الذيباني
والتعليم في محافظة لحج ابرز واهم أركانها، وظلت تتجه نحو المجهول، انتشرت فيها
ظاهرة الغش، وتسرب الطلاب من المدارس، وتهرب المعلمون من أداء مهامهم بالشكل
المطلوب، في ظل تقاعس وإهمال وتباطئ من قبل إدارات المدارس، أمام غياب شبه تام من
قبل إدارات التربية بالمديريات، وانشغال مكاتب التربية بالمحافظات فيما يعتبرونه
أهم من ذلك وهو تقاسم الوظائف،
والاستحواذ على مخصصات التربية في مركز المحافظة، بينما التعليم قد بات في خبر كان،
والتربية انعدمت عند اغلب الطلاب في مدارس المحافظة كيف للتعليم أن يأخذ مساره
الصحيح وظاهرة الغش في ازدياد مستمر خاصة في مراحل النقل، والترقيع بين الفصول
الدراسية من أهم وأفضل العروض التي تقدمها إدارات المدارس للطلاب الفاشلين، وأصبح
الطالب يضع في باله ان بإمكانه الحصول على النجاح بأقل جهد وبعلاقات أكثر، هذا
الأمر الذي جعله يضع اغلب أوقاته في تناول القات ومضغ التمبل ونفخ السيجارة وممارسة
السياسة مع الكبار خارج المدرسة حتى انه تم نقلها إلى داخل مدارسهم وتلقينها على
باقي زملائهم وجرهم إلى مربع هواة السياسة خلال العام الدراسي والى مثلث الفشل
نهاية العام ومن ثم اللجوء إلى أول وسيلة وهي الغش وثانيها المطالبة بالعلامات من
إدارة المدرسة للوصول إلى النجاح وثالثها وأخرها ان لم ينجحوا بالغش وبإضافة
الدرجات يتهمون المعلم انه تعمد إفشالهم وبعد ذلك يتسربون من التعليم أو قد يتمكنوا
من تجاوز فشلهم بأي أسلوب كان ومما لاشك فيه أن مستقبل اغلب أولئك الطلاب يتجه نحو
زاوية الانحراف والفشل.
ان تهرب الطلاب من المدرسة وممارساتهم التي لا تنسجم مع
القوانين واللوائح التعليمية والمدرسية للأسف تجد مباركة كبيرة وتأييد منقطع النظير
من قبل بعض المعلمين الأمر الذي شجع الطلاب على رفع سقف ممارساتهم تلك إلى حد تخريب
مدارسهم ومحتوياتها والاعتداء على المعلين وسبهم حتى وصل بهم الأمر إلى رفض
القرارات المدرسية بالعلن وعدم قبولهم باي من الإجراءات التي تتخذها إدارة التربية
والتعليم والوزارة وعدم التزامهم بالنظام واللوائح المدرسية الموجودة في القانون
وعدم احترامهم لشخص المعلم في ظل سكوت إدارات التربية والمدارس.
كما ان المعلمون
الذين بات تفكيرهم يتراود في مساحة ضيقة جدا ويعتقدون إن دورهم ينحصر في خمسة
وأربعون دقيقة وقت الحصة الدراسية يلقون فيها بعض المعلومات من الكتاب وتحديد بعض
الصفحات التي ينبغي على الطالب نقلها إلى دفتره في المنزل أما غير ذلك فهو ليس من
اختصاصهم وحتى التربية والتوعية فهم يعتبروها من مهام الأسرة، وكذا استيعاب التعليم
يعد من مهام الطالب فدورهم ينتهي عند إلقاء الدرس والتنقل من درس إلى أخر فقط
والطالب يفهم أو عمرة لا فهم، حيث انتشر مؤخراً مصطلح على بعض المعلمين الذين
ينتهجون هذا الأسلوب يعرف ب (معلمين مش خصي).
