د. عبد
العزيز المقالح
العزيز المقالح
لا يمكن قراءة ما يحدث في الوطن
العربي وامتداداته الإسلامية من أحداث واختلالات أمنية وسياسية في منأى عن التآمر
الدولي، وما تهدف إليه بعض القوى الكبرى من إغراق شعوب هذه المنطقة في مشكلات من
النوع الثقيل .
والذين كانوا في ما سبق يرفضون فكرة المؤامرة باتوا يؤمنون بأنها
حقيقة ثابتة
وواقع ملموس، ولم تعُد شماعة يعلِّق عليها العرب وغيرهم مشكلاتهم - كما كان هؤلاء
يقولون - صحيح أن هناك قصوراً، وقصوراً فادحاً في بعض الأنظمة العربية يؤدي إلى
بعض الاختلالات وإلى المعارضة، لكن ردود أفعال القصور الرسمي ما كانت لتصل
إلى ما وصلت إليه لولا التآمر الخارجي الذي يستغل كل ثغرة من ثغرات أي نظام، ويبدأ
في استغلالها ليس لمصلحته فحسب، وإنما لإرباك الأنظمة وجعلها بحاجة ماسة إلى
الاستقواء به والاستعانة بإمكاناته .
وهنا تكمن الكارثة التي تعاني منها الأقطار
العربية من دون استثناء بما في ذلك الأقطار الصغيرة جداً والتي من المفترض أن يشكّل
أبناؤها عائلة واحدة متفاهمة ومتضامنة، لقد تسرَّب إليها خلل التفتيت ووباء
الصراعات الطائفية، ولست بحاجة إلى تقديم مزيد من الأدلة التي تثبت وقوع كل الأقطار
العربية وليس بعضها في هذه الكارثة .
وسأكتفي بالوقوف عند ظاهرة واعدة تثبت
التآمر الدولي ولتكن - على سبيل المثال - ظاهرة الصراع في دارفور المنطقة التي هي
جزء لا يتجزأ من السودان، وهي منذ قرون طويلة في قلبه وضمن تكوينه العربي والإسلامي
.
وكان التآمر مقصوراً على الجنوب لكن ولكي تنجح المؤامرة في فصل الجنوب، كان لا
بد من فتح جبهة في قلب السودان تشغله عن أطرافه، وبذلك لم يعد الجنوب مهدداً
بالانفصال بل ودارفور أيضاً.
ذلك نموذج فقط من نماذج التآمر الدولي، وهو ليس
النموذج الوحيد أو الفريد فالتآمر الخارجي عام، وقد أعدَّ لكل قطر عربي خطة خاصة
بتمزيقه تحت ذرائع مختلفة منها الديني أو العرقي أو الطائفي، فمصلحة القوى الكبرى
المتآمرة تقتضي اتخاذ هذه الخطوات لنهب شعوب المنطقة وتحويلها إلى دويلات متصارعة
وغير قادرة على حماية نفسها أو بناء ذاتها سياسياً واقتصادياً .
والمؤسف أن
الأقطار العربية التي عرفت التعايش بين أبنائها في ظل الاختلافات الدينية أو
الطائفية لم تسلم من المؤامرات، والدليل على ذلك لبنان الذي كان صورة رائعة للتعايش
بين الطوائف ومثالاً ينبغي أن يكون عليه حال الأقطار العربية التي تتألف من طوائف
دينية ومذهبية منذ سقط هذا النموذج الجميل أو كاد، تحت ضربات التآمر والتدخل
الخارجي .
وحتى لا يبقى العرب وحدهم ضحايا التآمر والدعوة للتفتيت فقد وصلت يد
المؤامرة إلى جيرانهم، ولم تكن أفغانستان إلا نقطة الانطلاق إلى بقية جيرانها، وما
تعاني منه باكستان وإيران وتركيا من اختلالات ودعوات انفصالية وحروب أهلية ليس إلا
البداية لمؤامرة كبرى لا تقف عند حدود معينة، وهي تشمل المنطقة الممتدة من "جاكرتا"
إلى "طنجة" كما سبق للمفكر العربي الإسلامي مالك بن نبي أن تنبأ، وكما كان عليه حال
هذه المساحة العريضة الطويلة مع الاحتلال الأجنبي منذ القرن التاسع عشر .
وما
يؤسف له أن بعض الأنظمة في هذه المنطقة وبعض مثقفيها لا يقرؤون ولا يلحظون أصابع
التآمر وهي تعبث بالأرض والناس في مسعى لإثبات الهيمنة وإعادة عصر الاستعمار القديم
.
