المروني
وسيلة للتسلية أمتع من نظرة ثالثة أو رابعة على قوائم اللجان المشكلة من السلطة
والمعارضة للحوار..وهي وسيلة تسلية أبغض الحلال فيها هو الزواج والتزاوج.
وأجدني
مولعاً بمحاكات القضية من كل زاوية عدا الزاوية السياسية ، فهي بالتأكيد محاطة
بجملة من
المحظورات والنواهي..وسوء العقاب وتبدوا التقية خيراً من سواها في أي محاولة
للتناول وانطلاقاً من ذلك تبدو لي الفكرة الأولى التي يمكن الخروج بها من
هذا الحشد البشري المهول لا تكمن في عدده وتعداده ولكن في مقدرة صاحب القرار
على صناعة مذهب جديد يتيح مشروعية الجمع بين الأختين، وكذلك مقدرة النجار أو الحرفي
القادر على صناعة طاولة حوار يمكن أن تجمع هؤلاء حولها !! فمقتضيات الأعراف
والأسلاف تحرم على طرفي الحوار القبول بالتحاور في أي ديوان أو مكان يخص طرفاً
بعينه ما لم يكن قد رتب لذلك سلفاً وأعيد بناء سفينة "التيتانك" من جديد..
تلك
هي القضية بالنسبة لمواطن مثلي يصعب جرجرته للتصديق بأنه تم بحمد الله العثور على
سفينة نبي الله نوح عليه السلام وسيتم تدشينها عبر لجنة الحوار الوطني، كونها
الأقدر على استيعاب قوام اللجنة المكونة من مائتين عضو، والأروع لتجسيد المعنى "من
كل زوجين اثنين".
نعم لست ساذجاً للقبول بهذه الفكرة، فسفينة نوح ستكون عنوان
البرنامج الانتخابي الأبرز للمرشح الرئاسي القادم ، لأن السلف الصالح استنفذ كل شيء
يمكن أن يأتي به الخلف إن كان لابد من خلف وكأن قيام الساعة لم يحل بعد..
هكذا
تبدو لي الأمور ولست كما أسلفت مستعد للحديث في السياسة، لعلمي أن الكلام في ذلك
محرم خلال خطب ومهرجانات شركاء السياسة الذين يأتلفون..
أو "يعتلفون"تحت مظلة
السلام الاجتماعي وخيم بدائل الحرب والفتنة..ومع ذلك فلا أجد في الأسئلة الساذجة
والبريئة حرجاً لو طرحت خارج هذا الحرم الوطني العظيم..
ومنها: ما هي يا ترى
الموانع التي تحول دون الاكتفاء بقوام واحد من القوامين للحوار مع بعضه البعض طالما
وكلاهما -السلطة والمعارضة- يتواجدان في كليهما؟.
فذلك أقرب إلى الوفاق وأرحم
على خزينة الدولة..
وخزانتها أو القائم مقامها في الحروب وفي السلام وهو ما يطلق
عليه صفة المواطن أعاذكم الله ..
فهذا الذي تأتيه الصواعق من خلفه وأمامه ومن
حيث يدري ولا يدري بلغ به جهده حدود التسليم بكل شيء وحتى اللاشيء ولم يعد بمقدوره
مجرد التفكير في أي أمر وأقصى أحلامه أن تغرب عليه الشمس وقد تمكن من إشباع جوع
أطفاله.
وها هو اليوم يدفع من عرقه نفقات ومصاريف هذا الجيش من المتحاورين في
شكل جرع وبنات جرع وإتاوات تشبه الجزية.
ولما كنت واحداً من هؤلاء الغلابة فإنني
اقترح عدم التذمر أو التفكير مجرد التفكير في أمر مهول.