نورالدين
محمد علي
محمد علي
في ذات ليلة وأنا أتقلب على السرير
غلبني النوم ودخلت في أحلام مرعبة ومزعجة، أخذتني أولاً إلى شمال اليمن وبالتحديد
محافظة صعدة وحرف سفيان، فوجدت العجب العجاب، ريحاً صرصراً عاتية لا تبقي ولا تذر،
تقتلع المزارع والبيوت وتقتلع الجنود من على الدبابات والمصفحات وترى الناس تفر
أمام تلك الريح وحداناً وزرافات رجالاً ونساءً ،شيوخاً وأطفالاً وتلك الرياح عاتية
جداً إلى درجة أنها تشرد الجميع،
اقتلعت بن عزيز وهو يصيح المدد ولكن لا مجيب فمن شدة الرياح لم يسمعه أحد ولم يجبه
أحد فأخذته ورمته إلى صنعاء ورأيت دخاناً كثيفاً أسوداً يغطي سماء صعدة وبعضاً من
المحافظات المجاورة لها ودققت النظر كثيراً ورأيت من خلال الدخان رجالاً أشداء على
"الخيول والمدرعات" يصيحون يا لثارات الحسين ، يالثارات العباس، يصيحون الموت
لأمريكا ..الموت لإسرائيل، الموت ليزيد أين أبي سفيان، فهابني ما رأيته ودخلت في
ريبةوتساءلت هل أنا في صدر الإسلام أم في القرن الواحد والعشرين؟ ما دخل الموت
لأمريكا وإسرائيل بثارات الحسين ويزيد؟ وهل نحن في العراق أم في اليمن؟ ، يا للهول
ما هذا أين أنا هل قامت الساعة؟.
واستذكر حديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" بأن
نار المحشر ستخرج من قعر عدن..
فاتجهت جنوباً فلم أر النار بل رأيت مثلما رأيت
في شمال اليمن ريحاً تهب من الجنوب ، ومن الجنوب الشرقي لا تقل عن ريح الشمال، إلا
أنها أهدأ قليلاً وفيها دخان أسود ينشر الرعب والخراب وثقافة الكراهية وتقطع
الطرقات فانتابني شعور بالهلع أين أذهب؟ إلى أين أتجه؟ يا ربي إلى من تكلني؟ بمن
أحتمي؟ رحماك يا ربي بوطني.
فاتجهت إلى صنعاء ورأيت عروضاً عسكرية عظيمة تدق
الأرض "طق-طق-طق" ما هذه الروعة؟ ما هذا الجمال نشاهد أقدام البطل إلى جانب أقدام
البطلة تهز الأرض هزاً كما نشاهد الرقص في الأفلام الهندية، فقلت لنفسي وجدت ضالتي
هنا احتمي، فكنت أصيح يا رجال، يا قادة إنقذوا الناس، إنقذوا البلاد والعباد وعندما
أذهب أسأل عن مسؤول أو قائد قالوا لي إجازة فسحة في لبنان، ذهب إلى ألمانيا للعلاج
، يتنزه في باريس ..
ما الذي يجري، فأخذتني الحسرة على وطني ..من لهذا الوطن
ماذا أصنع؟..
