اليافعي
سامية..والأطباء "ملائكة رحمة" مثلما يطلق عليهم ويعود لهم الفضل بعد الله في علاج
الأسقام والتخفيف من الآهات ومداواة الأوجاع.
الكلام السابق جميل ومعروف ولا
غبار عليه، ما نود التطرق إليه وما يحزن ويحز في النفس هو بعض التصرفات اللامسؤولة
لعدداً من الأطباء، أو دعونا نقول قلة قليلة من الأطباء الذين يحتاجون حقيقة إلى صحوة ضمير خصوصاً
وأنهم لا يمارسون الطب كمهنة ورسالة إنسانية عظيمة..
بل يسعون بشتى الطرق
نحو المكسب المادي حتى ولو كان على حساب استغلال ظروف الفقراء والبسطاء ومحدودي
الدخل.
قصة مؤلمة ومحزنة تلك التي رواها لنا أحد المواطنين البسطاء الذي جاءنا
ناقلاً لنا معاناته ومأساته..
حيث قدر على ذلك المواطن البسيط بمرض أصاب أحد
أفراد أسرته، فقام بأخذه إلى المستشفى الحكومي وهناك دخل على الطبيب الذي بدا
غاضباً، مكشراً وهو يقلب بين يديه إحدى الصحف ..
ذلك الطبيب لم يبد أي اهتمام
بالمريض الداخل عليه وكل ما فعله هو النصح بأخذ ذلك المريض إلى
"عيادة.....
الخاصة" فهناك خدمات طبية أرقى وأطباء متخصصون لهم باع طويل في
المعاينة والتشخيص والعلاج، ولأنه مواطن بسيط وعلى نياته فقد عمل بنصيحة الطبيب
وأخذ مريضه إلى العيادة الخاصة المشار إليها وهناك وجد نفس الطبيب الذي وجده في
المستشفى الحكومي مع بعض التغييرات، فقد بدأ الطبيب هذه المرة بشوشاً وخدوماً وتعلو
وجهه ابتسامة رائعة وفي العيادة الخاصة أجريت للمريض سلسلة من الفحوصات والتحاليل
تم على إثرها صرف دستة من الأدوية المختلفة الأشكال والألوان وفاتورة حساب بمبلغ
خيالي ومخيف رغم أن حالة المريض لم تكن سيئة أو صعبة؟!.
والمؤسف والمحزن أن حالة
المريض، مثلما حدثنا المواطن- لم تتحسن بل ازدادت سوءاً، ما دفع المواطن لأخذ مريضه
مرة أخرى إلى طبيب "روسي مسلم" عرف عنه خبرته الكبيرة والطويلة في التشخيص والعلاج
وبعد أن رأى الطبيب الروسي التحاليل الطبية للمريض والأدوية التي صرفت له اندهش
وتضايق وأمر بوقف كل الأدوية التي يتناولها المريض وبعد المعاينة والكشف الطبي عرف
المرض وكتب العلاج الذي كان عبارة عن عدد من الحقن، ولم تمر سوى بضعة أيام حتى
تماثل ذلك المريض للشفاء، وطبعاً الله الشافي المعافي..أما الأدوية والأطباء أسباب
مسخرة.
انتهت حكاية ذلك المواطن البسيط ولعل أبرز الأسئلة التي راودتني بعد
الحكاية: أيعقل ذلك التصرف اللامسؤول من قبل الطبيب في المستشفى الحكومي؟وهل بلغت
الوقاحة ببعض الأطباء إلى مثل التصرف اللامسؤول لذلك الطبيب الذي لم يكلف نفسه
بمعاينة ذلك المريض في المستشفى الحكومي وآثر تحويله إلى العيادة الخاصة لغرض معروف
وبديهي؟!لسنا ضد الطبيب الذي يعمل في العيادة الخاصة أو المستوصف الخاص طالما وأن
هذا لا يتعارض مع عمل ذلك الطبيب في المستشفى الحكومي..
لسنا كذلك مع أي تنسيق
بين المستشفى والعيادة الخاصة طالما وأن هذا لا يحمل استغلالاً لظروف البسطاء
والمعدمين والفقراء ومحدودي الدخل خصوصاً وأننا نعرف الحال المزري والكارثي
لمستشفياتنا الحكومية.
بكل تأكيد نحن نحترم ونقدر الجهود الكبيرة والمضنية
للأطباء وبكل تأكيد الغالبية العظمى من أطبائنا يقومون بمهامهم ومسؤولياتهم على
أكمل وجه وإن وجد مقصرون أو عديمو الضمير فهم قليلون جداً ويحتاجون إلى صحوة ضمير
عاجلة..
وبكل تأكيد نحن لا نقصد أحداً ولا نتحامل على أحد بل نريد أن نوجه
رسائل..أظنها قد فهمت ووصلت آملين الاستفادة منها.
إضاءة: استمراراً لدوره
وجهوده الكبيرة والمتواصلة في أبين يجري منتدى الوحدة أبين ورئيسه الأستاذ / محمد
الحاج سالم استعداداته المكثفة لافتتاح العيادة المجانية التي ستباشر عملها في
م/زنجبار خلال الشهر الفضيل، حيث من المقرر أن يشارك في هذه العيادة فريق طبي مكون
من أطباء كوبيين ويمنيين من مختلف التخصصات وبدون أدنى شك فإن هذه البادرة بادرة
طيبة وكبيرة وستسهم في التخفيف من الفقراء والمعدمين الذين سيتوافدون بشكل كبير من
مختلف مديريات م/أبين.
تحية وتقدير للأستاذ / محمد الحاج سالم -رئيس
المنتدى.
آملين من جهات الاختصاص تقديم الدعم وتذليل الصعوبات أمام هذا العمل
الخيري الكبير بما يخدم معاينة وعلاج أكبر عدد من المواطنين المرضى في أبين.
شفى
الله الجميع من الأمراض والأسقام وإلى لقاء آخر.