الجفري
العطر وتأثيره على النفس وما يضفي من بهجة وحيوية وسعادة منذ قديم الزمان أدرك الإنسان
سر العطر وتأثيره على النفس وما يضفي من بهجة وحيوية وسعادة ويتعدى هذا الشعور
الإنسان إلى الحيوان، فنجد الطيور على سبيل المثال تغرد وتنشط في فصل الربيع عندما
تتفتح الأزهار وتورق الأشجار بفعل أريجها في الجو.
لقد أصبحت العطور من
الفنون الراقية منذ ظهرت في المجتمعات الأوروبية، أما في الشرق فقد قطعت شوطاً
كبيراً وصارت جزءاً من العادات والتقاليد الشرقية منذ أحقاب تاريخية طويلة تعود إلى
ثلاثة آلاف سنة.
وكان الشرقيون يميلون إلى العطور أكثر من الأوروبيين ويفسر
العلماء ذلك بأن الشعوب من ذوي البشرة الداكنة والعيون السوداء يتميزون بحاسة شم
قوية.
لقد استعمل اليونانيون القدماء "الإغريق" والرومان الزيوت العطرية والبخور
وجلبوها من الشرق وذلك لأجراء مراسيمهم الدينية، إن أول من أرسى صناعة العطور في
العالم القديم هم الهنود والصينيون وأصبحت صناعتهم تقليداً اتبعه كل صناع العطور في
العالم القديم وذلك بسبب كثرة النباتات العطرية فيها في كل مكان، وقد تطورت صناعة
العطور في أوروبا في يومنا هذا لتصبح في فرنسا صناعة خاصة تقوم على مواد طبيعية
ومواد صناعية تجلب لها المواد الخام من كل أنحاء العالم ويتطلب الأمر كميات هائلة
من المواد الأولية فعلى سبيل المثال يحتاج الحصول على كيلو من زيت الياسمين إلى
ثلاثة مليون زهرة ياسمين، وابتكرت العطور الحديثة منذ فترة تتراوح ما بين خمسين إلى
ستين سنة مضت فقط وهي تستخدم في الأساس زيوتاً اصطناعية يتم توليفها في المختبرات
الكيماوية ويستعان في صنعها بحاسة الشم القوية لدى الخبراء والكثير من العطور
الحديثة على درجات عطرية من عدة فئات ولكنها بوجه عام منعشة وباعثة على البهجة
وتناسب كثيراً حياة الأمم العصرية.