د. عبد
العزيز المقالح
العزيز المقالح
انتهى شهر العسل الكروي وبدأ
المفتونون بهذا النوع من الألعاب يفيقون ويعودون إلى شؤونهم انتهى شهر العسل الكروي وبدأ
المفتونون بهذا النوع من الألعاب يفيقون ويعودون إلى شؤونهم ويسترجعون هدوء أعصابهم
المثارة، وكان واضحاً أن انشغال أبناء العالم الثالث بمونديال هذا العام يفوق
انشغالهم به في جميع المونديالات السابقة، لمجموعة من الأسباب التي يمكن الوقوف عند
أهمها، الذي يرجع إلى عقد الدورة في بلد إفريقي، وفي جنوب إفريقيا خاصة، بلد
المناضل الأشهر نيلسون مانديلا ذلك البطل الإفريقي الذي قاوم الاحتلال العنصري
الاستيطاني واستطاع بعد عشرات السنين التي أمضاها في السجن أن يخرج إلى كرسي
الرئاسة الذي لم يرد له أن يكون لمدى الحياة وهو جدير بذلك، بعد أن نجح في إقامة
جمهورية مستقلة ومتصالحة مع سكانها السود والبيض على حد سواء، لا سيما وقد انتهت
إلى غير رجعة سيطرة البيض وصار للأغلبية الوطنية الحق في قيادة البلاد ووضع حد للرق
السياسي والعبودية الظالمة .
وهو بلا أدنى شك سبب مهم وجدير باهتمام العالم
بمونديال هذا العام، والحرص على متابعته لا سيما من شعوب العالم الثالث بكل ما وعته
ذاكرة هذا العالم من مرارة الألم والشعور الحاد بما خلفته أزمنة الاحتلال من ذكريات
موحشة .
ويبدو أن ظاهرة الاهتمام بكرة القدم تتزايد عاماً بعد آخر وتلتحق أجيال
جديدة بحظيرة المعجبين والمشجعين، لاحظت ذلك في بلادنا حيث امتلأت ساحات عدد من
الشوارع وكثير من صالات الأفراح والاحتفالات الرسمية بالأعداد الغفيرة من عشاق
الكرة، وهي حالة غير مسبوقة في بلد يعاني من مشكلات كثيرة وفي مقدمتها المشكلة
الاقتصادية، فقد تناست الجموع الغفيرة هذه المشكلة وأمثالها وصار همّها الأول
المراهنة على أي الفرق الدولية اللاعبة سيفوز في هذا السباق الكروي أو بالأصح في
هذه الحرب الكروية .
والسؤال الذي يشغل الجميع الآن هو: ماذا بعد شهر العسل
الكروي؟ وماذا سيشغل الناس عن همومهم اليومية بعد أن انطوت خيمة المونديال وأصبحت
الجموع وجهاً لوجه مع أزماتها وشؤونها التي تسير من سيئ إلى أسوأ؟ لقد عاد كل فريق
من الفرق المتنافسة كل إلى بلده منتصراً أو منكسراً، ومن هذه الفرق من يتمتع بنصره
الكبير أو بنصره المحدود، ومنها من يلعق جراحه بصمت .
واللافت في المونديالات
الأخيرة، وفي هذا المونديال خاصة، أن اللعبة التي كانت للرياضة وللمتعة أيضاً قد
تحولت إلى معارك ساخنة حلت محل الحروب، وهو ما أوصلها إلى مرحلة الهستيريا وجعل
شعوباً تعلن أفراحها وأخرى أحزانها وبذلك تكون هذه اللعبة قد خرجت عن إطارها
الرياضي إلى إطار سياسي، لا ينتج عنه سوى تعميق الكراهية بين الشعوب .
وهنا
نتساءل: ألا تكفي الخلافات السياسية وما يشهده العالم من أزمات اقتصادية واجتماعية
حتى نضيف إليها مزيداً من الخلافات والقلق الإنساني بسبب لعبة لا أحد ينكر دورها في
تنمية المهارات واللياقة البدنية، إلا أنها لا ينبغي أن تخرج عن هذه الدائرة وتتحول
عبر المناقشات إلى نشر الكراهية ومضاعفة الخلافات داخل الشعوب وبين بعض الأنظمة
التي يبدو أن بعضها الآخر ما يزال يفرق بين الصراعات التي تحدث في ميادين الكرة
وتلك التي تحدث في سراديب السياسة وأروقتها المفتوحة .
وفي الختام التحية لجنوب
إفريقيا الشعب والدولة اللذين نجحا في تنظيم المونديال وفي استضافتهما لهذه البطولة
الدولية الكبرى .
المفتونون بهذا النوع من الألعاب يفيقون ويعودون إلى شؤونهم انتهى شهر العسل الكروي وبدأ
المفتونون بهذا النوع من الألعاب يفيقون ويعودون إلى شؤونهم ويسترجعون هدوء أعصابهم
المثارة، وكان واضحاً أن انشغال أبناء العالم الثالث بمونديال هذا العام يفوق
انشغالهم به في جميع المونديالات السابقة، لمجموعة من الأسباب التي يمكن الوقوف عند
أهمها، الذي يرجع إلى عقد الدورة في بلد إفريقي، وفي جنوب إفريقيا خاصة، بلد
المناضل الأشهر نيلسون مانديلا ذلك البطل الإفريقي الذي قاوم الاحتلال العنصري
الاستيطاني واستطاع بعد عشرات السنين التي أمضاها في السجن أن يخرج إلى كرسي
الرئاسة الذي لم يرد له أن يكون لمدى الحياة وهو جدير بذلك، بعد أن نجح في إقامة
جمهورية مستقلة ومتصالحة مع سكانها السود والبيض على حد سواء، لا سيما وقد انتهت
إلى غير رجعة سيطرة البيض وصار للأغلبية الوطنية الحق في قيادة البلاد ووضع حد للرق
السياسي والعبودية الظالمة .
وهو بلا أدنى شك سبب مهم وجدير باهتمام العالم
بمونديال هذا العام، والحرص على متابعته لا سيما من شعوب العالم الثالث بكل ما وعته
ذاكرة هذا العالم من مرارة الألم والشعور الحاد بما خلفته أزمنة الاحتلال من ذكريات
موحشة .
ويبدو أن ظاهرة الاهتمام بكرة القدم تتزايد عاماً بعد آخر وتلتحق أجيال
جديدة بحظيرة المعجبين والمشجعين، لاحظت ذلك في بلادنا حيث امتلأت ساحات عدد من
الشوارع وكثير من صالات الأفراح والاحتفالات الرسمية بالأعداد الغفيرة من عشاق
الكرة، وهي حالة غير مسبوقة في بلد يعاني من مشكلات كثيرة وفي مقدمتها المشكلة
الاقتصادية، فقد تناست الجموع الغفيرة هذه المشكلة وأمثالها وصار همّها الأول
المراهنة على أي الفرق الدولية اللاعبة سيفوز في هذا السباق الكروي أو بالأصح في
هذه الحرب الكروية .
والسؤال الذي يشغل الجميع الآن هو: ماذا بعد شهر العسل
الكروي؟ وماذا سيشغل الناس عن همومهم اليومية بعد أن انطوت خيمة المونديال وأصبحت
الجموع وجهاً لوجه مع أزماتها وشؤونها التي تسير من سيئ إلى أسوأ؟ لقد عاد كل فريق
من الفرق المتنافسة كل إلى بلده منتصراً أو منكسراً، ومن هذه الفرق من يتمتع بنصره
الكبير أو بنصره المحدود، ومنها من يلعق جراحه بصمت .
واللافت في المونديالات
الأخيرة، وفي هذا المونديال خاصة، أن اللعبة التي كانت للرياضة وللمتعة أيضاً قد
تحولت إلى معارك ساخنة حلت محل الحروب، وهو ما أوصلها إلى مرحلة الهستيريا وجعل
شعوباً تعلن أفراحها وأخرى أحزانها وبذلك تكون هذه اللعبة قد خرجت عن إطارها
الرياضي إلى إطار سياسي، لا ينتج عنه سوى تعميق الكراهية بين الشعوب .
وهنا
نتساءل: ألا تكفي الخلافات السياسية وما يشهده العالم من أزمات اقتصادية واجتماعية
حتى نضيف إليها مزيداً من الخلافات والقلق الإنساني بسبب لعبة لا أحد ينكر دورها في
تنمية المهارات واللياقة البدنية، إلا أنها لا ينبغي أن تخرج عن هذه الدائرة وتتحول
عبر المناقشات إلى نشر الكراهية ومضاعفة الخلافات داخل الشعوب وبين بعض الأنظمة
التي يبدو أن بعضها الآخر ما يزال يفرق بين الصراعات التي تحدث في ميادين الكرة
وتلك التي تحدث في سراديب السياسة وأروقتها المفتوحة .
وفي الختام التحية لجنوب
إفريقيا الشعب والدولة اللذين نجحا في تنظيم المونديال وفي استضافتهما لهذه البطولة
الدولية الكبرى .