النجري
الإلكترونية يوم أمس، مفاده أن الحوثي يرحب باتفاق المؤتمر والمشترك ويطالب بإطلاق
المعتقلين وبدء الاعمار.
هذا الخبر أعتبره مثيراً للتقزز والندم على وطن كنا ولا
نزال نحلم بعزته ووحدته وحريته وأمنه واستقراره ، ولكن للأسف ها هو الحوثي يصبح
وبعد ست سنوات من ظهوره ودخوله في ستة حروب مع الدولة ، ها هو اليوم يصبح رقماً قياسياً
يصعب تجاوزه أو تجاهله وصار له اليوم رأي في السياسة اليمنية الداخلية، يرحب
بالاتفاقات ويحظى بصدى إعلامي واسع واهتمام من قبل الداخل قبل الخارج ، فهذا
يتفاوض معه وذاك يتفق معه ويحرك زعماء وقادة وتعقد قمة ثنائية من أجله وهكذا سيدي
حسين وزمرته اليوم لم يعودوا أولئك المخربين والمتمردين في جبال صعدة وعلى الطرقات،
بل أصبحوا كياناً له ثقله داخل المجتمع اليمني وخارجه والكل يتسارع نحوه لعقد
الاتفاقيات والمعاهدات وكيف لا والحوثي قد خرج من رحم صراع الممانعة والاعتدال في
ظل مشروع استعماري جديد شارك في رسم ملامحه العرب قبل الغرب ، إنه الحوثي يا وطن
السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ونضال الزبيري والنعمان والثلايا وغيرهم من الثوار
الأبطال، هذا المتمرد في جبال صعدة والمسيطر حالياً على معظم مديريات صعدة ، والجوف
وحرف سفيان ويسعى للتوسع شمالاً وجنوباً.
إنه صاحب جماعة المكبرين والشباب
المؤمن والموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود والذي بسببه فقدت بلادنا أفضل
قاداتها وجنودها خلال الحروب الستة الماضية وتشرد بسببه مئات الآلاف من أبناء
محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان ، الحوثي الذي كلما ضاق الخناق عليه في الحروب
السابقة استخدم التقية وأعلن قبوله للحوار والمفاوضة مع الدولة ومن ثم يبدأ في
المراوغة في تنفيذ الاتفاقيات على الواقع وإعداد العدة والمؤن في المواقع والجرف
ورؤوس الجبال للدخول في مواجهة جديدة مع الدولة بهدف إرهاقها والقضاء على خيرة
جنودها وقاداتها وكذا القضاء على اقتصادها وتحقيق أهدافه التي ظهر من أجلها وهو
التوسع وإعلان مملكته المتحدة على مديريات الشمال ولا مانع من التوسع باتجاه أراضي
المملكة حيث الغنيمة والنفط ، الحوثي الذي استمد قوته وإمكانياته من المد الإثنى
عشري في بلاد فارس وبعض العناصر الإثنى عشرية في دول الخليج والدول الاستعمارية
الكبرى، أصحاب مشروع الشرق الأوسط الكبير واستغل الظروف الاقتصادية للدولة اليمنية
وكذا المواطن اليمني في تلك المحافظات وغيرها من محافظات الجمهورية إلى جانب انتشار
الجهل في معظم محافظات الحدود الشمالية والتمسك الشديد لأبنائها بالمذهب الزيدي
ليحتال عليهم بأنه المنقذ الوحيد لذلك المذهب من مؤامرة تهدف للقضاء
عليه.
الحوثي عبدالملك ومن يدور بفلكه اليوم لا يفكروا بإنشاء حزب داخل اليمن
ويشاركون في العملية الديمقراطية والانتخابية وغيرها، للوصول إلى الكرسي عبر صناديق
الاقتراع ، بل عبر نهر من الدماء وعلى المئات من الجثث ، لذا فهو لن يعمل باتفاقية
الدولة وشروطها الخمسة أو توجيهات الحكومة اليمنية وشروطها الستة، بل سيعمل وفق ما
يأتيه من طهران وقم والنجف، فالحوثي لا يزال يتمترس على المواقع الهامة في معظم
مديريات محافظة صعدة ولا تزال عناصره تقطع الطرق في الجوف وحرف سفيان وغيرها ولا
تزال عناصره تضطهد العامة من المواطنين وتعتدي عليهم في منازلهم ولا يزال ينتقم من
تلك القبائل والمواطنين الذين وقفوا مع الدولة في الحروب الستة الماضية.
الحوثي
لا يزال يحلم بمملكته والجلوس على كرسي الحكم في دار الحمد أو دار البشائر أو في
ضحيان مؤقتاً .
اذهبوا إلى صعدة وانظروا من الذي يستلم الواجبات الزكوية حالياً
في بعض المديريات، ومن الذي يطالب برسوم المياه وغيرها ..اذهبوا إلى صعدة لتشاهدوا
ضحايا الألغام التي زرعها والمنازل التي دمرها وكذا المنشآت الحكومية واحصروا عدد
النقاط العسكرية التي تتبع الدولة والنقاط التي تتبع الحوثي حتى تكتشفوا نوايا هذه
العصابة ومفهومها الحقيقي للسلام الذي تتحدث عنه وتخدعكم به هذه العصابة الماكرة،
فإما سلام حقيقي وإما القضاء على ذلك الداء الخبيث وإما الاعتراف بقوته ومملكة
الحوثي المتحدة.