أحلام
القبيلي
القبيلي
يقول ابن الجوزية : " إن المحبة
باقية ببقاء باعثها ما لم يعارضها معارض يوجب زوالها وهو إما تغير حال المحب أو أذى
من المحبوب، فالأذى يضعف المحبة أو يزيلها.
قال الشاعر : خذي مني العفو تستديمي
مودتي. . ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ فإني رأيت الحب في القلب والأذى. . إذا اجتمعا
لم يلبث الحب يذهبُ ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب: ويضيف ابن الجوزية على ذلك أن المحبين
انقسموا في النظرة إلى هذه الناحية قسمين : ففرقة قالت ليس بحب صحيح ما
يزيله الأذى وهؤلاء يمثلهم أبو الشيص الخزاعي القائل: وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي
. . متأخر عنه ولا متقدمُ وأهنتني فأهنت نفسي جاهداً. . ما من يهون عليك ممن يكرمُ
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم. . إذ كان حظي منك حظي منهمُ أجد الملامة في هواك لذيذة
. . حباً لذكرك فليلمني اللومُ ويصف أصحاب هذا المذهب أن عذاب الحبيب لذيذ، بل
ويستطعمه بعضهم حتى شبهوا ضرب الحبيب بأكل الزبيب، وغنى مؤيدهم: والله ما أترك
غرامك لو يسيل الدم. .
أو يعلم الكل قاصيها ودانيها هرب الحب من الشباك: أما
الفرقة الثانية فتقول: إن الأذى يزيل الحب، لأن الطباع مجبولة على كره ما يؤذيها،
كما أن القلوب مجبولة على من يحسن إليها أحبه واكرهه: ويفصل الفقيه أخيراً في هذه
القضية على النحو الآتي : يجتمع في القلب بغض أذى الحبيب وكراهته ومحبته من وجه
آخر، فيحبه ويبغض أذاه وهذا ما كشف عنه ابن الدفينة في قوله : لئن ساءني أن نلتني
بمسائة. .
فقد سرني أني خطرت ببالك الخلاصة : وما نستطيع أن نستخلصه مما قد قيل
آنفاً : إننا قد نكره لقاء الحبيب ونحب فراقه هروباً من أذاه وحفاظاً منا على محبته
وإننا إذا لقينا ما نكره من الحبيب فارقناه ولم يفارق الحب قلوبنا.
الموت أهون :
وقد يفضل البعض الفراق على القرب والتداني إذا كان هناك ما يعكر صفو عيشه بقرب من
يحب حتى وإن كان الفراق فراقاً أبدياً كالموت.
يقول المثل اليمني : حزن مقبور
ولا حزن منظور قال أحد العذريين : من حبها أتمنى أن يلاقيني. .
من نحو بلدتها
ناعٍ فينعاها كيما يكون فراق لا لقاء له. .
وتضمر النفس يأساً ثم تسلاها وقد
نفارق من نحب كارهين مرغمين لأسباب شتى يلخصها الحكيم اليماني بقوله : «إذا لا قيت
ما تكره فارقت ما تحب»، فقد يكون دافع الفراق اقتصادياً وله غنى عبدالباسط عبسي: من
قلة المصروف وكثرة الدين. .
بكر مسافر فجر يوم الاثنين أو قد يكون أخلاقياً :
لكن طبعك شين وعشرتك مُره. .
هذا اللي خلاني أنساك بالمرة أو ربما سياسياً يقول
العلامة بن شهاب: هل في القضية أن أقيم ببلدة. .
يخشى الكرام بها أذى أوغادها في
الأرض متسع لحر نفسه. .
عصماء يأبى مستحيل كسادها وهناك أسباب أخرى عديدة كقول
الشاعر: وما فارقت سعدى عن قلاها. .
ولكن شقوة بلغت مداها أو كقول قيس بن ذريح
الذي فارق لبنى بالطلاق تنفيذاً لأمر والده: أستودع الله لبنى إذ تفارقني. .
