;

تخيلوا اليمن في منظمة التجارة العالمية!! 1475

2010-08-01 03:26:19

علي
محمد الحزمي


لم اقل توقعوا أو استبشروا وإنما
قلت تخيلوا وأعتقد أن التخيل لا يزال مسموحا لنا كبشر يحيون في
لم اقل توقعوا أو استبشروا
وإنما قلت تخيلوا وأعتقد أن التخيل لا يزال مسموحا لنا كبشر يحيون في هذه الأرض
ويندرجون في إطار الإنسانية ، ولو أن الإنسان الذي يتحدث عنه الغرب قبل الشرق بعيد
كل البعد عنا نحن فئة المستضعفين في الأرض ، ولكن ماذا لو استيقظنا في يوم من
الأيام ووجدنا الأخبار تنهال والبشرى في الصحف والقنوات الفضائية والمحلية ووكالات
الأنباء الصديقة والشقيقة تبارك لليمن انضمامها لمنظمة
التجارة العالمية ،
ووجدنا وزير التجارة والصناعة وهو يتحدث عن روعة هذا المنجز والذي عمل على تحقيقه
لسنوات كاملة وهو يطوف بلاد العالم مابين جنيف وبكين ودبي والكثير من الدول التي
لها "فيتامين واو" في منظمة التجارة العالمية من أجل انضمام بلادنا وبالطبع انضمام
مستورد وليس مصدر ، وبالنسبة لباقي دول المنظمة فهي فرصة كبيرة لهم كمصنعين ونحن
مستهلكين لكافة المنتجات الزراعية والصناعية والمواد الغذائية وحتى الزراعية وحينها
هل تتوقعون أننا سنستبشر بعودة شيء من أسعار زمان ؟؟! بالتأكيد هناك جوانب
إيجابية وجوانب سلبية لهذا الانضمام ولكي نكون متفائلين لا متشائمين سنبدأ بعرض ما
تيسر من الجوانب الايجابية والتي ستعود بالنفع على المواطن قبل كل شيء ومنها أن
أغلب السلع ستأتي بنصف سعرها الحالي على أقل تقدير وستصبح الجمارك في علم الغيب ،
هذا من ناحية وهي ليست بالناحية البسيطة حيث وأننا كما يعرف الجميع نستورد كل شيء
بدون استثناء كل شيء حتى الثوم من داخل الصين ، وحتى التفاح الصيني والبصل الصيني
وكل شيء من الصين ودول شرق آسيا وبأسعار أقل بكثير مما هي عليه منتجاتنا الوطنية
سواء كانت زراعية أم صناعية ، وهذا بالطبع سيخلق مجالات أوسع للتجارة الصغيرة
والكبيرة من خلال الاستيراد والتصدير وانتشار الأسواق الحرة وكذا زيادة حركة
التجارة العالمية إلى اليمن وفي الحركة بركة وإذا وجدت جارك يعمل بالتأكيد سيأتي
إليك من يطلبك للعمل لأنه وعلى سبيل المثال إذا وجدت صاحب الخضار يشتغل فإنه
بالتأكيد ستجد صاحب البقالة يشتغل ويكتظ السوق بكافة أنواع السلع وتنهال الطلبات
على كل ما يعرض فيه ، وهذا بالطبع مثال متواضع من خلال بيئتي المتواضعة ، فما بالكم
بمنظمة التجارة العالمية والتي أصبح انضمام أي دولة لها بمثابة منجز وطني هام وهام
جدا.
وإذا كانت السلبيات المترتبة على هذا الانضمام تؤثر ومباشراةً على الصناعة
الوطنية التي ستتدهور كثيرا من خلال وجود المنافس الخارجي وبأسعار أقل تصل أحياناً
إلى نصف السعر المحلي لسلعة معينة ، فإن كثيراً من المصنعين سيتوجهون إلى الاستيراد
بدلاً عن التصنيع وهذا سيجعل الاقتصاد الوطني هشاً بسبب اعتماده الكلي على
الاستيراد دون النظر في التصدير وستنحصر الصادرات اليمنية بل وستختفي أغلبها كما
اختفى البن اليمني المشهور قديما وحل محله البن البرازيلي وأصبح صنفا عالميا وهو لا
يضاهي منتوجنا الوطني ولا يقارن به أبداً ، ولكن للمال دوره الرئيسي والأساسي في
الحياة فهو ما يجعل الكثير من أصحاب رؤوس المال ينظرون إلى المصلحة الخاصة بعيدا عن
المصلحة الوطنية وعن زيادة المكاسب بعيدا عن البحث عن معايير الجودة ، والخوف
الأكبر من زيادة انتشار الفساد الحكومي من خلال التساهل الذي نجده في بعض المرافق
الحكومية والرقابية والتي تعمل في الأساس على حماية الاقتصاد الوطني ، إلا إن هذه
المرافق ستكون هي السبب في عدم الاستفادة من انضمام اليمن إلى منظمة التجارة
العالمية من خلال الأشخاص الذين يتعاملون بالرشوة على أنها عمولة وبالسرقة على أنها
مكافأة وبالإهمال في مسؤولياتهم مقابل هدايا رخيصة تعرض الوطن كله للخسائر وتزيد
هموم المواطن أكثر وأكثر ، فيا ترى هل سيكون انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية
بادرة خير للمواطن أم بادرة خير للفاسدين ، وتذكروا أنني قلت في البداية تخيلوا فقط
.
a. mo. h@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد