلمت وأدبت ألا تستحق وفاءاً يتجاوز تعليق صورها على حائط البيت
إلى تتويجها ملكة في عرش سويداء القلب وحدقات العيون ؟؟! وذلك الأب الذي صارع ويلات
الحياة وعارك قسوتها ومشاقها وبذل الغالي والرخيص والحاصل والنفيس من أجل سواد
عيوننا ألا يستحق حباً يسكن شغاف القلب ويصدقه القول والعمل ؟؟! أساتذتنا الذين
شرحوا وأوضحوا وبحت أصواتهم تدريساً وتوجيهاً ونصائح ألا يستحقون الشكر والتقدير ؟!
زملاؤنا من شاركونا كتبهم ودفاترهم وأقلامهم وملازمهم وكيكهم وعصيرهم وقاسمونا
مصروفهم القليل ألا يستحقون السؤال والدعاء ؟! زملاؤنا في عملنا من استفدنا من
تجاربهم وأكلنا معهم الخبز والملح تكاملنا مع بعضهم وتنافسنا مع آخرين وتحاربنا مع
فريق منهم ألا يستحقون حبنا وعفونا ودعمنا ومشاعرنا ؟! حتى أولئك الذين كرهونا
وحقدوا علينا وعملوا ضدنا واغتابونا وأعطونا من حسناتهم وأوقاتهم ألا يستحقون الشكر
والتقدير لو تأملنا ؟! ألم يعط هؤلاء للحياة طعمها الحقيقي ؟! ألم يكونوا هم
بهاراتها وملحها ووجهها الآخر ؟! ألم يشعرونا أننا أحياء نؤثر إيجاباً وسلباً ؟!
ألم يعطونا أهمية لم نكن ندركها وقيمة ولم نكن نعلم بها.
حياتنا اليوم قيمة عظيمة وهي وفاؤنا لأهل الفضل علينا كأفراد وكمجتمع وهنا أسجل
إعجابي بفكرة تحمل بعداً إنسانياً عميقاً وهي تخصيص بعض الصحف والمجلات زاوية تحت
عنوان " أوفياء " يسطر فيها البعض منا رسائل تحية وآيات شكر وتقدير لأهل الفضل
علينا ومن قدم لنا معروفاً أو أسدى لنا خدمة وحالت الظروف دون شكره ولقاؤه
.
كم لنا من أقارب ، معلمين ،
زملاء دراسة ، زملاء عمل لم نتذكرهم باتصال نسلم فيه عليهم ونسأل عن أحوالهم وندعوا
لهم وإذا كانت قد حالت الظروف دون الاتصال لسفر أو موت وما شابه ذلك فلماذا لم نكتب
عنهم أو نسأل من يمكن أن يصل إليهم ولو بعد حين ؟ لماذا لم ندعو لهم بظهر الغيب ولم
ننو مجرد النية التواصل معهم ؟ وإذا علم الله صدق نيتنا سهل ذلك التواصل.
من
يتذكر منا تلك الوجوه التي رافقته في طفولته أو في فصول دراسته أو مقاعد كليته أو
أماكن عمله ؟! من يقلب في سجلاته القديمة ودفاتر الهاتف ويعيد قراءة الأسماء ويرجع
البصر كرتين في حالها وأين ألقت رحلها ؟! من يعيد أرشفة الذاكرة ويبدأ جدولة
الأسماء ويبدأ التواصل معهم ؟! إلى هذا الحد تقيدنا ظروفنا وتربطنا أمعاؤنا ويضيق
وقتنا عن بذل أسمى وأرقى المعاني الإنسانية في الوفاء، ربما ساهمت الثورة
التكنولوجية خصوصاً في عالم الاتصال في تجميد مشاعرنا وتفكك علاقتنا الاجتماعية
والإنسانية مع أنه يفترض أن تعمق هذه المشاعر وتفعلها ،ورغم الفتاوى التي تحرم
أعياداً كعيد الحب والأم والمعلم وغيرها في مجتمعاتنا الإسلامية نجد إقبالاً كبيراً
عليها لما تحمل من بعد إنساني ومن إحساس عاطفي ومن رمزية غنية بالمشاعر ،هناك من
كتب عن كل الظواهر والقضايا وشخص مشاكل الواقع وطرح الحلول والمعالجات ولكنه لم
يكتب حرفاً واحداً وفاءاً لأمه أو أبيه أو معلمه أو أخيه ناهيك عن أخته أو زوجته
فهؤلاء من المحظور نشر أسمائهن وربما يذكرهن البعض بسطر في مذكراته التي ستنشر بعد
وفاته وربما وفاتهم.
