;

الإخطبوط بول يحبط الألمان والإخطبوط غول يحبط اليمن 1421

2010-07-12 03:43:56

علي
الربيعي


لست من متابعي الرياضة ولا من
هواتها ولكن لكأس العالم نكهة خاصة إذ تجد نفسك مشدوداً إليه أو إلى بعض الفرق
القوية والكبيرة حيث يأسرك التكتيك ومستوى اللعب وفنون التهديف وحركات اللاعبين
التي تأسرك بسحرها الفريد والمتألق تابعت ألمانيا وأعجبت بأبناء الجنس الآري وهم
يمطرون شباك منافسيهم بالأهداف الجميلة ويهزمون أبطال التانجو تلك الهزيمة المنكرة
عندما
أخرجوهم من أسطورتهم مارادونا
بصورة غير لائقة ولا مشرفة من المونديال غير قادرين حتى على الاحتفاظ بماء الوجه
ولو بهدف في مرمى الألمان وانتظرت كالآخرين مباراتهم مع الأسبان وتوقعت أن النتيجة
قد تكون مشابهة لما حصل مع الأرجنتين إن لم تكن أسوأ ولكن ما أذهلني أو فاجأني هو
دخول المنجم "بول" على الخط والذي كنت أتوقعه كاهناً ومنجماً عظيماً يفوق سحره
وكهانته سحرة فرعون بحيث يستطيع التأثر على العقل الألماني الذي حارب العالم يوماً
تحت شعار النازية "ألمانيا فوق الجميع" والجنس الآري وهو الجنس الأرقى الذي لا تصل
مستواه كل الأجناس، لأجد العقلية المادية مهما بلغت من رقي أو كان عندها غناءً
مادياً لا حدود فإنها تظل عقلية ساذجة تعيش خواءً رهيباً وفراغاً يستطيع أن يملأه
ويتحكم فيه ليس كاهنا ولا منجماً بشرياً وإنما أخطبوطاً بحرياً عليه أن يمد ذراعية
ليحتضن صندوقاً رسم عليه علم دولة وباختياره صندوق أسبانيا استطاع هذا الأخطبوط أن
يضرب الألمان فمن شاهدهم وهم يلعبون مع الأسبان أدرك كم كانت نبوءة الأخطبوط مؤثرة
في نفسياتهم ومقيدة ركلات أقدامهم. لعب الألمان لعب المستسلم المستفيض بالهزيمة لأن
بول عندهم لا يكذب وقد جربوه أكثر من مرة وأصبح الألمان يطالبون بإعدامه أو رميه
لإحدى أسماك القرش بعد أن وقع الفأس بالرأس وبقدر ما هي العملية غريبة بقدر ما ترك
عظمة الإسلام الذي جاء ليرقى بهذا الإنسان ويسمو به وينقله من قعر الإنحطاط المؤمن
بالخرافة والشعوذة والكهانة والدجل إلى أرقى درجات الكمال ليضعه في مكانه الذي
يستحق أن يكون فيه ولهذا نهى الإسلام عن الاستسلام لهذه الخرافات أو الإيمان بها
كجزء من تشريف العقل البشري وصونه والبعد عن التلاعب به وكثيرة هي النصوص التي تنهى
الناس عن تصديق هذه الخزعبلات كقول الرسول "ص": "كذب المنجمون ولو صدقوا"، حتى وإن
كانت الصفة كما هو الحال مع الاخطبوب أو تدخل الشياطين أحياناً في أمور مماثلة
التزعزع نفسية وإيمان الإنسان وتدخله في شكل يجب ألا يؤمن بها أو يصدقها وما أروعها
قصة المعتصم عندما أراد غزو عمورية حيث أشار عليه المنجمون أن النجوم والأفلاك تنذر
بسوء العواقب وتتنبأ بهزيمة المسلمين لو قاموا بالغزو، فكذبهم المعتصم وحرك جيشه
وفتح عمورية التي كانت من أعظم مدن الروم وأسقط خرافة الدجالين والمشعوذين وكانت
قصيدة أبو تمام تلك التي سخر فيها من المنجمين: السيف أصدق أنباءً من الكتب في حده
الحد بين الجد واللعببيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب إلى
آخر القصيدة التي تهكم فيها بالمنجمين وشعوذتهم التي كذبتها حقيقة الإيمان وجدية
التوكل. هذا هو الفرق بين عقل وصل أو كاد يصل ذروة الكمال المادي صناعة، تجاره،
اقتصاد، صحة، فضاء ، بحار كل شيء أو معظمه أكتشف أو في طريقة إلى الاكتشاف ولكنه في
الجانب الإيماني صفراً يستطيع أن يتلاعب به إخطبوط هذا الخواء الروحي والفراغ
الإيماني، وهذا تتجلى عظمة الإيمان والإسلام الذي جاء يحرر هذا العقل من هذا الأسر
ويخرجه من هذا القفص المظلم. ورغم أننا لا نؤمن بكل هذه الخرافات كجزء من عقيدتنا
ومقتضيات إيماننا وديننا إلا أن هنالك صندوقاً ظهر علينا يشبه صندوق الأخطبوبط
"بول" هو صندوق غول عدادات الكهرباء الذي جاء بنفس التوقيت لا يتكهن ولا ينجم ولا
يدعي علم الغيب ولكن يقدم فواتير تعمي البصر وتكسر الظهر وتفرغ الجيب ولا يراعي
الظروف ولا قلة المصروف ولا يفهم العيب. هذا هو الصندوق الذي رافق كأس العالم، جعلنا
كلنا مشاركين في لعبة تفريغ الجيوب وإلا فالمقص قادم ومن لا يسدد نادم. وإذا كان
الألمان قادرين على التخلص من مشكلتهم برمي بول وصندوقه في البحر فإننا عاجزين عن
رمي صندوقنا فهو الذي يرمينا بكل سهام الفواتير. .
ولا حول ولا قوة إلا
بالله

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد