الجفري
والدراسات عن الفن إلا أنه ما زال سراً مجهولاً بمعنى أن الفن سر من على الرغم من تعدد الأبحاث
والدراسات عن الفن إلا أنه ما زال سراً مجهولاً بمعنى أن الفن سر من أسرار
الروح.
فمثلاً لا أحد يدري لماذا خطابات الأستاذ/ محمد محمود الزبيري كان
لها تأثيرها لدى الشعب؟ ولا أحد يدري لماذا كان صوت المطربة أم كلثوم يؤثر في الناس
أكثر من غيره؟ ولماذا كان الفنان الإيطالي "دافنيشي" يبدع في الرسم؟ والأمثلة كثيرة
جداً، معنى هذا أن سر مصدر الفن موهبة أو عطاء من الله سبحانه وتعالى يلزم لها
مناخات خاصتاً من الحياة للعيش فيه ، ولكن للأسف الشديد المواهب الفنية في هذه
الأيام تهمل بل تقتل بالجحود أو القسوة أو متاعب الحياة التافهة وبين الفن والعلم
صلة مجهولة أيضاً فقبل أن يخترع أحد العلماء آلة تدفع جسماً صلباً إلى الطيران طار
الفنانون والشعراء والأدباء بآلات الخيال في رسوماتهم وأشعارهم وقصصهم.
إن
الفنان أو الشاعر والأديب يستخدمون كلمة "الرؤية" للتعبير عن الجديد الذي يريدون
إضافته إلى الحياة ، كما أن الفن ليس نقلاً من الواقع أو رؤية لما حدث فيه ولكن
الفن تحويل الواقع إلى كائن حي جديد قد تكون له علاقة بالواقع ولكنه بالتأكيد ليس
هو الواقع ، لقد سأل أحد الصحافيين المخرج السينمائي الإيطالي "فلوني" : لماذا
تختلف روما في أفلامك عن روما الحقيقية ؟ فرد عليه "فلوني " : أن ما أصوره في
أفلامي هي روما الحقيقية وعلينا أن ننوه هنا بأن الفنان يختلف في طبيعته عن الإنسان
العادي فهو عادة يكون مزوداً بحساسية عميقة وبنوع من الإلهام والقدرة على التعبير
والتأثير على الآخرين سواء في مجال الرسم أو الشعر أو القصة أو الموسيقى أو الغناء
أو التمثيل أو أي مجال آخر من مجالات الفن المختلفة وإذا كانت هناك علاقة بين الفن
والعلم فإن هناك علاقة مماثلة بين الفن و الدين وكثيراً ما يستقي الفن من ينابيع
الدين ويعيش عليه ، ويثبت التقدم العلمي اليوم أن الحياة الإنسانية لا تستطيع أن
تمضي بشكل صحيح بغير الدين والعلم والفن.