عن
غير طوع وأمر الشيخ مفعولُ
باقية ببقاء باعثها ما لم يعارضها معارض يوجب زوالها وهو إما تغير حال المحب أو أذى
من المحبوب، فالأذى يضعف المحبة أو يزيلها.
قال الشاعر : خذي مني العفو تستديمي
مودتي. . ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ فإني رأيت الحب في القلب والأذى. . إذا اجتمعا
لم يلبث الحب يذهبُ ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب: ويضيف ابن الجوزية على ذلك أن المحبين
انقسموا في النظرة إلى هذه الناحية قسمين : ففرقة قالت ليس بحب صحيح ما
يزيله الأذى وهؤلاء يمثلهم أبو الشيص الخزاعي القائل: وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي
. . متأخر عنه ولا متقدمُ وأهنتني فأهنت نفسي جاهداً. . ما من يهون عليك ممن يكرمُ
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم. . إذ كان حظي منك حظي منهمُ أجد الملامة في هواك لذيذة
. . حباً لذكرك فليلمني اللومُ ويصف أصحاب هذا المذهب أن عذاب الحبيب لذيذ، بل
ويستطعمه بعضهم حتى شبهوا ضرب الحبيب بأكل الزبيب، وغنى مؤيدهم: والله ما أترك
غرامك لو يسيل الدم. .
أو يعلم الكل قاصيها ودانيها هرب الحب من الشباك: أما
الفرقة الثانية فتقول: إن الأذى يزيل الحب، لأن الطباع مجبولة على كره ما يؤذيها،
كما أن القلوب مجبولة على من يحسن إليها أحبه واكرهه: ويفصل الفقيه أخيراً في هذه
القضية على النحو الآتي : يجتمع في القلب بغض أذى الحبيب وكراهته ومحبته من وجه
آخر، فيحبه ويبغض أذاه وهذا ما كشف عنه ابن الدفينة في قوله : لئن ساءني أن نلتني
بمسائة. .
فقد سرني أني خطرت ببالك الخلاصة : وما نستطيع أن نستخلصه مما قد قيل
آنفاً : إننا قد نكره لقاء الحبيب ونحب فراقه هروباً من أذاه وحفاظاً منا على محبته
وإننا إذا لقينا ما نكره من الحبيب فارقناه ولم يفارق الحب قلوبنا.
الموت أهون :
وقد يفضل البعض الفراق على القرب والتداني إذا كان هناك ما يعكر صفو عيشه بقرب من
يحب حتى وإن كان الفراق فراقاً أبدياً كالموت.
يقول المثل اليمني : حزن مقبور
ولا حزن منظور قال أحد العذريين : من حبها أتمنى أن يلاقيني. .
من نحو بلدتها
ناعٍ فينعاها كيما يكون فراق لا لقاء له. .
وتضمر النفس يأساً ثم تسلاها وقد
نفارق من نحب كارهين مرغمين لأسباب شتى يلخصها الحكيم اليماني بقوله : «إذا لا قيت
ما تكره فارقت ما تحب»، فقد يكون دافع الفراق اقتصادياً وله غنى عبدالباسط عبسي: من
قلة المصروف وكثرة الدين. .
بكر مسافر فجر يوم الاثنين أو قد يكون أخلاقياً :
لكن طبعك شين وعشرتك مُره. .
هذا اللي خلاني أنساك بالمرة أو ربما سياسياً يقول
العلامة بن شهاب: هل في القضية أن أقيم ببلدة. .
يخشى الكرام بها أذى أوغادها في
الأرض متسع لحر نفسه. .
عصماء يأبى مستحيل كسادها وهناك أسباب أخرى عديدة كقول
الشاعر: وما فارقت سعدى عن قلاها. .
ولكن شقوة بلغت مداها أو كقول قيس بن ذريح
الذي فارق لبنى بالطلاق تنفيذاً لأمر والده: أستودع الله لبنى إذ تفارقني. .
عن
غير طوع وأمر الشيخ مفعولُ