وأنا في هذه الحيرة ، سرت أقلب نظري يميناً وشمالاً فرأيت غولاً
أخضر داكناً مخيفاً كلما أمعنت النظر في مكان ، وجدته أمامي في شرق اليمن وغربها
وجنوبها ووسطها، لم أنظر إلى أي مكان إلا وأجده يمدد في الآفاق وأقول في نفسي ما
هذا الغول المخيف وأرى الناس سكارى وما هم بسكارى وأره يتوثب بقوة وأرى أوراقاً
تتطاير من أمامه وتمعنت النظر بتلك الأوراق وتساءلت ما هي تلك الأوراق فوجدت فئة
"100" ريال باللون الأحمر وأخرى فئة"200" وسمعت مناد ينادي إطبعوا له فئة "250"
ريالاً وارسموا عليه مسجد الصالح لعل الله يوقف ذلك الشيطان المرعب وهو يرعد ويزيد
"لا يكفي - لا يكفي" أريد فئة "1000" ريال لا ، لا ، لا غير رأيه لا يكفي لا يكفي
فئة "2000" ريال، فصحت لو رسمتم مساجد حضرموت كلها ، ومساجد اليمن كلها لابتلعتها
جميعاً ولا أبالي بكم أيها الفاسدون ، ثم تقلبت يميناً وشمالاً يا إلهي أين أذهب ،
أين أتجه وطارت روحي إلى محبوبتي عدن، لعلي أجد فيها الراحة والاطمئنان ونزلت في
المنصورة، فوجدت أحد المستثمرين يضع يده على خده، فقلت : مالك كالبائع ديناً، أحمد
ربك أن القيامة لم تقم بعد وأن النار لم تظهر من قعر عدن، فأجابني : ليتها تطلع
وتحرق أولئك الفاسدين، أوقفوا مشروعي وأنا أبني مدينة بكاملها وأشغل مئات العاملين
وبدون سبب ولدي كل التراخيص والإيجارات، فقلت له لا يمكن أن يوقفوا مشروعك إلا إذا
أنت تبني عشوائياً، فرد بكل أسى وحزن: "يا ليت، فالعشوائي لا يعترضه أحد ولكني لم
أسلم حق بن هادي، فكلفوهم أحدهم يشتكي بي فنزل رجال الأمن لقوهم واعتقلوا الخلاطات
وكسروا الأخشاب ونصيح ونصيح ولا مجيب..
فتحركت من فوري وقلت في نفسي سأتجه إلى
المجلس المحلي وإدارة الأمن، فأفعل شيئاً، فمررت على خور مكسر :"إلى أين فقلت: نذهب
إلى المسؤولين ألا ترى ما يفعلوا بالاستثمار في عدن فقال لي بأسى وحسرة ورأيت
صديقاً لي وقلت له هيا معي، فقال لا تتعب نفسك فأغلبهم مسعورون ، فقلت :كيف وهم
مسؤولون أمام الله وخلقه فقال لي :"هم يقعون بين ثلاث أما مسعور لا يشبع وتائه لا
ينفع أو غائب لا يظهر-، أعاذنا الله وإياك منهم -، فتركني وذهب، ووجدت تاجراً آخر
يشتكي ويصيح دمروا أملاكي ، خربوا بيتي ، مئات الآلاف من الدولارات أتلفوها في لحظة
وهذه كل التراخيص والمخططات المعتمدة فحينما ذكر الدولارات ذكرت ذلك الغول الأخضر
الداكن الذي رأيته من قبل ،ففررت خائفاً مرتعباً وقلت في نفسي: "يا هارب من الموت
يا ملاقيه، فاتجهت صوب مدينة التواهي وفي الطريق رأيت تاجراً آخر يصيح ويشتكي "يا
عالم يا ناس أين الدولة أين القانون" فوقفت عنده أسأله:"ماذا بك ماذا جرى؟ فقال لي
:"أرأيت هذه أرض اشتريتها من حر مالي ولدي كل التراخيص والعقود وأوامر المحافظ ومن
مر من عندي من المسؤولين أمر بوقف العمل ، وكما ترى أعلى مني ثلاثة منازل بناء
عشوائي يسير العمل بها على قدم وساق لا يوقفهم أحد..
ومن شدة حسرتي وألمي على
وطني اتجهت صوب الساحل وقفزت في الماء وإذا بي أسقط من على السرير وابني يناديني
:"مالك يا أبي"صلي على رسول الله"، ماذا جرى لك فقلت:"يا بني أبكِ على مستقبلك، كيف
ستعيشون من بعدي" فقال:"يا أبتي ما قصرت، لقد وفرت لنا مسكناً نعيش فيه وسيارة نركب
عليها ، فزاد حسرتي وقلت له :" يا بني مسكن لن تستطيعوا الحياة فيه وسيارة لن
تستطيعوا السير بها ما دام الأمن والأمان غير متوفرين.اللهم احفظ اليمن من شر
الأشرار وظلم الفجار، اللهم آمين.
غلبني النوم ودخلت في أحلام مرعبة ومزعجة، أخذتني أولاً إلى شمال اليمن وبالتحديد
محافظة صعدة وحرف سفيان، فوجدت العجب العجاب، ريحاً صرصراً عاتية لا تبقي ولا تذر،
تقتلع المزارع والبيوت وتقتلع الجنود من على الدبابات والمصفحات وترى الناس تفر
أمام تلك الريح وحداناً وزرافات رجالاً ونساءً ،شيوخاً وأطفالاً وتلك الرياح عاتية
جداً إلى درجة أنها تشرد الجميع،
اقتلعت بن عزيز وهو يصيح المدد ولكن لا مجيب فمن شدة الرياح لم يسمعه أحد ولم يجبه
أحد فأخذته ورمته إلى صنعاء ورأيت دخاناً كثيفاً أسوداً يغطي سماء صعدة وبعضاً من
المحافظات المجاورة لها ودققت النظر كثيراً ورأيت من خلال الدخان رجالاً أشداء على
"الخيول والمدرعات" يصيحون يا لثارات الحسين ، يالثارات العباس، يصيحون الموت
لأمريكا ..الموت لإسرائيل، الموت ليزيد أين أبي سفيان، فهابني ما رأيته ودخلت في
ريبةوتساءلت هل أنا في صدر الإسلام أم في القرن الواحد والعشرين؟ ما دخل الموت
لأمريكا وإسرائيل بثارات الحسين ويزيد؟ وهل نحن في العراق أم في اليمن؟ ، يا للهول
ما هذا أين أنا هل قامت الساعة؟.
واستذكر حديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" بأن
نار المحشر ستخرج من قعر عدن..
فاتجهت جنوباً فلم أر النار بل رأيت مثلما رأيت
في شمال اليمن ريحاً تهب من الجنوب ، ومن الجنوب الشرقي لا تقل عن ريح الشمال، إلا
أنها أهدأ قليلاً وفيها دخان أسود ينشر الرعب والخراب وثقافة الكراهية وتقطع
الطرقات فانتابني شعور بالهلع أين أذهب؟ إلى أين أتجه؟ يا ربي إلى من تكلني؟ بمن
أحتمي؟ رحماك يا ربي بوطني.
فاتجهت إلى صنعاء ورأيت عروضاً عسكرية عظيمة تدق
الأرض "طق-طق-طق" ما هذه الروعة؟ ما هذا الجمال نشاهد أقدام البطل إلى جانب أقدام
البطلة تهز الأرض هزاً كما نشاهد الرقص في الأفلام الهندية، فقلت لنفسي وجدت ضالتي
هنا احتمي، فكنت أصيح يا رجال، يا قادة إنقذوا الناس، إنقذوا البلاد والعباد وعندما
أذهب أسأل عن مسؤول أو قائد قالوا لي إجازة فسحة في لبنان، ذهب إلى ألمانيا للعلاج
، يتنزه في باريس ..
ما الذي يجري، فأخذتني الحسرة على وطني ..من لهذا الوطن
ماذا أصنع؟..
وأنا في هذه الحيرة ، سرت أقلب نظري يميناً وشمالاً فرأيت غولاً
أخضر داكناً مخيفاً كلما أمعنت النظر في مكان ، وجدته أمامي في شرق اليمن وغربها
وجنوبها ووسطها، لم أنظر إلى أي مكان إلا وأجده يمدد في الآفاق وأقول في نفسي ما
هذا الغول المخيف وأرى الناس سكارى وما هم بسكارى وأره يتوثب بقوة وأرى أوراقاً
تتطاير من أمامه وتمعنت النظر بتلك الأوراق وتساءلت ما هي تلك الأوراق فوجدت فئة
"100" ريال باللون الأحمر وأخرى فئة"200" وسمعت مناد ينادي إطبعوا له فئة "250"
ريالاً وارسموا عليه مسجد الصالح لعل الله يوقف ذلك الشيطان المرعب وهو يرعد ويزيد
"لا يكفي - لا يكفي" أريد فئة "1000" ريال لا ، لا ، لا غير رأيه لا يكفي لا يكفي
فئة "2000" ريال، فصحت لو رسمتم مساجد حضرموت كلها ، ومساجد اليمن كلها لابتلعتها
جميعاً ولا أبالي بكم أيها الفاسدون ، ثم تقلبت يميناً وشمالاً يا إلهي أين أذهب ،
أين أتجه وطارت روحي إلى محبوبتي عدن، لعلي أجد فيها الراحة والاطمئنان ونزلت في
المنصورة، فوجدت أحد المستثمرين يضع يده على خده، فقلت : مالك كالبائع ديناً، أحمد
ربك أن القيامة لم تقم بعد وأن النار لم تظهر من قعر عدن، فأجابني : ليتها تطلع
وتحرق أولئك الفاسدين، أوقفوا مشروعي وأنا أبني مدينة بكاملها وأشغل مئات العاملين
وبدون سبب ولدي كل التراخيص والإيجارات، فقلت له لا يمكن أن يوقفوا مشروعك إلا إذا
أنت تبني عشوائياً، فرد بكل أسى وحزن: "يا ليت، فالعشوائي لا يعترضه أحد ولكني لم
أسلم حق بن هادي، فكلفوهم أحدهم يشتكي بي فنزل رجال الأمن لقوهم واعتقلوا الخلاطات
وكسروا الأخشاب ونصيح ونصيح ولا مجيب..
فتحركت من فوري وقلت في نفسي سأتجه إلى
المجلس المحلي وإدارة الأمن، فأفعل شيئاً، فمررت على خور مكسر :"إلى أين فقلت: نذهب
إلى المسؤولين ألا ترى ما يفعلوا بالاستثمار في عدن فقال لي بأسى وحسرة ورأيت
صديقاً لي وقلت له هيا معي، فقال لا تتعب نفسك فأغلبهم مسعورون ، فقلت :كيف وهم
مسؤولون أمام الله وخلقه فقال لي :"هم يقعون بين ثلاث أما مسعور لا يشبع وتائه لا
ينفع أو غائب لا يظهر-، أعاذنا الله وإياك منهم -، فتركني وذهب، ووجدت تاجراً آخر
يشتكي ويصيح دمروا أملاكي ، خربوا بيتي ، مئات الآلاف من الدولارات أتلفوها في لحظة
وهذه كل التراخيص والمخططات المعتمدة فحينما ذكر الدولارات ذكرت ذلك الغول الأخضر
الداكن الذي رأيته من قبل ،ففررت خائفاً مرتعباً وقلت في نفسي: "يا هارب من الموت
يا ملاقيه، فاتجهت صوب مدينة التواهي وفي الطريق رأيت تاجراً آخر يصيح ويشتكي "يا
عالم يا ناس أين الدولة أين القانون" فوقفت عنده أسأله:"ماذا بك ماذا جرى؟ فقال لي
:"أرأيت هذه أرض اشتريتها من حر مالي ولدي كل التراخيص والعقود وأوامر المحافظ ومن
مر من عندي من المسؤولين أمر بوقف العمل ، وكما ترى أعلى مني ثلاثة منازل بناء
عشوائي يسير العمل بها على قدم وساق لا يوقفهم أحد..
ومن شدة حسرتي وألمي على
وطني اتجهت صوب الساحل وقفزت في الماء وإذا بي أسقط من على السرير وابني يناديني
:"مالك يا أبي"صلي على رسول الله"، ماذا جرى لك فقلت:"يا بني أبكِ على مستقبلك، كيف
ستعيشون من بعدي" فقال:"يا أبتي ما قصرت، لقد وفرت لنا مسكناً نعيش فيه وسيارة نركب
عليها ، فزاد حسرتي وقلت له :" يا بني مسكن لن تستطيعوا الحياة فيه وسيارة لن
تستطيعوا السير بها ما دام الأمن والأمان غير متوفرين.اللهم احفظ اليمن من شر
الأشرار وظلم الفجار، اللهم آمين.