;

حـزب الله واغـتيال الحـريــري.. لبنان بين المسار العربي والمحور الإيراني!! 1420

2010-08-04 05:14:32

عبدالفتاح
البتول


ما يحدث في لبنان هذه الأيام من
تصعيد خطير وتوتير حاد يقوم به حزب الله وحلفاؤه، بخصوص المحكمة الدولية الخاصة
باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ما يحدث يستدعي البحث والنقاش
والتوقف عند قضية الاغتيال وما رافقها وسبقها وتلاها من أحداث وتطورات وطرح أسئلة
من عيار ثقيل عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى اغتيال الحريري في فبراير 2005م ومن

هي الجهة أو الجهات التي تمتلك
الدافع والمصالح والقدرة على ارتكاب تلك الجريمة البشعة والاغتيال الغادر، الذي طال
شخصية بحجم ومكانة وقامة وأهمية الرئيس رفيق الحريري رحمه الله؟! وبالعودة إلى
الفترة والمرحلة التي سبقت عملية الاغتيال وما حدث خلالها من مستجدات وأحداث ووقائع
وتجاذبات داخلية وخارجية سوف نجد أن رفيق الحريري وقف ضد التمديد للرئيس اللبناني
"أميل لحود" المدعوم من سوريا والمتحالف مع حزب الله، وهذا الموقف الرافض للتمديد
يأتي في إطار الرفض الضمني والغير معلن للوجود السوري في لبنان وفي هذه المرحلة
"2000 2004م" أصبح الحريري شخصية كبيرة ، ليس على المستوى اللبناني والعربي فحسب
وإنما على المستوى الإقليمي والدولي، واستطاع بما يملك من مواهب ومؤهلات قيادية
وإنسانية وعلاقات واسعة وأموال طائلة أن يكون رقماً صعباً في المعادلة السياسية في
لبنان، إذا لم يكن الرقم الأصعب وخاصة بعد أن قام ببناء كل ما دمرته الحرب الأهلية
تقريباً وأن يعيد تأهيل لبنان للنهوض والحضور العربي والإقليمي والدولي.
ووصل
خيره وإنفاقه إلى كل اللبنانيين بلا استثناء ولكافة الطوائف والشرائح بلا تفريق وفي
الانتخابات التي جرت سنة 2000م في لبنان حقق تيار الحريري فوزاً كبيراً وانتصاراً
مدوياً، وخاصة في العاصمة بيروت إذ فازت كتلته بكامل المقاعد التسعة عشر 19 مقعداً،
وهذا ما دفع الجهات والأحزاب والشخصيات المنافسة للحريري والطامحة لحكم لبنان،
لاتخاذ مواقف عدائية وتحريضية ضد الرجل الذي اندفع نحو البناء والتنمية والنهوض
بلبنان والارتقاء باللبنانيين بكل حماس وصدق وإخلاص.
ونظراً لطبيعة حزب الله
الطائفية والتآمرية فقد وجد أن الحريري أصبح زعيماً يلتف حوله غالبية اللبنانيين من
مختلف الطوائف والاتجاهات ، وخاصة أهل السنة الذين التفوا حول الحريري وقيادته
نظراً لنظام المحاصصة الطائفية المعمول به في لبنان، فمع أن الحريري لم يكن طائفياً
ولا حتى متديناً، إلا أنه وفق النظام الانتخابي أصبح زعيماً سنياً ، باعتبار أن
قاعدته الانتخابية سنية بطبيعة الوضع اللبناني،وحزب الله والنظامان الإيراني
والسوري يعرفون معاني ونتائج أن يكون للسنة قيادة وزعامة بوزن وثقل وحجم ومكانة
رفيق الحريري.
وكان أهل السنة في لبنان قد عقدوا اجتماعاً موسعاً واستثنائياً
عقب اغتيال الحريري ضم مختلف القيادات السياسية والاجتماعية والعلماء والتجار
والأعيان صدر من خلاله بيان أكد فيه أهل السنة أن اغتيال الحريري يستهدفهم في
وجودهم ودورهم وكرامتهم، وأنهم لن يسكتوا عن حقهم ومطالبتهم بكشف "الجناة المجرمين
أياً كانوا ومعاقبتهم".
وأضاف البيان قائلاً: وأهل السنة في لبنان يعلنون أنهم
قد نالهم من الضيم ما يكفي ومن الصبر مالم يعد يحتمل. .
وأنهم يضعون هذه القضية
اغتيال الحريري بكل خلفياتها وتداعياتها في يد الشعب اللبناني وفي ضمير الأمة
العربية والإسلامية ويشددون على أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم الكاملة.
وختم أهل
السنة في لبنان بيانهم بالقول: إن خسارتنا للرئيس الحريري لا تعوض، لأنها خسارة
للوطن والأمة!!.
وكما يقول الكاتب والباحث الأستاذ/ أنور الخضري : فقد كانت
عملية اغتيال الحريري كخطوة استباقية من طرفٍ محلي ذي تحالف إقليمي. .
لقد أراد
الحريري أن يكون لبنان مستقلاً سياسياً وهو ما يعني خروجه عن المسار الإيراني
السوري وعودته إلى المسار العربي السني!! واليوم وبعد مرور خمس سنوات على اغتيال
الحريري مازالت المعركة قائمة في لبنان بين المحور الإيراني الشيعي والمحور العربي
السني!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد