شايف بن
علي جار الله
علي جار الله
منذ منتصف القرن العشرين وتركيا
تطلب الانضمام على المؤسسات الأولى للاتحاد الأوروبي حين كان يمثل "6" دول فقط لا
غير ولكن ذلك الطلب قوبل بالتهميش أحياناً والمماطلة أحياناً أخرى رغم أن الاتحاد
الأوروبي يتطور على كافة المستويات الجيواستراتيجية، الجيوبولوتيكية، والاقتصادية
المالية والنقدية إلخ.
حيث أصبح
عدد دول الاتحاد الأوروبي اليوم "27" دولة بمعنى أن الاتحاد مفتوح أمام الدول التي
تتوفر فيها معايير ماسترخت وغيرها من المعايير، إلا أن طلب تركيا قوبل في السنوات
الأخيرة بالرفض من بعض دول الاتحاد الأوروبي وقد مر الآن ما يزيد عن خمسين عاماً
وتركيا تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين في هذا الاتجاه، الأمر الذي جعل من قيادة تركيا
المتمثلة في حزب العدالة والتنمية "الإسلامي" أردوغان ، غول، أوغلو تقف بحزم وبما
تمليه المصلحة التركية في إعادة النظر في صياغة ورسم السياسة الخارجية، لاسيما فيما
يتعلق بالعلاقات التركية بالاتحاد الأوروبي من جهة والعلاقات التركية العربية
والإسلامية من جهة أخرى، خاصة أن الأمة العربية والإسلامية تعيش في حالة شغور في
القيادة أو بمعنى آخر لا يوجد من يقود الأمة العربية والإسلامية حيث وقد تراجعت مصر
عن قيادة الأمة العربية وبالتالي فإن الملعب مهيئاً مادياً ومعنوياً لاستقبال
الفريق التركي ليملأ الشغور وهو ما حصل بالفعل من خلال مواقف الساسة الأتراك إزاء
القضايا الإسلامية وعلى وجه الخصوص قضية المسلمين الأولى الصراع العربي
الإسرائيلي على المستوى الدبلوماسي، حيث كانت أشر هذه المواجهات انسحاب أردوغان من
مقابلة تلفزيونية مع شمعون بيريز "رئيس إسرائيل" في دافوس بسويسرا العام الماضي،
ومحاولاته كسر الحصار عن غزة بأسطول الحرية الذي تعرض للاعتداء من طرف العدو
الصهيوني وقتل وجرح فيه 14 شخصاً منهم "9" قتلى أتراك والذي أدى إلى امتداد وتطور
الأزمة بين تركيا وإسرائيل حيث طلبت تركيا من الأخيرة اعتذاراَ رسمياً ع ما قامت به
تجاه أسطول الحرية وإلا فإنها ستقطع علاقاتها الدبلوماسية معها.
هذه المواقف
وغيرها تبين لنا بأن راسم السياسة الخارجية وصانع القرار التركي قد وصل إلى قناعة
بأنه لا مكان له بالاتحاد الأوروبي سيما في ظل الرفض والمماطلة لأعضاء فاعلين
بالاتحاد، مثل فرنسا وألمانيا ولعل ذلك يعود لارتباط تركيا التاريخي والحضاري
بالإسلام والمسلمين فهل يا ترى لأن هناك صراعاً حضارياً بين الإسلام والمسيحيين حسب
صموئيل هنتجتون في كتابه صراع الحضارات، أم أن صانع القرار التركي يريد إعادة صياغة
مواقفة شكل يجعله أكثر قبولاً لدى دول الاتحاد الأوروبي وما يملكه من مقومات للقوة
بكافة أبعادها الاقتصادية، والإستراتيجية، والعسكرية، السياسية، والتقنية الحديثة
والمعلوماتية، والحضارة الرقمية. . إلخ؟.