حيث بات الجميع يعلم إن التعليم
قد وصل إلى أسوء حالاته وما يزيد الحال سوءاً هو زيادة تدهوره من عام إلى آخر أمام
صمت وإهمال الجهات المعنية التي ظهرت وكأن الأمر لا يعنيها واقتصرت دورها على
الاهتمام بعدد الوظائف وكيف سيتم توزيعها؟ وكم نصيب كل مسئول منها؟ وكم مقدار
المخصصات المالية؟ وفي إي الإعمال سيتم تخصيصها؟ وكم عدد المشاريع المعتمدة؟ ومتى
سيتم إعلان مناقصاتها؟ والبحث عن أماكن تواجد قيادات رفيعة المستوى للقاء بهم وشرح
لهم عدد كبير من الأفلام الخيالية من المغامرات الكرتونية والتي تبعد كل البعد عن
حال التربية والتعليم الحقيقي، وكل تلك الروايات والقصص التي يرونها وصعوبة تنفيذها
ليس إلا لغرض الحصول على بعض الامتيازات والإمكانيات لتحسين أوضاعهم الشخصية قبل
تحسين وتطوير أوضاع وحال التربية والتعليم، متجاهلين كل ما يقال عن سوء التربية
وتدني التعليم وتدهور مستوى الطلاب وعدم تطبيق اغلب اللوائح المدرسية وغياب
المعلمين المستمر وضعف أقسام التوجيه والرقابة والأشراف ومتناسيين دورهم المطلوب
منهم ومهامهم الملقاة على عاتقهم أمام الله سبحانه وتعالى قبل ان تكون أمام وزارة
التربية والتعليم وقبل ان تكون أمام المجتمع.
وضع التربية والتعليم الذي بدأ
يأخذ طريقة نحو تدهور وانهيار محتمل يصعب السيطرة عليه حينذاك، في ظل وجود مجتمع
اختفت عنه أي من مؤشرات الوعي والثقافة، وعدم ادارك أولياء أمور الطلاب في أي مكان
تكمن مصلحة أبنائهم، وعدم متابعتهم لتحركات أبنائهم ومراقبة أداء المدارس
والمعلمين، وكذا عدم إدراك الأبناء.
إن الالتزام بالتعليم في المدرسة يعد من أهم
الأساسات في بناء المستقبل الأفضل لهم، ولهذا فالمجتمع لن يتحسن حاله، ولن تتطور
ثقافته، ولن تنمو مهارات وقدرات أفراده إلا إذا عزم الجميع على إصلاح وضع التربية
والتعليم كمرحلة أولى نحو بناء مجتمع واعي متطور، وقدرة أبناءه على المشاركة في
مختلف نواحي الحياة، كما ان إصلاح وضع التربية والتعليم لابد ان يأتي ابتداءً من
أولياء أمور الطلاب الذي يتوجب عليهم مراقبة أبنائهم والتواصل والتنسيق مع إدارات
المدارس، وكذا توفر النية الصادقة من قبل الوزارة في تحسين أداء الإدارة المدرسية
والتربوية، وتأهيل المعلمين تأهيلا كاملا مع إلزامهم لأداء مهامهم التربوية
والتعليمية بصورة صحيحة وضبط طلابهم وفق اللوائح المدرسية والتربوية، والاهم من كل
هذا وذاك هو عدم تدخل أي شخص أوجهه في مهام وقرارات التربية والتعليم إلا وفق ما
يتطلب منه في سبيل خدمة المدرسة بعد موافقة إدارة المدرسة، ومع كل هذا وذاك لابد من
تفعيل وتقوية وتطوير أداء وإمكانيات فرق التوجيه والإشراف واختيار أعضائها من
الكفاءات التربوية المعروفة وتكثيف نزولا تهم إلى المكاتب والمدارس لمراقبة سير
أداء التربية والتعليم، وكذا يجب ان يترفع الجميع عن استخدام طلاب المدارس في أمور
تجلب المضرة عليهم وعلى مستقبلهم وعلى ثقافة المجتمع ككل، وعدم اقتحامهم في
المماحكات والمزايدات السياسية والاجتماعية التي لا تتوافق مع أعمارهم
ومستوياتهم،وليعلم الذين طغت على عقولهم أفكار الجهل، وامتزجت ألسنتهم بكلمات
الرفض، وسيطرت على أذهانهم غريزة الرفض، وغدت هويتهم المفضلة مواقف الضد، واشتعلت
قلوبهم بالحسد من الطلاب الملتزمين بتعليمهم، وباتوا يحلمون بتجهيل مجتمعنا من اجل
السيطرة عليه حسب أمزجتهم، ان عليهم احترام حرمات المدارس، وإرادة الشباب والطلاب
في مواصل تعليمهم نحو غدٍ مشرق، فلكل مجتهد نصيب وأصلح الله حال التربية والتعليم
إنشاء الله.