الشرجبي
وناشدت بأن يكون الإنسان قنوعاً بما يملكه وأن يشكر الله ويحمده على كل شيء.
لا
أدري لماذا أنادي بالقناعة وبأنها كنز لا يفنى؟! فعندما أنظر إلى واقعنا المزري
وحال العديد من الأسر والعائلات التي تكاد تموت جوعاً أقول أني مخطئة لأن المطالبة
بالقناعة تكون في حالة امتلاك الإنسان شيئاً وهو يطمح للمزيد!، ولكن في حال عدم امتلاكه
لشيء حتى لقمة عيشه هنا علينا أن نطالبه بالصبر واللجوء إلى الله.
فالوضع
في اليمن يسوء يوماً بعد يوم وعندما يتم مناقشة الأمر مع أشخاص من أصحاب المصالح
يكون حواره هجومياً بأن الشعب لا يقتنع مهما وجد من مشاريع، ولا أدري ما هو الموجود
والذي لا يقتنع به أبناء اليمن؟!! لكننا نعذره لأنه يتحدث عن شيء يسمع عنه ولا
يعرفه فيسمع عن مشاريع بالمليارات وعن استثمارات ومستثمرين قدموا لليمن من مختلف
البلدان!، فبالتأكيد ستكون وجهة نظره صحيحة، ولكن هل هذا صحيح؟؟.
أراهن أن الكل
يعرف الإجابة.
وإذا نظرنا إلى الواقع لوجدنا أن أبناء اليمن بشكل عام لم يتغير
عليهم شيء، منذ الوحدة ولم يشعروا بأي تغير، فما كان قبل الوحدة ظل كما هو من
مؤسسات حكومية ووزارات ومكاتب وسفارات...إلخ، حتى على مستوى الموظفين بقى كل فرد في
وظيفته، وعندما يقال بأن هناك تصحيح لأوضاع معينة لا يتم معالجتها بصورة صحيحة فعلى
سبيل المثال: ستشهد المجالس المحلية انتخاب لهيئاتها الإدارية ورؤساء اللجان وأمناء
العموم وفي خطوة تصحيح سيتم تفريع أمناء العموم ورؤساء اللجان من عملهم الأساسي في
الحزب وسيتم دفع دماء جديدة لتشغل مناصب أمناء العموم..
إلخ.
وهذه الدماء
الجديدة ما هي إلا دماء فاسدة قد فسدت في مواقع عملها السابق وتم إبعادها بدلاً من
محاسبتها، واليوم سيتم وضعها في مواقع تأديبية، هنا يبرز سؤال مهم: هل اختفت
الكوادر المؤهلة والنزيهة من اليمن؟!! أم كما قلنا في السابق أن من يعرف بفساده لا
يتم معاقبته بل تتم ترقيته؟!! إن اليمن لا تستحق أن تعامل بهذا الشكل
المهين.
فلا شيء فيها مفرح، ففي كل ركن من أركانها معاناة وأوجاع وأنين ودموع
ودماء..
وآهات المطحونين.