من خلال لعب دور أساسي في إحلال السلام
في الشرق الأوسط وخاصة قضية الصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي الدخول للاتحاد
الأوروبي من موقع قوة وندية وما يؤكد هذا هو إعادة فتح ملف تركيا في بروكسيل "مقر
مفوضية الاتحاد الأوروبي" وأيضاً ما قاله الرئيس الأمريكي للاتحاد بإعادة النظر في
طلب تركيا وعدم المماطلة في انضمامها إلى الاتحاد، وبالمقابل فإن مواقف تركيا
السياسية الجريئة بكل تأكيد كلفتهم وتكلفهم خسائر باهضة، فيجب أن لا ننسى أن لدى
تركيا جبهات داخلية وخارجية "سياسية، اقتصادية، وعسكرية" ولعل أولها قضية كردستان
وحزب العمال الكردستاني الذي يطلب بحق تقرير المصير والاستقلال عن تركيا حيث طفئ
للسطح من جديد متزامناً مع التحولات في المواقف السياسية لتركيا وثانيها قضية
النزاع التركي اليوناني على جزيرة قبرص، ناهيك عن المشاكل الاقتصادية والفقر
والبطالة والصراعات السياسية الداخلية.
هذه القضايا وغيرها تكون بمثابة الفرامل
التي تتحكم في خيوطها أطراف مختلفة.
ومن خلال ما سبق من تحليل للمواقف التركية
التي نتكلم عنها ليس كما يخطر ببال البعض أنها أمزجة أشخاص أو أهواء غير مدروسة، بل
هي مواقف نابعة عن مؤسسات دستورية وعلمية مهمتها رسم السياسات وصنع القرارات بما
يلبي مصالح واحتياجات ومطالب الشعب التركي بصورة أساسية.
وسنترك للقارئ الكريم
اختيار الإجابة على السيناريو الذي تتوجه نحوه بقوة تركيا الإسلامية، هل هي تسعى
نحو الشرق من خلال ما تقوم به من مواقف؟ أم أنها تسعى للانضمام إلى الغرب "الاتحاد
الأوروبي" من خلال الشرق؟ خاصة وهي عضو في حلف الشمال الأطلسي "النيتو".
والله
الموفق.
تطلب الانضمام على المؤسسات الأولى للاتحاد الأوروبي حين كان يمثل "6" دول فقط لا
غير ولكن ذلك الطلب قوبل بالتهميش أحياناً والمماطلة أحياناً أخرى رغم أن الاتحاد
الأوروبي يتطور على كافة المستويات الجيواستراتيجية، الجيوبولوتيكية، والاقتصادية
المالية والنقدية إلخ.
حيث أصبح
عدد دول الاتحاد الأوروبي اليوم "27" دولة بمعنى أن الاتحاد مفتوح أمام الدول التي
تتوفر فيها معايير ماسترخت وغيرها من المعايير، إلا أن طلب تركيا قوبل في السنوات
الأخيرة بالرفض من بعض دول الاتحاد الأوروبي وقد مر الآن ما يزيد عن خمسين عاماً
وتركيا تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين في هذا الاتجاه، الأمر الذي جعل من قيادة تركيا
المتمثلة في حزب العدالة والتنمية "الإسلامي" أردوغان ، غول، أوغلو تقف بحزم وبما
تمليه المصلحة التركية في إعادة النظر في صياغة ورسم السياسة الخارجية، لاسيما فيما
يتعلق بالعلاقات التركية بالاتحاد الأوروبي من جهة والعلاقات التركية العربية
والإسلامية من جهة أخرى، خاصة أن الأمة العربية والإسلامية تعيش في حالة شغور في
القيادة أو بمعنى آخر لا يوجد من يقود الأمة العربية والإسلامية حيث وقد تراجعت مصر
عن قيادة الأمة العربية وبالتالي فإن الملعب مهيئاً مادياً ومعنوياً لاستقبال
الفريق التركي ليملأ الشغور وهو ما حصل بالفعل من خلال مواقف الساسة الأتراك إزاء
القضايا الإسلامية وعلى وجه الخصوص قضية المسلمين الأولى الصراع العربي
الإسرائيلي على المستوى الدبلوماسي، حيث كانت أشر هذه المواجهات انسحاب أردوغان من
مقابلة تلفزيونية مع شمعون بيريز "رئيس إسرائيل" في دافوس بسويسرا العام الماضي،
ومحاولاته كسر الحصار عن غزة بأسطول الحرية الذي تعرض للاعتداء من طرف العدو
الصهيوني وقتل وجرح فيه 14 شخصاً منهم "9" قتلى أتراك والذي أدى إلى امتداد وتطور
الأزمة بين تركيا وإسرائيل حيث طلبت تركيا من الأخيرة اعتذاراَ رسمياً ع ما قامت به
تجاه أسطول الحرية وإلا فإنها ستقطع علاقاتها الدبلوماسية معها.
