الجفري
العربية الخاصة غير الحكومية تثير من حولها المزيد من الشبهات ما تزال بعض القنوات الفضائية
العربية الخاصة غير الحكومية تثير من حولها المزيد من الشبهات بما تقدمه أحياناً من
برامج مخلة بالأخلاق لشّد الانتباه، ولأن هذه القنوات لا تعمل وفق خطة إعلامية
محددة المعالم، كان لابد من الوصول إلى هذا الجو، في البداية ابتعدت هذه القنوات
تماماً عن محاولة تقديم خدمات إخبارية حيث أن الدخول في هذا المجال يحتاج بلاشك إلى
إمكانيات مادية وعقليات متخصصة.
وبما أن هذه القنوات لا تستطيع توفير كل
ذلك لأنها في الأصل لا تعمل إلا من خلال المنطق التجاري الذي يحكمه المكسب
والخسارة.
ولهذا فقد اعتمدت هذه النوعية من القنوات على تقديم المنوعات التي
تعتمد أولاً وأخيراً على الإعلانات لفتيات شبه عاريات، ثم تقدم بعد ذلك نوعية من
البرامج المسلية في شكل أحاديث أو مذكرات ولا مانع من البحث عن صاحب ذكريات جرت في
حياته بحكم موقع عمله في الماضي ولكن هذه الأحاديث أحياناً تخرج عن نطاق تقاليدنا
وعاداتنا العربية والإسلامية..
وخلال الرحلة التي قطعتها هذه النوعية من القنوات
العربية الخاصة منذ بداية إرسالها حتى يومنا هذا وقعت عن عمد أو عن غير عمد في
أخطاء من نوع غريب، فقد كان كل همها لفت الأنظار إليها، فتخيل أنصاف الموهوبين أو
الأقل من ذلك الذين يعملون فيها أنهم قد أصبحوا نجوماً تلفزيونية ومن حقهم البحث
لأنفسهم عن الشيء الذي يضمن لهم البريق واللمعان من خلال البرامج أو الأحاديث
السطحية التي يقدمونها، وبما أن أصحاب هذه القنوات ليسوا بالطبع على دراية وخبرة
إعلامية فلم يتمكنوا من معرفة أو تحديد الأبعاد الحقيقية لنوعية هذه البرامج التي
تقدم.
وحسماً لهذه الفوضى لابد من وقفة متأنية نراجع الخط الإعلامي الذي يجب أن
تلتزم به هذه القنوات، وكل ما نطلبه في هذا المجال فقط هو الالتزام بالميثاق
الأخلاقي ولا تخرج عنه مادام الذين يعملون في هذه القنوات الخاصة على درجة من فهم
دور ورسالة هذه القنوات، وعليهم احترام المشاهدين بعدم تقديم برامج وإعلانات مخلة
بالأخلاق والتقاليد العربية والإسلامية.