العربي وامتداداته الإسلامية من أحداث واختلالات أمنية وسياسية في منأى عن التآمر
الدولي، وما تهدف إليه بعض القوى الكبرى من إغراق شعوب هذه المنطقة في مشكلات من
النوع الثقيل .
والذين كانوا في ما سبق يرفضون فكرة المؤامرة باتوا يؤمنون بأنها
حقيقة ثابتة
وواقع ملموس، ولم تعُد شماعة يعلِّق عليها العرب وغيرهم مشكلاتهم - كما كان هؤلاء
يقولون - صحيح أن هناك قصوراً، وقصوراً فادحاً في بعض الأنظمة العربية يؤدي إلى
بعض الاختلالات وإلى المعارضة، لكن ردود أفعال القصور الرسمي ما كانت لتصل
إلى ما وصلت إليه لولا التآمر الخارجي الذي يستغل كل ثغرة من ثغرات أي نظام، ويبدأ
في استغلالها ليس لمصلحته فحسب، وإنما لإرباك الأنظمة وجعلها بحاجة ماسة إلى
الاستقواء به والاستعانة بإمكاناته .
وهنا تكمن الكارثة التي تعاني منها الأقطار
العربية من دون استثناء بما في ذلك الأقطار الصغيرة جداً والتي من المفترض أن يشكّل
أبناؤها عائلة واحدة متفاهمة ومتضامنة، لقد تسرَّب إليها خلل التفتيت ووباء
الصراعات الطائفية، ولست بحاجة إلى تقديم مزيد من الأدلة التي تثبت وقوع كل الأقطار
العربية وليس بعضها في هذه الكارثة .
وسأكتفي بالوقوف عند ظاهرة واعدة تثبت
التآمر الدولي ولتكن - على سبيل المثال - ظاهرة الصراع في دارفور المنطقة التي هي
جزء لا يتجزأ من السودان، وهي منذ قرون طويلة في قلبه وضمن تكوينه العربي والإسلامي
.
وكان التآمر مقصوراً على الجنوب لكن ولكي تنجح المؤامرة في فصل الجنوب، كان لا
بد من فتح جبهة في قلب السودان تشغله عن أطرافه، وبذلك لم يعد الجنوب مهدداً
بالانفصال بل ودارفور أيضاً.
ذلك نموذج فقط من نماذج التآمر الدولي، وهو ليس
النموذج الوحيد أو الفريد فالتآمر الخارجي عام، وقد أعدَّ لكل قطر عربي خطة خاصة
بتمزيقه تحت ذرائع مختلفة منها الديني أو العرقي أو الطائفي، فمصلحة القوى الكبرى
المتآمرة تقتضي اتخاذ هذه الخطوات لنهب شعوب المنطقة وتحويلها إلى دويلات متصارعة
وغير قادرة على حماية نفسها أو بناء ذاتها سياسياً واقتصادياً .
والمؤسف أن
الأقطار العربية التي عرفت التعايش بين أبنائها في ظل الاختلافات الدينية أو
الطائفية لم تسلم من المؤامرات، والدليل على ذلك لبنان الذي كان صورة رائعة للتعايش
بين الطوائف ومثالاً ينبغي أن يكون عليه حال الأقطار العربية التي تتألف من طوائف
دينية ومذهبية منذ سقط هذا النموذج الجميل أو كاد، تحت ضربات التآمر والتدخل
الخارجي .
وحتى لا يبقى العرب وحدهم ضحايا التآمر والدعوة للتفتيت فقد وصلت يد
المؤامرة إلى جيرانهم، ولم تكن أفغانستان إلا نقطة الانطلاق إلى بقية جيرانها، وما
تعاني منه باكستان وإيران وتركيا من اختلالات ودعوات انفصالية وحروب أهلية ليس إلا
البداية لمؤامرة كبرى لا تقف عند حدود معينة، وهي تشمل المنطقة الممتدة من "جاكرتا"
إلى "طنجة" كما سبق للمفكر العربي الإسلامي مالك بن نبي أن تنبأ، وكما كان عليه حال
هذه المساحة العريضة الطويلة مع الاحتلال الأجنبي منذ القرن التاسع عشر .
وما
يؤسف له أن بعض الأنظمة في هذه المنطقة وبعض مثقفيها لا يقرؤون ولا يلحظون أصابع
التآمر وهي تعبث بالأرض والناس في مسعى لإثبات الهيمنة وإعادة عصر الاستعمار القديم
.