هذه المواقف
وغيرها تبين لنا بأن راسم السياسة الخارجية وصانع القرار التركي قد وصل إلى قناعة
بأنه لا مكان له بالاتحاد الأوروبي سيما في ظل الرفض والمماطلة لأعضاء فاعلين
بالاتحاد، مثل فرنسا وألمانيا ولعل ذلك يعود لارتباط تركيا التاريخي والحضاري
بالإسلام والمسلمين فهل يا ترى لأن هناك صراعاً حضارياً بين الإسلام والمسيحيين حسب
صموئيل هنتجتون في كتابه صراع الحضارات، أم أن صانع القرار التركي يريد إعادة صياغة
مواقفة شكل يجعله أكثر قبولاً لدى دول الاتحاد الأوروبي وما يملكه من مقومات للقوة
بكافة أبعادها الاقتصادية، والإستراتيجية، والعسكرية، السياسية، والتقنية الحديثة
والمعلوماتية، والحضارة الرقمية. . إلخ؟.
من خلال لعب دور أساسي في إحلال السلام
في الشرق الأوسط وخاصة قضية الصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي الدخول للاتحاد
الأوروبي من موقع قوة وندية وما يؤكد هذا هو إعادة فتح ملف تركيا في بروكسيل "مقر
مفوضية الاتحاد الأوروبي" وأيضاً ما قاله الرئيس الأمريكي للاتحاد بإعادة النظر في
طلب تركيا وعدم المماطلة في انضمامها إلى الاتحاد، وبالمقابل فإن مواقف تركيا
السياسية الجريئة بكل تأكيد كلفتهم وتكلفهم خسائر باهضة، فيجب أن لا ننسى أن لدى
تركيا جبهات داخلية وخارجية "سياسية، اقتصادية، وعسكرية" ولعل أولها قضية كردستان
وحزب العمال الكردستاني الذي يطلب بحق تقرير المصير والاستقلال عن تركيا حيث طفئ
للسطح من جديد متزامناً مع التحولات في المواقف السياسية لتركيا وثانيها قضية
النزاع التركي اليوناني على جزيرة قبرص، ناهيك عن المشاكل الاقتصادية والفقر
والبطالة والصراعات السياسية الداخلية.
هذه القضايا وغيرها تكون بمثابة الفرامل
التي تتحكم في خيوطها أطراف مختلفة.
ومن خلال ما سبق من تحليل للمواقف التركية
التي نتكلم عنها ليس كما يخطر ببال البعض أنها أمزجة أشخاص أو أهواء غير مدروسة، بل
هي مواقف نابعة عن مؤسسات دستورية وعلمية مهمتها رسم السياسات وصنع القرارات بما
يلبي مصالح واحتياجات ومطالب الشعب التركي بصورة أساسية.
وسنترك للقارئ الكريم
اختيار الإجابة على السيناريو الذي تتوجه نحوه بقوة تركيا الإسلامية، هل هي تسعى
نحو الشرق من خلال ما تقوم به من مواقف؟ أم أنها تسعى للانضمام إلى الغرب "الاتحاد
الأوروبي" من خلال الشرق؟ خاصة وهي عضو في حلف الشمال الأطلسي "النيتو".
والله
الموفق.