النجري
استقبال شهر رمضان الكريم بالصلوات والعبادات وفعل الخيرات والصدقات والتعاون على
البر والتقوى ومساعدة الفقراء والمساكين ، وفي بلادنا اليمن التعيس يستقبل المواطن
شهر رمضان دائماً بانعدام مادة الغاز والبترول والديزل وارتفاع أسعار المواد
الغذائية ، في بلدان العالم والإسلامي نجد الصائمين في المساجد ودور العبادات وفي
بلادنا نجد الصائمين في طوابير الغاز والبر والبترول وهكذا ، في بلدان العالم
الإسلامي يحصل المواطن على إكرامية رمضان سواءً في المرافق الحكومية أو الخاصة وفي
بلادنا لا يحصل المواطن سوى على الجرع المتواصلة من قبل حكومة أوعدتنا يوماً
بكهرباء نووية وعاقبتنا كل ليلة بأضواء الشموع عند تناول كل وجبة في إفطار شهر
رمضان الكريم.
اليوم صار السواد الأعظم من أبناء الشعب يتضورون جوعاً في
القرى والمدن، في الوديان والجبال، ليس هذا فحسب ، بل بلغت القلوب الحناجر من شدة
الخوف وانتشار الفوضى والتقطعات في الكثير من محافظات الجمهورية لا أمن ولا غذاء
وفوق هذا وذاك مواصلة الظلم والاضطهاد من قبل الخارجين عن النظام والقانون والقيم
والتعاليم الإسلامية من اعتادوا على ملء بطونهم من حقوق ومعاناة الآخرين.
وفي
الضفة الأخرى هناك من يعد لحوار الأحزاب لتجتمع رؤوس الخصومات السابقة في صالة
واحدة بهدف الخروج بآلية مشتركة لتنفيذ اتفاق فبراير وإجراء الانتخابات النيابية في
موعدها ، لكن السؤال الأهم من ذلك كله: كيف ستتم الانتخابات والناس جياع والأسعار
ملتهبة والدولار يواصل صعوده أمام الريال اليمني، متجاوزاً ال"250" ريالاً؟ هل
ستتم الانتخابات بسلام في صعدة والضالع والحبيلين وردفان ومأرب وشبوة وحضرموت ؟!
هذا إذا كان فيه هناك ناس لا زالوا يفكروا في الحزبية وصناديق الاقتراع والتداول
السلمي للسلطة بعد أن صار واضح للعيان موقف الدولة والأحزاب المعارضة ممن أراد
الوصول إلى السلطة في مران وضحيان وحرف سفيان بقوة القناصات والمدافع والألغام،
فأين المواطنة المتساوية ؟وأين تلك الأصوات التي أزعجت مسامعنا العام المنصرم في
قيادات الأحزاب المختلفة حول موقفها من الحوثي وحروب صعدة؟ حروب بارود في الشمال
وحروب موائد في الوسط وحروب بطائق وهويات في الجنوب ، وكل يوم نعيشه لا يمر إلا
باعتصامات، بحريق، بقتل، باختطاف ، بانتحار ، بفساد ، بتقطعات وغيرها ، وكأنها لعنة
الشهيد الثلايا لا تزال تلاحقنا وتصيب الابن بعد الأب، الكل ينتقم من الوطن والضحية
فقط هو المواطن المسكين المغلوب على أمره، وإلى متى سنظل نهرول في النفق المظلم في
يمن الإيمان والحكمة؟ وهل انتخابات 2011م ستخرجنا من ذلك النفق بحكمة مائتي رأس تم
اختيارها للحوار بموجب أمر جاء من خارج الحدود ؟ وأين الرؤوس الأخرى التي كانت في
الماضي هي منبع الحكمة والرؤية الثاقبة والقرار.
سنظل نطرح بكل أمانة ومسؤولية
لعل وعسى أن نجد آذاناً صاغية تدرك ما يدور في الشارع وتعمل بكل أمانة وصدق ووطنية
للخروج من ذلك النفق الطويل إلى بر الأمان خاصة وأن الحلول لا تزال
ممكنة. .
والله من وراء القصد.