;

يوم جديد وهم جديد... بلا مستقبل 1728

2010-07-14 06:27:49

علي محمد
الحزمي


يستيقظ المواطن المسكين كل صباح على
هم جديد وخبر جديد وارتفاع للأسعار وزيادة في كل شيء ، هكذا هي الحياة كفاح في كفاح
إلى ما لا نهاية حتى يرث الأرض ومن عليها ، ونحن معشر المستضعفين في الأرض تنحصر
أحلامنا في توفير لقمة العيش الكريمة وليس إيجاد وسائل الحياة المتطورة لنهنأ بعيشة
مترفة فيها من الرفاهية ما فيها ، فكل شيء يحتاج إلى إعادة النظر والى
قانون يتطلب من مشرعيه تطبيقه أولا قبل أن يلزم
عامة الناس به ، فمن تلاعب التجار بالأسعار إلى قوانين الحكومية وخططها البعيدة
المدى والتي ستعود بالنفع على الوطن على ما يبدو بعد الآف السنين والتي ستأتي يوما
بعد أن ينقرض شيء اسمه الإنسان.
بعد أن تم إلغاء الهيئة العامة للمناطق الحرة
الإدارة العامة -صنعاء ، أصبح موظفيها عاطلون عن العمل ولشهور طويلة ، وبعد أن تم
توزيعهم على بعض المرافق والوزارات بدأت المعاناة الفعلية ، فبعض الموظفين طلب
التقاعد المبكر حفاظاً على ما تبقى من كرامة للإنسان وبعضهم بدأ باستخراج أوامر
عليا لتحويله إلى وزارة معينة وبعد أيام جاء اعتذار الوزير عن عدم وجود إمكانية ولا
ميزانية والبعض الآخر لا يزال يلف الأماكن التي تم توزيعه فيها من أجل الحصول على
مكان شاغر ، وهم من عملوا منذ تخرجهم من الثانوية أو حتى الإعدادية قبل أن نقول من
الجامعة ولكن أصبحوا الآن مجرد عالة على ذويهم ولو بوجودهم داخل المنازل ليل نهار
دون عمل ودون التفكير حتى لأنه وباختصار لا يوجد مستقبل ، فالذي يملكون علاقات
واسعة ومتعددة ومع أناس في مراكز عليا لم يشفعوا لهم ولم يغنوهم عن مرارة الحياة
ولم يستطيعوا إيجاد مكان لهم في أي مكان حتى أصبحوا مثلنا نحن معشر العاطلين عن
العمل ولكن بفارق بسيط وهو أنهم يستلمون رواتبهم وبدون أي بدلات أي عبارة عن راتب
أساسي ، وهذا بالطبع لا يساوي نصف ما كانوا يستلمونهم وهم يعملون.
لا يزال في
الوطن الكثير من المآسي التي لا تنحصر في فئة المزارعين فحسب وعمال البناء
والعاطلين والحالمين بوظيفة حكومية تضمن لهم ولو شيئا من الآمان المستقبلي المجهول
.
كل يوم ومع كل صباح جديد يحلم المواطن بأن يستيقظ على خبر جميل على مشاريع
عملاقة تستوعب العمالة عن إمكانية توظيف الخريجين من الجامعات وهم بعشرات الآلاف عن
أي شيء يجعل المواطن يشعر بشيء اسمه مستقبل أفضل ولكن للأسف لا يجد سوى معاناة فوق
معاناة.
على هذا الصباح تستيقظ لتجد طوابير من السيارات أمام محطات البترول في
اغلب المحافظات والسبب ليس بالطبع نضوب البترول المستخدم للسيارات ووسائل النقل
وإنما السبب هو إضراب أصحاب محطات البنزين ، فأين الحكومة وأين هيبة الدولة وأين
إمكانية معالجة الضرر الذي يلحق بالمواطن واغلب المحافظات التي تتعرض لمشاكل طبيعية
وغير طبيعية لا تزال إلى الآن تحلم بعودة شيئ من الماضي على طريقة لا نبحث عن
الأفضل بقدر ما نبحث عما كان وفقدناه.
ولعل هذا الصباح جعلني استيقظ من نومي
وأنا مثقل بالهموم ولا ادري ماذا اكتب والى ماذا انظر ، ففي كل شيء مشكلة وفي كل
خطوة من خطوات الحياة مأساة وفي كل جولة تقف لتشاهد عدد المشردين مابين بائع متجول
وشحات وطفل يمسح زجاج السيارات المتوقفة حتى تفتح إشارة المرور ، هناك فقط وعلى هذا
المشهد اليومي الذي أصبح وكأنه روتين ليس مملا بالطبع لأنه يجلب لكثير من الأسر ما
تسد به رمق الحياة ، وهي بالطبع ليست حياة كريمة وهانئة ، ولكن في كل ما نقرا
نتساءل جميعا أين الحل؟ نقول هناك فشل من قبل الحكومة وهذا بالطبع مؤكد لان النجاح
لو اقتصر على بعض الوزارات وكان الفشل حليف الكثير ، وهذا ما يجعل فكرة التغيير
الحكومي ضرورة ملحة إن لم يكن تغيير الحكومة بأكملها ، فالجميع يتحدث عن التغيير
والجميع يتحدث عن التجديد ولكن هل هناك أمل في طلوع صباح جديد.
في كل بلاد
الدنيا يستيقظ الشخص على فكرة جديدة وطموح جديد ومحاولة لتغيير حياته للأفضل بكل
الطرق وهنا يستيقظ الفرد على فكرة من أين يوفر قوت أسرته هذا اليوم ومن أين يدبر حق
الغداء وهو لا يزال في النصف الأول من الشهر ، وفوق هذا وذاك ترى ابتسامة التفاؤل
في محيا الكثير ولكنها سرعان ما تزول بزوال ما تبقى من مال مقابل إيجار التاكسي أو
حتى الباص الذي يوصله لا قرب وجهة يريد العمل فيها أو حتى البحث عن العمل فيها ،
ويحاول حينها التصرف بكل ما يكمن من الجري هنا وهناك ومحاولة التواصل بكل معاريفهم
للبحث عن عمل أو حتى عن سلفة يستطيع أن يتدبر بها أمور يومه ، ولا يفكر بالغد بقدر
ما يفكر بهذا اليوم ومن أين سيوفر متطلباته ، وكأنه باختصار يعيش يومه فقط.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد