نبيل مصطفى الدفعي
مثلما نعاني من الإرهاب تحت ستار الدين والذي تقوقع بعض الشباب في شرنقة التطرف الديني الذي ينحرف تماماً عن صحيح الدين.. في نفس في الوقت اتجه البعض الآخر إلى النقيض التام حيث اللهو المستهتر وضرب كل القيم التي تمسك بها مجتمعنا على مر سنوات طويلة وأصبحنا نرى شباباً ينام ساعات النهار ويستيقظ نشطاً طوال ساعات الليل يلهو ويعبث ويتناول ما لا يستطيع عقله الضعيف تحمله، فتقع بين الحين جرائم بشعة مختلفة يكون بعض الأحيان فيها الضحايا من الأبرياء.
إن الذي يتجول ليلاً في بعض المناطق في بعض المحافظات الرئيسي يلاحظ تجمعات الشباب الساهرين في الشوارع حتى مطلع الفجر، ومن يرتاد أماكن السهر في تلك المحافظات لا بد أن يتصور أنه في بلد آخر غير اليمن بتقاليدها العريقة فقد تصور ضعاف العقول أن التبرج والاستهتار بالقيم هو مظهر للتحضر، كذلك تصور ضعاف العقول أن أبطال أفلام العنف الأمريكية هي شخصيات حقيقية ينبغي الاقتداء بها.
إنه ضعف عقلي وندعو الله أن يشفيهم منه!.
ونحن في ذلك لا نطالب بخنق حريتهم أو منعهم من السهر أو إغلاق هذه الأماكن أو منع أفلام العنف والغرام ولكن نطالب بالرقابة المشددة والجادة كما يفعلون في جميع عواصم العالم حتى لا يتجاوز أحدهم في تناول ما يتناوله، أو تصور ما يتصوره، أو أن يكون قاصراً وغير مسموح له بممارسة ما يمارسه الكبار، فهناك لا يسمحون للقاصر بشراء السجائر، عندنا يمكن للقاصر أن يشتري القات ويخزن ويشتري السجائر أو الشيشة وما أدراك ما الشيشة وكله دخان!! وبذلك يحافظون على الحريات ولكنهم يفرضون عليها ضمانات حتى لا تتحول إلى مضايقة أو إلى اعتداء على الآخرين كما يحدث عندنا في بعض الأحيان.
طبعاً نحن مثل أي مجتمع متحضر مع الحرية ولكن بشرط ألا نضايق أو نزعج أو نعتدي على الآخرين ولو كنا نناضل ضد التطرف الديني الذي يبعد أبناءنا عن صحيح الدين وجوهره وعن التقاليد التي تحكمنا.. نحن ضد هذا بقدر ما نحن ضد ذاك والله من وراء القصد..