كم من الأعلام اليوم يشيد بجهود زوجته أو زوجاته ويذكر
أدوارهن ومواقفهن في حياته ؟!! لقد كان صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثلة في
الوفاء حين كان يشيد بخديجة وأدوارها ويقول : لقد كانت وكانت وكان لي منها ولد حتى
غارت منها عائشة وهي - خديجة - ميتة ولو كان في إخفاء أسماء النساء وعدم الحديث
عنهن مندوب شرعي لما عرفنا أسماء زوجات الرسول وبناته وأسماء زوجات الصحابة ولكنها
العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
أتساءل : متى قرأنا للدكتور/
عبدالعزيز المقالح الذي سود الصفحات شعراً ونثراً وكتابةً مقالات عن أمه أو زوجته
التي لا يذكرها في مقابلاته إلا عند الحديث عند تكدس البيت بالكتب باعتبارها شاكية
ومتضايقة من هذا الحال وهكذا كنموذج يقاس.
قد يقول قائل: ما فائدة أن يكتب
هؤلاء المشاهير عن أقاربهم أو معلميهم؟ أقول : ليغرسوا فينا قيمة الوفاء والشكر
المفقودة في حياتنا تجاه أهل الفضل علينا من أقاربنا أليس الأقربون أولى بالمعروف
؟! ومعلمونا وكل أهل الفضل علينا منهم ؟ تلك الأم التي حملتنا كرهاً ووضعتنا كرهاً
وأرضعت وربت وسهرت وعلمت وأدبت ألا تستحق وفاءاً يتجاوز تعليق صورها على حائط البيت
إلى تتويجها ملكة في عرش سويداء القلب وحدقات العيون ؟؟! وذلك الأب الذي صارع ويلات
الحياة وعارك قسوتها ومشاقها وبذل الغالي والرخيص والحاصل والنفيس من أجل سواد
عيوننا ألا يستحق حباً يسكن شغاف القلب ويصدقه القول والعمل ؟؟! أساتذتنا الذين
شرحوا وأوضحوا وبحت أصواتهم تدريساً وتوجيهاً ونصائح ألا يستحقون الشكر والتقدير ؟!
زملاؤنا من شاركونا كتبهم ودفاترهم وأقلامهم وملازمهم وكيكهم وعصيرهم وقاسمونا
مصروفهم القليل ألا يستحقون السؤال والدعاء ؟! زملاؤنا في عملنا من استفدنا من
تجاربهم وأكلنا معهم الخبز والملح تكاملنا مع بعضهم وتنافسنا مع آخرين وتحاربنا مع
فريق منهم ألا يستحقون حبنا وعفونا ودعمنا ومشاعرنا ؟! حتى أولئك الذين كرهونا
وحقدوا علينا وعملوا ضدنا واغتابونا وأعطونا من حسناتهم وأوقاتهم ألا يستحقون الشكر
والتقدير لو تأملنا ؟! ألم يعط هؤلاء للحياة طعمها الحقيقي ؟! ألم يكونوا هم
بهاراتها وملحها ووجهها الآخر ؟! ألم يشعرونا أننا أحياء نؤثر إيجاباً وسلباً ؟!
ألم يعطونا أهمية لم نكن ندركها وقيمة ولم نكن نعلم بها.